أقامت دار التنوير للنشر في السابعة من مساء أمس الأحد ندوة لمناقشة كتاب "جنة الإخوان.. رحلة الخروج من الجماعة" للكاتب الصحفي سامح فايز والذي يحكي فيه عن تجربته في جماعة الإخوان المسلمين منذ أن انضم إليها في مرحلة الطفولة حتى خروجه منها في عام 2005، وفي كتابه لا يميل فايز للتجريح والسب بل يحكي حدوتة مصرية لشاب استجاب لنداء النداهة. حضر الندوة الكاتب الصحفي حلمي النمنم والذي قال إن الكتاب عبارة عن تجربة مكتملة لشاب في العشرينيات من عمره كانت له تجربة منذ طفولته مع جماعة الإخوان، حيث انضم إليها عندما كان يعيش في إحدي قرى الجيزة المحرومة من أي أماكن لمتعة الأطفال، فلم يجد هذا الطفل أمامه سوى المسجد، وفي الوقت نفسه كان هناك في المسجد من يتصيد الأطفال الصغار ليجندهم داخل الجماعة، ومن هنا بدأ هذا الطفل يقع في مثل هذا الحصار بحسب قول النمنم. وأشار إلى أن هذا الكتاب يوضح لنا كيفية تجنيد الجماعة للأطفال الصغار وكيف تقوم بقتل براءتهم ووضعهم تحت حصار ماسوني كهنوتي مرعب، على حد قوله. كما تطرق النمنم لظاهرة الانشقاقات عن الجماعة قائلاً "الانشقاقات عن الجماعة بدأت بالانشقاقات العليا، فكان أحمد السكري نائب حسن البنا أول من خرج منها، وهو أستاذ حسن البنا والمؤسس الحقيقي للجماعة، حدثت خلافات كبيرة بينه وبين البنا على أثر فضيحة أخلاقية ارتكبها أحد أعضاء الجماعة، أراد البنا ألا يعاقب هذا الشخص الذي ارتكب الفضيحة، وكان هذا سبب الخلاف بين البنا والسكري، وبعدها انشق السكري عن الإخوان المسلمين، وكتب سلسلة مقالات بعنوان "الشيخ الكذاب" يهاجم فيها البنا. أما الانشقاق الثاني فكان في الأربعينيات لمجموعة من شباب الجماعة الذين اكتشفوا أن الأموال التي جمعوها لمساعدة الفلسطينيين سرق جزء كبير منها، وعندما سألوا البنا قال لهم إنه صرفها على الجماعة؛ ولذلك انشق هؤلاء الشباب عن الإخوان، وكونوا جماعة "محمد صلى الله عليه وسلم"، وهكذا كانت الانشقاقات في المستويات العليا، أما القاعدة التحتية فلم يكتب عنها أحد، ومن هنا تأتي أهمية كتاب جنة الإخوان". وأكد النمنم أن نظام مبارك هو من قدم الزاد والوقود للجماعات الإسلامية بعد الرئيس الراحل أنور السادات، موضحًا "حين قرر مبارك التخلص من أعباء الدولة المصرية، قام بإلقاء أعباء الأقباط على الكنيسة والبابا شنودة. أما المجتمعات العشوائية والفقراء والمهمشون فقد زرع بينهم الإخوان المسلمين؛ ليتخلص من أعبائهم أيضًا؛ ولذلك فقد نجح وانتشر نشاط الجماعة في القرى والمناطق الفقيرة". كما ذكر أيضًا أن نظام مبارك سمح للإخوان بالتواجد في البرلمان في عام 1984 حتى وصل عدد أعضائهم إلى 16 ثم في عام 87 وصولاً إلى عام 2005، مشيرًا إلى أن تواجدهم في البرلمان أتاح لهم فرصة التعامل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. من ناحية أخرى قال سامح فايز مؤلف الكتاب إنه ظل بجماعة الإخوان المسلمين حتى عام 2005، وطوال فترة وجوده بالجماعة كان يرى أن من خارج الجماعة هم الكفار والملحدون، وأضاف قائلاً "ما يهمني من هذا الكتاب هو توضيح التربية المتبعة للأطفال في داخل جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية بشكل عام والتي تخطفهم خطفًا معنويًّا".