شهدت مكتبة الإسكندرية أمس الأحد ندوة تحت عنوان "عالم محمد جبريل" في إطار فاعليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، حضر الندوة كل من الكاتب محمد جبريل، ومحمد زكريا عناني، والأديب منير عتيبة. وأكد الكاتب محمد زكريا عناني أن محمد جبريل دائمًا ما يكتب في دائرة معروفة هي: الإسكندرية، مصر، والعروبة، ويركز في هذه الدائرة على عنصر الإنسانية والتي يمكن أن تأتي في مشهد صغير للغاية يتجاوز الزمان والمكان. وشدد على أن جبريل ركز على الارتقاء بحرية الإنسان والمعاداة لكل من يستبد على الأرض، وأن رواياته دائمًا ما تخرج عن النطاق التقليدي، ويظهر ذلك في رواية "رجال الظل". وتحدث عن رحلة جبريل الطويلة التي بدأت مبكرًا في حياته وكتاباته مثل: "قلعة الجبل"، "الحاكم بأمر الله"، و"سقوط رجل الدولة"، وروايات أخرى كتبها في بداية مشواره، وقال إن رواياته ترتبط بقيمة راسخة هي قيمة الوطن، وناقش بعض رواياته مثل: "مصر.. من يريدها بسوء"، "نجيب محفوظ.. صداقة جيلين"، و"آباء الستينات"، و"قراءة في شخصيات مصرية"، و"البطل في وجدان الشعب المصري". وأشار إلى أن "آباء الستينات" هي امتداد لرواية "نجيب محفوظ.. صداقة جيلين"، وأنه كتاب مفتوح يشير فيه إلى الثوابت الراسخة في وجدانه نتيجة ترعرعه وسط جيل يتلقى منه ومن خبراته لكي ينقلها للجيل الذي بعده. من جانبه أكد الكاتب محمد جبريل في بداية حديثه أنه يكتب بأسلوبه ويعكس أفكاره وما يجري في زمنه، ولكنه أكد على أهمية تواصل الأجيال، وأشار إلى مدى استفادته من خبرات الكتاب الكبار مثل نجيب محفوظ ويحيى حقي الذين كثيرًا ما ساعدوه بخبراتهم ومساندتهم. وأكد على أنهم كانوا يتعاملوا معه كصديق، وأن ذلك انعكس في الروايتين "آباء الستينات" و"نجيب محفوظ...صداقة جيلين". وأشار إلى مقولة (الزمن الجميل) في إشارة إلى الستينيات والسبعينيات وأكد على إقتناعه بها خاصة في مجالي الفن والثقافة حتى وإن لم تكن المقولة صحيحة في بقية لمجالات. وقال إنه كتب عن مصر من خلال رؤيته الثقافية والإجتماعية التي إعتبرها البعض رؤية سوسيولوجية. وتحدث عن كتاب "الأسوار" الذي تحدث فيه عن أهمية الوحدة لأي عمل فني في الموسيقى والحوار وباقي عناصر العمل، وشدد على أن كل عنصر يجب أن يأتي في مكانه ووقته المناسب. وقال أنه سبق أبناء جيله بكتابته في هذا المجال. وأكد على أهمية اندماج الوطن العربي مع بعضه لأنه بإنفصال أي دولة منه مثل فلسطين وتحولها لإسرائيل ستكون كارثة. وأكد في الوقت نفسه على أنه لو تخلى أي عمل فني عن بعده الإنساني سيفقد قيمته.