منذ عدة أيام أعلن اتحاد كتاب مصر فوز محمد سلماوي برئاسة الاتحاد للمرة الرابعة، وهذا ما أدى إلى طرح عدة تساؤلات من جانب بعض المثقفين حول أحقية سلماوي بهذا المنصب وخاصة أنه ليس رئيسًا لاتحاد كتاب مصر فقط بل رئيسًا لاتحاد الكتاب العرب واتحاد كتاب آسيا وإفريقيا.. وهذه التساؤلات أدت بالضرورة إلى الحديث عن جدلية النزاهة والاستقلالية في الانتخابات الأخيرة، كما أدت أيضًا إلى الحديث عن دور اتحاد الكتاب في الحياة الثقافية المصرية، خاصة أن الاتحاد به ثلاثة آلاف كاتب لا يفعلون شيئًا بحسب قول بعض المثقفين الذين فضلوا الابتعاد عن هذه المؤسسة. يقول الشاعر محمد آدم إن اختيار سلماوي للمرة الرابعة رئيسًا لاتحاد كتاب مصر له دلالة قوية على مدى التردي الذي وصلت إليه الثقافة المصرية، كما أن اختياره رئيسًا لاتحاد الكتاب العرب واتحاد كتاب آسيا وإفريقيا يدل أيضًا على أن هذه الدول تعيش أزمة ثقافية هائلة، وأوضح قائلاً "سلماوي كاتب متواضع جدًّا ينتمي إلى قافلة أنصاف المثقفين التي ظهرت في عهد مبارك، وهو من بين هؤلاء الذين يأكلون على كل الموائد، وأعتقد أن الإنجاز الوحيد لسلماوي هو أنه استطاع بعلاقاته الشخصية رفع خزينة صندوق اتحاد الكتاب إلى 30 مليون جنيه". وعن دور اتحاد الكتاب في الحياة الثقافية المصرية يقول آدم إن الاتحاد به 3000 كاتب لا يفعلون شيئًا، وهذا ما أدى إلى انتشار مساحة هائلة من الظلام في عقل وفكر المصريين عندما انتشر الظلاميون، كما أكد أن عدد الكتاب الحقيقيين في مصر لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. وعن سبب عزوف الكثير من الكتاب عن المشاركة في انتخابات اتحاد الكتاب الأخيرة يقول "رغم أن مصر تمتلك الكثير من الكتاب والشعراء الذين يقفون علي قدم وساق مع كبار شعراء العالم إلا أنهم يبتعدون عن المشاركة في هذه المهزلة التي تحط من قيمتهم، فكل كاتب حقيقي ومحترم ينأى بنفسه بعيدًا عن المشاركة في هذه المبائع الثقافية". من ناحية أخري يرى الكاتب والقاص د. أحمد الخميسي أن المشكلة ليست في فوز سلماوي رئيسًا للاتحاد للمرة الرابعة، لكن المشكلة تكمن في الاتحاد نفسه، ويوضح الخميسي "الاتحاد يحمل تركة ثقيلة من الفساد منذ أيام ثروت أباظة، وهذه التركة تتمثل في أن ثلثه من الموظفين ولا شك أن هذا التكوين عطل دوره لفترة طويلة، فمثلاً لم نجد للاتحاد أي دور يذكر في ثورة يناير، كما أنه لم يحتضن الأدباء الشباب بل يعتمد على مجموعة معينة من أنصاف الموهوبين". ويرجع الشاعر عبد المنعم رمضان سبب فوز سلماوي برئاسة اتحاد الكتاب للمرة الرابعة إلى كونه رجلاً مقبولاً من أي سلطة، ومن ثم يستطيع أن يفيد الاتحاد والمثقفين، ويوضح "سلماوي كان أحد رجال نظام مبارك، والآن لا تستطيع أن تحدد له لونًا واحدًا؛ لأنه يجيد اللعب على كل الحبال ويسعي دائمًا إلى إقامة علاقات مع أي سلطة جديدة حتى وإن بدا معاديًا لها ، فمثلاً هو الآن يهاجم الإخوان في بعض مقالاته ولكنه هجوم شكلي فقط". وفي حديثه يعود رمضان إلى اللقاء الأخير بين مبارك والمثقفين حيث يقول "كان سلماوي من بين المثقفين الذين ذهبوا إلى القصر لمقابلة مبارك ومنهم من طلب منه عدة مطالب، حيث طلب جابر عصفور أموالاً لدعم المركز القومي للترجمة، وحجازي طلب منه أن يعالج أخته في الخارج وسلماوي طلب منحة مالية لاتحاد الكتاب قدرها 5 ملايين جنيه، وعندما عاد سلماوي للاتحاد طلب من بعض الكتاب كتابة رسالة شكر لمبارك على هذه المنحة ولكنهم رفضوا كتابتها، وبالتالي لم يحصل سلماوي على المنحة". محمد آدم: اختيار سلماوي للمرة الرابعة دليل على تردي الثقافة المصرية د. أحمد الخميسي: الاتحاد يحمل تركة ثقيلة من الفساد عبد المنعم رمضان: طلب من الكُتَّاب رسالة شكر لمبارك من أجل منحة ولكنهم رفضوا فضاعت عليه