أثار سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، غضب المسرحيين، أثناء حضوره حفل ختام الدورة ال22 للمهرجان الختامي لنوادي المسرح، بأرض مسرح السامر بالعجوزة، مساء أمس السبت. فوجئ المسرحيون برئيس الهيئة يتهمهم بالبحث عن "سبوبة"، منتقدًا من يقولون أنه يكره المسرح، مما أثار غضب المسرحيين، واعتبروه استمرارًا للأداء السئ للهيئة تحت رئاسته. وردًا على اتهامه، وجهوا اتهامهم لقيادات الهيئة كلها، وعلى رأس القائمة "عبد الرحمن"، الذي أتخذ من منصبه "سبوبة"، على حد تعبيرهم. وشكوا من إغلاق المواقع الثقافية، كما اعتبره البعض أسوأ من تولى رئاسة الهيئة. فيما عدد "عبد الرحمن" ما اعتبره إنجازات حققتها الهيئة، في فترة توليه رئاستها، مثل البدء هذا العام في إصلاح مسارح المنيا وطنطا، المهملين منذ سنوات، واعتماد ميزانية للتثقيف المسرحي. فتوالت عليه ردود فعل المسرحيين السلبية، وإتهامات بالفساد في قصر ثقافة الجيزة وغيره. وفيما يتعلق بقرار وقف عرض مسرحية "ديوان البقر"، بسبب انتقادها لحكم جماعة الإخوان المسلمين، أنكر "عبد الرحمن" تصريحاته لبوابة الأهرام، والتي قال فيها إن سبب إلغاء العرض أن مخرجه مسيحي وبه ممثلين مسيحيين، مؤكدًا أنه قرر تحريك العرض حفاظًا على الفرقة، بعد تعرضها لتهديدات الإسلاميين في الغردقة، فهاجم عدد من الحضور تخاذله عن حماية الفرقة، والرضوخ لتهديدات المتشددين. وأحتد "عبد الرحمن" على معارضيه، قائلًا "هذه بطولات فارغة وزائفة"، بعد أن طالبه البعض بالنزول عن المنصة، مرددين "إرحل بوظت الفرح، قلبته ميتم"، لكنه رفض. أدت المشادات إلى ارتباك في الحفل، نتج عنه نسيان مقدم الحفل دعوة الكاتب شاذلي فرح، مدير المهرجان، للمشاركة في تقديم الجوائز، وكذلك استبعاد دعاء منصور، مدير إدارة المسرح من المشهد، ليسلم رئيس الهيئة ونائبه ورئيس الإدارة الفنية الجوائز، دون مشاركة من لجنة التحكيم، التي لم تعلن توصياتها، أو رئيس ومدير المهرجان، الذين تولوا مهمة تنظيمه. كرم المهرجان المخرجين "فوزي سراج، أسامه طه، وفيق محمود، ريهام عبد الرازق"، والناقد عبد الرازق حسين. بدأ الحفل بعرض أشعار وأغاني ومونولوجات مسرحية، قدمتها فرقة أبناء صلاح حامد، من قصر ثقافة الفيوم، إخراج أحمد طه، افتتحته أغنية "كروان الفن"، وختمته أغنية "طول عمر المصري مصري والمملوكي مملوكي"، في مزيج من أشعار نجيب سرور وصلاح عبد الصبور، وأغنيات منها "رايحين شايلين في إيدنا سلاح، أحلف بسماها وبترابها، أوبريت العقلاء، بقرة حاحا، دولا مين". أقام المخرج بناءًا دراميًا ملحميًا، من قصيدة الراحل صلاح عبد الصبور "يوميات نبي مهزوم" من مسرحيته "ليلى والمجنون"، مضفرة مع الأغاني والحالات الشعرية والمسرحية، فاحتفى السيناريو بأشعار تنبأت بما نعيشه اليوم، وأغاني تحرض على الانحياز للوطن والدفاع عنه. كما كان ل"فلسطين" حضور قوي في الأمسية، من خلال أشعار "معين بسيسو، وسميح القاسم"، وأغنيات مرسيل خليفه "منتصب القامة أمشي، إني اخترتك يا وطني". جاء العرض مواكبًا لإحياء ذكرى النكبة خلال هذا الشهر، وذكري صلاح عبد الصبور، ليعلن موقفًا مما نعيشه اليوم، من عبث وسرقة لثورة وأحلام الشعب في صرخة فنية توقظ الوعي والألم، رغم أنها لا تقول جملة واحدة آنية، وإنما تعيد قراءة إبداعات مبدعينا الكبار، الذين اختاروا الانحياز لهموم الوطن. سبق توزيع جوائز المهرجان الإعلان عن اعتماد خمسة مخرجين لإنتاج عروض الشرائح بالهيئة، بعدما قدموا عروضًا متميزة في المهرجان، هم "جمعة محمد جمعة- المنيا، كريم الشاوري- الأقصر، محمد عبد المحسن وفريد يوسف– المنصورة، محمد عبد الصبور- الإسكندرية"، إضافة إلى المخرجين الفائزين بالمركزين الأول والثاني في مسابقة الإخراج. تقاسمت الإسكندريةوالإسماعيليةوالمنيا جوائز المهرجان، فحصد عرضي "تخاريف صانعي الكعك" إخراج عبد الله التركمان، لفرقة نادي مسرح الأنفوشي، و"القرد كثيف الشعر" إخراج محمد حامد، لفرقة الإسماعيلية، جائزة المركز الأول لأفضل عرض، والمركز الأول في الإخراج، وتقاسم عرضي "فاوست والأميرة الصلعاء" لفريق المنصورة، و"الثلاثاء الساعة الخامسة " من الإسكندرية، جائزة المركز الثاني لأفضل عرض. كذلك نال المركز الثاني في الإخراج أحمد حجاج عن عرض "الوافد"، ومحمد عبد القادر عن "فاندو وليز". وحصد عرض "القرد كثيف الشعر" جائزة المركز الأول في السينوغرافيا، للثنائي رامي دافنشي ومحمد حامد، وجائزة المركز الأول تمثيل رجال لمعتز مدحت، مناصفة مع شريف دسوقي عن "واحد عصافره"، وفاز محمد نوح بالمركز الثاني رجال، مناصفة مع محمد علي عن عرض "فاوست"، الذي حاز على جائزة المركز الثاني سينوغرافيا لفريد يوسف. في حين ذهبت جائزة المركز الأول تمثيل نساء لريهام فتحي، عن "القصة المزدوجة لدكتور بالمي" من المنصورة، مع ناهد السيد عن "فاندو وليز"، وذهبت الجائزة الثانية لمي مكاوي عن "شيكا بيكا"، ونيللي محمود عن "يوم الثلاثاء الساعة الخامسة"، الذي فاز منه مصطفى سليمان بالجائزة الأولي في التأليف، مناصفة مع أحمد حسن البنا عن "تخاريف صانعي الكعك". فيما ذهبت الثانية للتأليف الجماعي لعرض "احذر منطقة أمل"، الذي فاز أيضًا بجائزة الإبداع الجماعي مناصفة مع "شيكا بيكا"، وبجائزة الألحان الأولى لعزت شحاته، فيما ذهبت الثانية للفنان مدحت نظير عن عرض الحكي "حجاكم الله". ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لعرض "أنا والمرايا ". تتراوح قيمة الجوائز من ألف إلى ألفان جنيه.