وسط حشد هائل متعدد الجنسيات والثقافات افتتح وزير الثقافة د. محمد صابر عرب الدورة الأولى للمهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية مساء أمس الجمعة بمسرح بئر يوسف بقلعة صلاح الدين في حضور عدد كبير من الوزراء والسفراء والبعثات الدبلوماسية ومنهم وزير التخطيط والتعاون الدولي د. أشرف العربي، وزير السياحة هشام زعزوع، وزير الآثار د. محمد إبراهيم، د. ناديه زخاري وزيرة البحث العلمي، د. كاميليا صبحي رئيس العلاقات الثقافية الخارجية، والمهندس محمد أبو سعدة رئيس صندوق التنمية الثقافية، وعدد من الشخصيات العامة، منهم د. جوده عبد الخالق وزير التضامن الاجتماعي السابق. شكر رئيس المهرجان ومؤسسة الفنان انتصار عبد الفتاح مشاركة الوزارات المختلفة وتضافر الجهود لإقامة المهرجان رغم الظروف الصعبة التي تمر بها مصر، كما وجه التحية لوفود الدول الأجنبية المشاركة التي قررت الحضور لمصر كرسالة محبة فنية والتي بلغت 36 فرقة تمثل 27 دولة عربية وأجنبية من مختلف القارات. وكرم المهرجان في حفل افتتاحه عددًا من رواد الفنون الشعبية وأهداهم درعه، وهم المخرج عبد الرحمن الشافعي، الفنان محمود رضا وتسلمها عنه الفنان إيهاب حسن مدير فرقة رضا للفنون الشعبية، والباحث د. عبد الحميد حواس وتسلمها الفنان انتصار عبد الفتاح، كما كرم أسماء ثلاثة من الرواد الذي لعبوا الدور الأكبر في الاهتمام بالفن الشعبي ووضعه على خريطة الثقافة المصرية، وهم د. ثروت عكاشة وزير الثقافة في الستينيات، وتسلمت ابنته درع تكريمه، وعاشق المداحين الفنان زكريا الحجاوي وتسلمته ابنته، والفنان كمال نعيم أول رئيس لفرقة الفنون الشعبية وتسلمها نجله. بدأت الحفل واختتمته فرقة الصين التي قدمت أداءً باهرًا، وترددت أصداء طبولها الضخمة في جنبات قلعة صلاح الدين، فزادتها إبهارًا وإيحاءً، حيث قدم فنانو فرقة "أوركسترا الصين الحديث للشباب" فقرتين الأولى ضمت فتيات الفرقة في أداء رائع على الطبول الكبيرة والصغيرة، والثانية قدمها شباب الفرقة من الرجال في ختام الحفل، وبينهما شاركت الفرق المشاركة بالمهرجان بمساهمات مختلفة بدأتها الفرق المصرية، فمن المزمار البلدي والطبلة التقليدية إلى فرق الفنون الشعبية التي تمثل عددًا من أقاليم مصر قدمت كولاج فني لفرق بورسعيد، توشكي النوبية، الشرقية، الإسكندرية وسيناء. ورغم احتفاء المهرجان بها، لكنها كانت في منافسة ضخمة مع الفرق الأجنبية على كافة المستويات، فأظهرت كثيرًا من عناصر الضعف في فرقنا الشعبية بدءًا من الملابس إلى أداء الراقصين ولياقتهم الفنية، تلت الفرق المصرية فقرات لفرق: نامبيا، اليونان، تركيا، كولومبيا، إندونيسيا، وقام د. انتصار عبد الفتاح بتدخلات إيقاعية مع الفرق الأجنبية أضافت طرافة على الحفل، وأكدت سلاسة تحقيق الحوار الفني، كما شاركت الفرق في غناء أغنية في حب مصر، فيما وعد رئيس المهرجان بتنظيم ورشة فنية كبيرة بين الفرق ينتج عنها عمل جماعي كبير يقدم في حفل الختام، كما شاركت كل الفرق في دفيليه استعرض الفرق المشاركة وقدمها للجمهور، واختتم الحفل بفرقتين متميزتين لفرقة رفاعي جيلنج من إدونيسيا، وشباب فرقة الصين الذين قدموا أداءً رائعًا شديد الحيوية على طبول كبيرة تركت مع صيحاتهم القوية أصداءها في جنبات القلعة التاريخية، وتركت الجمهور أكثر اشتياقًا لمتابعتهم. وبجوار المسرح أقيم سوق شعبي تراثي يضم منتجات تقليدية للدول المشاركة من المنتجات النوبية والسيناوية التراثية التقليدية الي الصينية و الهندية وغيرها ومن الحنة النوبية إلى الساري الهندي في تنوع ثقافي كبير يتيح للجمهور شراء منتجات تعكس ثقافات مختلفة. ينظم المهرجان صندوق التنمية الثقافية بالتعاون مع وزارتي التخطيط والتعاون الدولي والسياحة وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية، وتتواصل فاعلياته من 19 – 25 إبريل الجاري، وستقدم عروضه المفتوحة للجمهور في مسرح بئر يوسف بقلعة صلاح الدين، قبة الغوري بالحسين، ساحة الهناجر والمسرح المكشوف بالأوبرا، مركز الطفل والحضارة بمصر الجديدة، وقصرى ثقافة بنها والمنصورة.