أقامت الهيئة العامة للكتاب مساء اليوم ندوة لمناقشة كتاب " بهاء طاهر ناقدًا مسرحيًا" للشاعر شعبان يوسف بحضور الكاتب والروائي "بهاء طاهر- الناقدة عبلة الرويني- المخرج المسرحي عصام السيد- الكاتب الصحفي محمد الروبي- شعبان يوسف". قال شعبان يوسف إن بهاء طاهر صاحب مسيرة طويلة من الإبداع ووصفه برمانة الميزان في جيل الستينيات مؤكدا على أنه كاتب لا يمكن تجاهل أي سطر كتبه في حياته. وعن نشاطه المسرحي قال يوسف " بهاء طاهر أحد مؤسسي الإخراج المسرحي في الإذاعة المصرية وله جدارية كبيرة من الأعمال النقدية المسرحية التي نشرها في مجلة الكاتب عندما كان في العشرينيات من عمره ، وهذه الأعمال تعمقت في مسرح الستينيات حتى أننا لا نستطيع أن نقرأ المسرح في تلك الحقبة الزمنية دون الرجوع إلى مقالاته النقدية ودراساته ، وقد قمت بجمع هذه المقالات من مجلة الكاتب ومن الصحف والمجلات الأخري كما اعتمدت أيضا على كتاب طاهر " عشر مسرحيات مصرية ، عرض ونقد". وأضاف الكاتب الصحفي " محمد الروبي" أن كتاب " بهاء طاهر ناقدا مسرحيا " هو إضافة حقيقية لكتاب "عشر مسرحيات مصرية عرض ونقد "وتابع" أسلوب الناقد بهاء طاهر يأخذك منذ السطر الأول إلى عالم العرض المسرحي ليصل إلى هدف حدده سلفا. كما يقدم لنا أجواء العالم المسرحي وما يعاني منه من صراع ثقافي بين الفن للفن والفن للمجتمع، ويؤكد لنا أيضا أن مسرح الستينيات لم يكن هو ذلك المسرح المثالي بل كان يواجه الكثير من المعوقات ومن بيروقراطية أرقت المبدع والناقد. من جانبها قالت الناقدة والكاتبة عبلة الرويني أن بهاء طاهر لم يقدم نقدا لمسرح الستينيات فقط بل قدم مفهومه للمؤسسة المسرحية التي تسهم في تكوين ثقافة مسرحية سليمة، وأضافت قائلة: " طاهر كان مؤيدا للموقف الجمالي المسرحي لأنه يرى أن هذا الموقف الجمالي يؤدي إلي الموقف السياسي السليم". أما إذا كان الموقف الجمالي ضعيف فسيحدث وتشويه للأفكار، كما أنه عارض أحمد بهاء الدين ودخل في جدل كبير معه حول موضوع الفن للترفيهه هذا الرأي الذي كان يؤيده بهاء الدين ويرفضه طاهر حيث يري أن الكوميديا الحقيقية هي كوميديا جادة وهادفة بالضرورة". وعن مسرح الستينيات قالت الرويني " المسرح في تلك الفترة الزمنية كان أكثر الفنون إدراكا لمعني الرسالة وأكثر إحساسا بالمسئولية وأكثر وعيا بالدور الذي يجب أن يقوم به الفن ولذلك دائما ما نتحدث عن النهضة الثقافية في حقبة الستينيات". وفي مداخلة من الناقد والكاتب "محمد بدوي" قال إنه بالرغم من النظام الشمولي في فترة الستينيات إلا أن هذا النظام كان واسع الصدر أمام الثقافة لأنها لم ترفع السلاح على الدولة في تلك الفترة ومن هنا شهد المسرح نهضة حقيقية أما الآن فلا توجد أي علامات على نهوض مسرحي قادم رغم أن قيام الثورة يصاحبها دائما ازدهار مسرحي. وأضاف بدوي أن بهاء طاهر لا ينتمي للمسرح بالمعني الحرفي لكنه ينتمي للدراما بالمعني الإنساني ، هذا المعني الذي تسرب إليه من فلاسفة الوجودية. وفي السياق ذاته قال المخرج المسرحي " عصام السيد" إن كتاب طاهر في نقد مسرح الستينيات جدير بأن يدرس وتابع " بهاء طاهر قدم لنا تحليلا نقديا عميقا لكثير من الأعمال المسرحية كما كتب عن مسرح العبث وأثر الثقافة الوجودية في ذلك الوقت ، وقدم سخرية نقدية لاذعة لعمالقة المسرح في هذه الفترة مثل سعد أردش- توفيق الحكيم- كرم مطاوع- أحمد سعيد" ومن جانبه قال الكاتب والروائي بهاء طاهر أنه عاشق للمسرح ولذلك كان يتابع كل الأعمال المسرحية وينقدها بحب شديد ، كما ذكر بعض النصوص المسرحية التي كتبها في العشرينيات من عمره منها " بلا رجل- كان ". وأكد طاهر أنه ابتعد عن الكتابة عن المسرح بعد أن تدهور حاله بل أصبح لا وجود له في المجتمع المصري ، حيث قال: " المسرح هو محكمة المجتمع ، وأتعجب كيف يموت المسرح في بلد قامت فيه ثورة؟!".