تغير شكل الخريطة السياسية المصرية تماماً فيما بعد ثورة يناير، حيث نشأت أحزاب، واندثرت أخرى، ومنها من انقسم على نفسه أو تفتت، وأصبح الإقبال على الحياة الحزبية، بشكل خاص والسياسية بشكل عام، أكبر من ذي قبل، وهو الأمر الذي أثرى الحياة السياسية في مصر، بالعديد من الوجوه الجديدة والكوادر الشابة، التى لم يكن لها تواجد ملحوظ من قبل، ولعل اليسار كتيار أساسي في الخريطة السياسية، كان له طريقه الخاص في خوض الأمور وحل الأزمات وربما خلق أزمات جديدة بداخله. وكثيرًا ما رددت العديد من التيارات اليمينية المختلفة، وبعض اليساريين أنفسهم، أن التيار الأكثر تخبطاً في مصر هو اليسار، علاوة على أنه الأكثر انشغالاً بأزماته الداخلية، على حساب المشكلات المجتمعية الكبرى، حيث رأى أغلبهم أن تجربة حزب "التجمع"، تعكس ذلك بشكل واضح، ويرجع ذلك إلى انقسام الحزب وتشتته، بينما تتجه غالبية القوى السياسية للتكتل، وعلى إثر تلك التحولات، رصدت البديل التحالفات والانشقاقات والتحالفات التي حدثت في اليسار المصري، باحثة عن حلول، عن طريق وضع روشتة من كوادراليسار، لحل أزمة الشتات اليساري العام، وعودته كتيار جماهيري كبير كما في السابق. وفي هذا السياق قال الدكتور رفعت السعيد- الرئيس السابق لحزب التجمع: "إن الذين خرجوا من "التجمع"، أدركوا الخطأ، وينادون الآن بالوحدة بين صفوف اليسار"، بينما يكمن حل الأزمة، في اتحاد حزبين يساريين في الحال، كنموذج إيجابي لإمكانية التطبيق، والباقي سيأتي بعد ذلك، لأن اليساريين بطبعهم يحبون الكلام كثيرًا، والحل في خطوات عملية". وأضاف "السعيد" أن المشاورات تجري الآن بين حزبي "التجمع" و"الاشتراكي المصري"، حول امكانية دمجهما، واعادة تأسيس "التجمع" الثانية، عبر تعديلات فى اللوائح والبرنامج لتتلائم مع المرحلة الحالية. ومن جانبه قال أحمد بهاء الدين شعبان- وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري: "إن أهم أسباب تفكك اليسار، هو عجزه عن تجديد خلاياه، والدفع بدم جديد في عروقه، وعجزه عن تطوير آليات تواصله مع المجتمع، مؤكدًا أن الحزب الاشتراكي، طرح في الفترة الأخيرة فكرة توحيد كل قوى اليسار المصري، في حزب كبير، يضم مميزات كل الأحزاب اليسارية. وأضاف "شعبان": "أنه إذا تم تجميع كل نقاط القوى في كل الأحزاب اليسارية، فمن الممكن إنشاء حزبًا يساريًا جديدًا، قادرًا على بناء مصر"، وتوقع أن يكون ذلك الحزب، مجرد نواة لتوحيد قوى اليسار في المستقبل، وحول إندماج الحزبين "التجمع" و"الاشتراكي المصري"؛ قال "شعبان": "إنهم قطعوا شوطًا كبيرًا في الإندماج، مشيرًا إلى أن "الحوار بينهم مازال مستمرًا". وقال مدحت الزاهد- نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي: "إن التحالف بين اليسار كشكل جبهوي موجود، وإن كان ضعيفاً، ويتمثل في التحالف الديمقراطي الثوري، الذى يضم 10 كيانات وأحزاب يسارية"، لافتاً إلى أن توحد اليسار بالعنى الحرفي، يأتي بشكل أفضل عبر نضالات ميدانية مشتركة، لا باجتماعات ولقائات ذات الطابع النخبوي". وأضاف "الزاهد": "إن اليسار المصري أمامه مهمتين تاريخيتين الآن، الأولى هي التوجه إلى التيار العريض الغير منظم، والذي يرفع شعارات اليسار في الشارع، لتنظيمه وضمه في صفوفه، الثانية هي تنظيم صفوف الجماهير بشكل عام، للحصول على مطالب الثورة وفي صدراتها العدالة الاجتماعية" وحول سؤاله عن خطوة الاندماج المشار إليها؛ قال القيادي بحزب التحالف: "إن الفكرة مطروحة دائماً للمناقشة، وليس هناك رفض مبدأي لها، من حيث الشكل ولكن تجعلنا نطرح بعض التساؤلات حول الأمر، أبرزها (هل الاندماج يكون بشكل تنظيمي بحت.. أم أنه بهدف الاتجاه للخارج لإعادة تأسيس تيار اليسار واستعادة جماهيريته؟)، والسؤال الأخر هو (هل يتم الاندماج عبر إقرار مبدأ التنوع الداخلي في التنظيم الواحد، أم أن الاندماج يأتي تحت مبدأ الالتزام الحزبي المركزي؟)، مشيرًا إلى أن الاندماج، في كل حالاته أمر إيجابي، ولكنه يحتاج إلى وقت طويل. أخبار مصر- البديل