ما زالت أصداء دعوة المفتي القطري "يوسف القرضاوي" لجميع المسلمين وحثهم على الجهاد في سوريا تلقى استنكارا شديدا من أوساط عديدة على المستوى الشعبي والرسمي، حيث أعلن الشيخ "صلاح الدين بن إبراهيم أبو عرفة" ،أحد أئمة المسجد الأقصى المبارك، عن رفضه لفتوى رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وأكد "صلاح الدين" خلال خطبة له بالمسجد الأقصى على أن فتوى "القرضاوي" هي محض كذب وبهتان، مضيفا أنه لو كانت هذه الدعوة صادقة لكانت فلسطينالمحتلة أولى بمثل هذه الدعوة الجهادية. وأعرب أمام المسجد الأقصى عن استنكاره الشديد لدعوة "القرضاوي" وفتواه بالجهاد في سوريا، موهما المسلمين بأن الجنة هناك في دمشق، ورفض الشيخ "صلاح الدين" دعوة القرضاوي مؤكدا على أن الجهاد لا يكون بين أهل الدين الواحد. وتساءل الشيخ "صلاح الدين" كيف صارت بوابة الجنة من دمشق ونحن جيرانها في فلسطين وغزة وبيت المقدس تحتلنا إسرائيل ولم يدع أحد إلى الجهاد فيها قولا أو فعلا، مضيفا أنه لو كان القرضاوي ومن على شاكلته صادقين في دعواهم لكانت الأراضي الفلسطينيةالمحتلة أولى بمثل هذه الدعوات، متساءلا لماذا لم يوجهوا دعوة بالجهاد في القدس والدفاع عن بيت المقدس مثلما فعل في دعوته للجهاد في سوريا". وأكمل الشيخ "صلاح الدين" تساؤلاته قائلا "لماذا لم يجيّشوا من أجل الدفاع عن بيت المقدس، مقارنا بين صمت هؤلاء العلماء حيال الانتهاكات التي ترتكب بحق المسلمين في الأراضي المحتلة من قبل اليهود ودعوات هؤلاء العلماء للجهاد في سوريا". وأكد أمام المسجد الأقصى أن هذه أمة واحدة نبيها ودينها وكتابها واحد ومن فرقّها أو حمل عليها السلاح فليس من هذه الأمة، مستشهدا بقول النبي الأكرم "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض"، معتبرا أن الجماعات التي جاءت إلى سوريا تحت اسم الدين هي أبعد ما تكون عنه. وتابع الشيخ "صلاح الدين" قائلا "إن من يرفع راية الإسلام بدم أخيه أو في عرضه وماله كائنا من كان وتحت أي مسمى كان فهو خائن كذاب".