رغم الاستعدادت المكثفة والتصريحات الصارخة من مسئولي وزارة التربية والتعليم قبل عدة أشهر من امتحانات الثانوية العامة، والتي أكدوا خلالها أن امتحانات الثانوية العامة تختلف هذا العام عما سبقها من حيث التأمين وعمليات والغش وتسريب الامتحانات، إلا أنه في أول تطبيق فعلي علي أرض الواقع للامتحانات، فشلت الوزارة بكل ما لديها من امكانات ووسائل في منع تسريب الامتحانات والغش داخل اللجان. فمع بداية أول يوم امتحانات الثانوية العامة السبت الماضي، وردت أنباء عن تسريب امتحان مادة اللغة العربية قبل مرور نصف وقت الامتحان علي مواقع التواصل الاجتماعي، وتبادل الطلاب الاجابات بنفس طريقة تسريب الامتحان من داخل اللجان، في باديء الأمر أنكرت الوزارة عملية التسريب وقالت علي لسان المتحدث الرسمي للوزارة محمد السروجي، إن الامتحان المتداول علي مواقع التواصل ليس صحيحا، وأنه نموذج تجريبي لتدريب الطلاب علي الاسئلة. وتحاول الوزارة انكار التسريب بكل الطرق، إلا أنه عندما واجهها الصحفيون بمالديهم من ادلة دامغة تثبت تسريب الامتحان، وذلك لمتابعتهم سيرها عن قرب، فالوزارة لم تعترف اعترافا مطلقا بأن الامتحان تم تسريبه، وقالت علي لسان مدير عام الامتحانات رضا مسعد، إنها كانت محاولة ضمن 15 محاولة للغش، وأن سؤال واحد هو الذي تم تسريبه قائلا "اتحدي أي شخص يأتي بسؤال آخر سُرٌب". ومع انطلاق اليوم الثاني للإمتحانات اليوم الاثنين، تداولت نفس صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في السابعة والنصف من صباح يوم الامتحان، وقبل دخول اللجان بساعة ونصف، صور لامتحان اللغة الانجليزية، وظهرت تصريحات المتحدث باسم الوزارة تملاء وسائل الإعلام بنفس السيناريو الاول، وهو نفي صحة تسريب الامتحان وأن ما يتم تداوله علي المواقع، هو امتحان لدولة السودان الشقيقة. وبنهاية امتحانات اليوم، وانعقاد المؤتمر الصحفي بالوزارة للإعلان عن سيرها، قالت الوزارة بأن الامتحان لم يسرب كاملا، وإنما تم تسريب الجزء الأخير فقط منه، ونحن في انتظار تكرار السيناريو التقليدي كل يوم عن عمليات الغش والتسريب دون اتخاذ اجراءت فعلية بديلاعن نهج الانكار والنفي .