يبدأ اليوم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، زيارة إلي اسبانيا في مستهل جولة أوروبية تشمل ثلاث دول هاسبانياوفرنسا وألمانيا لبحث مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وفي محاولة لإقناع قادة هذه الدول بالموافقة على إصلاحاته المقترحة على معاهدة الاتحاد الأوروبي. وذكرت صحيفة "انترناشيونال بيزنس تايمز" إلى أن كاميرون يحاول الدفع باتجاه بعض الإصلاحات في معاهدة الاتحاد الذي يضم 27 دولة في محاولة لانتزاع بعض السلطات من بروكسل لاسترضاء أعضاء متشككين داخل حزبه المحافظ. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه هناك حالة نفور عامة بين البريطانيين تجاه الاتحاد الأوروبي، الذي يراه كثير من البريطانيين باعتباره فوضى بيروقراطية غير فعالة تؤدى إلى تآكل السيادة الوطنية للدول الأعضاء فيه. ويهدف كاميرون أن يكون الاتحاد الأوروبي أكثر مرونة في جوانب مختلفة وتكون للدول فيه ادوار مختلفة، بحيث لا يتعين على جميع الدول الأعضاء فعل نفس الأمور بنفس الطريقة. وأفادت الصحيفة أن كاميرون كان قد قال في مقابلة مع خمس صحف أوروبية أن الاتحاد الأوروبي يحتاج "التغيير لأنه أحيانا يتجاوز الحدود بتوجيهات وتدخلات في شؤون لندن". ومن جهة أخرى، أثار كاميرون غضب الحلفاء الأوروبيين في يناير الماضي عندما قال انه سيحاول التفاوض على شروط عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وتعهد بإجراء استفتاء على استمرار عضوية بلاده في الاتحاد. وفي فبراير الماضي، حذر رئيس الاتحاد الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، لندن من أن زعماء الاتحاد الأوروبي غير مهتمين بأي حال من الأحوال بإحداث أي تغيير في المعاهدة الرئيسية للإتحاد، مؤكدا أن التركيز في السنوات المقبلة سيكون على دعم وتعزيز منطقة اليورو، التي بريطانيا ليست عضوا فيها. ووفقا للصحيفة، فإن كاميرون سيناقش أيضا الوضع في سوريا والقمة المقبلة لمجموعة الدول الثماني خلال جولته الأوروبية. يذكر أن رئيس الوزراء البريطاني من المقرر أن يلتقي بنظيره الاسباني ماريانو راخوي اليوم الاثنين قبل أن يغادر إلى فرنسا لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ثم سيعقد في وقت لاحق محادثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين.