نشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية تقريرا حول زيارة محمد مرسي للسودان، تصف فيه هذه الزيارة بأنها "واجب لا أكثر"، مشيرة إلى أنها على ما يبدو جاءت نتيجة ضغوط قطرية أقنعته بضرورة التوجه إلى السودان. وقال التقرير - الذي أعدته الكاتبة مي علي: إنه بعدما حلّ ضيفاً على أكثر من عشر دول عربية وغربية، يصل الرئيس المصري اليوم إلى الخرطوم في زيارة تبدو كأنها "إجبارية"، فالزيارة التي ستستمر ل24 ساعة فقط، وتتخللها مباحثات مشتركة مع الرئيس السوداني عمر البشير وعدد من قيادات الأحزاب السودانية، يرى مراقبون أنها تأخرت؛ إذ من المفترض أن يكون السودان الدولة الأقرب لنظام مرسي، باعتبار أن النظام القائم في السودان نظامٌ إسلامي، غير أن واقع الحال يشير إلى أن حزب الحرية والعدالة الحاكم في مصر نأى بنفسه بعيداً واكتفى بالحفاظ على علاقات دبلوماسية مع الخرطوم، دون إعطائها أي خصوصية تذكر. وكانت القيادة السودانية مستاءة نتيجة للمواقف الإقصائية الشبيهة بتلك التي مارسها النظام السابق ضدها، وتبني مواقف مشابهة لمواقف الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي كان يتعامل مع الملف السوداني كملف أمني من الدرجة الأولى. ومن جهة أخرى، لم يستبعد مراقبون أن تكون زيارة محمد مرسي قد جاءت بناءً على رغبة حكومة الخرطوم وبضغوط من دولة قطر، حيث بدا أن قطر حريصة على التوسط بين الخرطوموالقاهرة، خاصة أن ملف السودان لطالما كان قضية خلافية بين القاهرة والدوحة إبان عهد مبارك، بعد تبني الأخيرة لملف دارفور واعتراض القاهرة على تحجيم دورها الإقليمي بإبعاد ملف دارفور عنها. ويشير التقرير إلى أن الحكومة السودانية وجدت مبرراً لتأخر زيارة مرسي مدة سبعة أشهر كاملة، بقول وكيل وزارة الخارجية السوداني، رحمة الله عثمان: "نحن قدرنا ظروف القيادة السياسية في مصر في السابق ونرحب بزيارة الرئيس مرسي في الوقت الحالي". من جهته، رأى الخبير المصري في الشؤون السودانية، هاني رسلان، في حديث مع الأخبار أنه "يتضح جيداً أن زيارة الرئيس مرسي للخرطوم تأتي بطلب وإلحاح من القيادة السودانية"، لافتاً إلى أن نظام البشير يريد فتح صفحة جديدة مع الإخوان في مصر.