قال المنشد عامر التوني- مدير ومؤسس فرقة "المولوية المصرية"،أنه انتهى من إعداد برنامج جديد، يشمل أشعارًا لأبرز شعراء الصوفية، لتقديمها في حفل خاص، تقيمه الفرقة بقاعة النهر- بساقية الصاوي، يوم الثلاثاء 23 أبريل الجاري. وأضاف التوني في تصريح ل"البديل"، أنه ومنذ بداية عمل "المولوية المصرية"، يحرص على تقديم برنامج جديد من حفل لآخر، حتي لا يتكرر سماع الجمهور الحريص على متابعة حفلاته لنفس الاغنيات، معبرًا عن سعادته بأتساع دائرة المتابعين لحفلات المولوية المصرية، للدرجة التي لا تستوعب فيها المسارح أعدادهم من كثرتها. وذكر "التوني"، أن المولوية لا تقدم حفلات فنية بقدر حرصها علي تقديم حالة روحانية بمشاركة الجمهور، وذكر أنه وجد أن فكرة الدوران التي تقوم عليها المولوية تعود للفراعنة، وهم أول من استخدموها، كما يعتبر الفن المولوي من الرياضات الروحانية والكونية، حيث تدورالأشياء حول مركز الكون، الذى لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالي. ويقول "التوني": "ردود أفعال الجمهور على ما تقدمه الفرقة كان مفاجئًا، رغم تقديمنا لحفلاتنا في فضاءات مغايرة، ومختلفة بالمراكز الثقافية والمسارح والتجمعات التي تتسم بجمهور مختلف، ومنتمي لمراحل عمرية حديثة وشابة في أغلب الاحيان، فضلًا عن جمهورنا المحب لفنون التصوف، للدرجة التي يخرج فيها جمهورنا من الحفل وهو في حالة ارتياح غير عادية، فالروح تذهب أينما تفكر". وفرّق التوني بين الابتهال، والمديح، والإنشاد؛ فيوضح أن الابتهال: هو نوع من المناجاة إلى الله؛ أما المديح: فهو ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما الإنشاد: فالأغاني التي يمكن أن تكون في الحب وفي الغزل والعشق والهيام والوجد ووصف الحالة الروحية، بينما المولوية تجمع ما بين الابتهال والمديح والانشاد. وعن جديد الفرقة قال التوني "إنه أنتهي من الإعداد لبدء الدراسة في أول مدرسة لتعليم الفن المولوي، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية في المقر التابع لها بالقاهرة في بيت السنارى بالسيدة زينب، وتقدم لها 100 متدرب من مختلف المراحل العمرية حتى الآن. وفي سياق متصل، جاري الإعداد لبدء ورشة تدريب خاصة، لتعليم الغناء والكورال الصوفي، خلال مايو المقبل، بجانب إقامة عدد من الندوات عن الموسيقي الروحية وأنواعها ودلالات الحركة المولوية، إضافة إلى الإعداد لعقد أول مؤتمر ومهرجان للموسيقى الروحية، بمشاركة كبار المنشدين في مصر ومنهم : الشيخ أحمد التوني، الشيخ محمد الهلباوي، الشيخ ياسين التهامي، الشيخ أمين الشناوى، وأخرين. ويذكر أيضًا، أن "المولوية المصرية" شاركت خلال السنوات الأخيرة في عدد من المهرجانات الدولية المعنية بفنون التصوف في عدة دول منها الهند، بلجيكا، المانيا، فرنسا،هولندا ،وتستعد الفرقة حاليا للمشاركة في ستة مهرجانات دولية خلال الفترة المقبلة ، فضلا عن تقديم أحتفالية خاصة للجالية العربية بمقر السفارة المصرية بصوفيا. جدير بالذكر أن "المولوية المصرية" بدأت عملها قبل عشرة سنوات، وذلك بعد ورش عمل أشرف عليها عامر التوني، وكان الاهتمام بضرورة تدريب راقصي المولوية من أعضاء الفرقة حركيًا وموسيقيًا، مع الاشتغال على تفريغ الشكل الاحتفالي الصوفي إلى شكل فني ثقافي، والعمل على إعادة تقديم المنتج الفني الصوفي فى بيئات فكرية مختلفة وبعيدًا عن قوالب الإنشاد الصوفي المعتادة.