قال المستشار سعد مسعود نائب رئيس مجلس الدولة إن الفنانين مطالبين بالضغط لاقرار عقد عمل موحد يحميهم من عقود الاذعان التي يوقعها الفنانون مع جهات الانتاج خاصة الحكومية منها و التي تستعبدهم و تهدر حقوقهم. وأضاف إن هناك خلافا قانونيا حول الاعتراف بعقود الاذعان في كافة مجالات العمل والحياة من الطبيعي ان تجد عقودا موحدة متعارف عليها، اما في المجال الفني فلا أحد يريد تفعيلها، كما ان قوانين حماية المبدعين موجودة لكنها غير مفعلة حيث ينص قانون 35 لسنة 1978بانشاء نقابات المهن الفنية علي حقوق كثيرة لصالح العاملين بالعمل الفني ، وكذلك قانون حماية الملكية الفكرية 82 لسنة 2002 الذي يحفظ حقوق المبدعين. جاء ذلك في ندوة " الدراماتورج و آليات الانتاج " التي عقدت ظهر اليوم الثلاثاءعلي هامش المهرجان القومي للمسرح و ناقشت ايضا دور الدراماتورج، حيث عرض د. سيد الامام حلقة تاريخية عن نشأته في المسارح الغربية والذي عرف في بداياته بمسمي المدير الادبي للمسرح والذي يحضر البروفات مع الممثلين والمخرج ويشرح بعض اجزاء النص ويقدم ابحاث عن العروض التي قدمت عن نفس النص و دوره في صياغة الدعاية و غيرها و كثيرا ما تحدث تداخلات وخلافات بينه و بين دور المؤلف كما حدث في قضية شهيرة في امريكا عام 1994 لعرض " الملائكة في امريكا "الذي كان يقدم مرتين في اليوم بجزءين للمؤلف و الدراماتورج حكم فيها القضاء بنسبة الربع للدراماتورج من قيمة عقد المؤلف. فيما اعتبر المخرج الكبير جلال الشرقاوي دور الدراماتورج قفز علي دوري المؤلف و المخرج و اجتزاء منهما، قال المخرج د حسام عطا ان الدراماتورج لا يتعارض مع المؤلف والمخرج بل يعاونه كاحد افراد طاقم العمل تحت قيادة المخرج كناقد داخلي للعمل الفني يلعب دور المراقب المشارك الذي يري الصورة من الخارج بينما ينغمس المخرج و المؤلف في التفاصيل الابداعية . و تحدث الناقد الشاب محمد رفعت عن الالتباس في مفهوم الدراماتورج و الاعداد، فكل الوان تجهيز النص تندرج تحت مفهوم الاعداد، و هناك تجارب مهمة يوجد فيها الدراماتورج في الفرقة، ويمارس كامل مهامه دون تدخل في النص، وأرجع رفعت اسباب الخلط في المصطلحات و الاختلاف علي تفسير دور الدراماتورج الي الاعتماد في صياغة المصطلح علي الجذر اللغوي الغربي له " صانع الدراما". واضاف ان الدراماتورج دورمهني و مجموعة وظائف موجودة سلفا قبل الاهتمام بتخصيصها في المصطلح ،سواء وجدت وظيفة تحت مسمي دراماتورج ام قام بها المخرج او غيره ، وقال ان الدراماتورج في المسارح الغريبة يتواجد في صيغتين اما دراماتورج محترف حر يتم اختياره للعمل في عرض واحد و اما يوجد كأحد افراد فريق الدراماتورج المشارك في الفرقة المسرحية كأحد عناصرها الثابتة المشاركة في رسم السياسة العامة للفرقة. و عرض عدد من المسرحيين لتجاربهم اما في الاعداد المسرحي او لعب دور الدراماتورج،حيث ظهر فيها التداخل في فهم المصطلح بين المسرحيين و منهم الكاتب الكبير مهدي الحسيني و الناقد مجدي الحمزاوي و الكاتب السيد محمد علي . و انتقدت الكاتبة رشا عبد المنعم غياب الكتاب الشباب عن الندوة وعرضت لتجربتها مع عدد من المخرجين و تساءلت عن اشكاليات العلاقة بينهما و تساءلت عن الحقوق الادبية والمادية للدراماتورج و كذلك للممثلين في حالة ورش الارتجال و عرضت لتجربة تراها من اهم نماذج عمل الدراماتورج قدمها الناقد الراحل حازم شحاته احد شهداء محرقة مسرح بني سويف في العمل مع المخرج ناصر عبد المنعم في عرضه " ناس النهر" وكانت تجمعهم يوميا جلسة لفريق العمل و الممثلين يتناقشوا و يعدلوا في العمل . رشا اكدت علي الحاجة الي فهم مختلف لدور الدراماتورج و التعامل معه كمهمة منفصلة و ليس كمرحلة من مراحل تطور كاتب حتي يصبح مؤلفا و قالت ان العلاقة بين النص و المخرج و الدراماتورج علاقة ثلاثية يلعب فيها الدراماتورج دور الوسيط بين العمل الادبي و المخرج او العرض.