في حوار له مع صحيفة "الشروق" التونسية، أكد " اليساري المصري "حمدين صباحي أن الثورة في مصر لم تكتمل، فالشعب يواجه سلطة يهيمن عليها الإخوان، سلطة لا تستطيع تحقيق أهداف الثورة. واكد صباحي في أثناء زيارته لتونس للقاء أعضاء في حزب حركة الشعب أن سلطة الأخوان لا هي ديمقراطية حيث تغلب عليها شهوة السيطرة على مفاصل الدولة ومحاولة أخونة الدولة، ولا هي محقة لطلب العدالة الإجتماعية الذي هو أهم أهداف الثورة الصريةلهذا فإن نضال القوى الوطنية والديمقراطية في مصر يستهدف في هذه المرحلة استكمال الثورة إمّا عبر مقاومة مدنية سلمية تسقط هذا النظام أو عبر انتخابات ديمقراطية على أساس أنها ستنتصر للثورة. ومن جانب أخر، أشار صباحي إلى أن التجربتين المصرية والتونسية أفضت فيهما فلسفة الإحتكام للصندوق التي تمكن أقلية جيدة التنظيم من الحصول على السلطة في مواجهة أغلبية مشتتة سيئة التنظيم... ما نؤكده هنا أن الديمقراطية، وهي الخيار الصحيح الذي نناضل من أجل تأكيده وارسائه، يتضمّن الاحتكام للصندوق ولكن لا يقتصر عليه... بمعنى أن الديمقراطية ليست طريقة للوصول إلى السلطة بل هي نمط للوصول إلى السلطة. وما جربناه هنا في تونس، وفي مصر، هو أن الحاكمين هنا وهناك لم يتمسّكوا بالطريق الديمقراطي بعد أن وصلوا الى السلطة. وفي نفس السياق، أوضح صباحي أن هناك عدوان أصيل على الديمقراطية وعلى الشعب صاحب القرار في مصر وهي التجربة التي أوصلت الأخوان إلى الرئاسة، فمصر تشهد عدوانا منهجياً على الحقوق الأساساية للمصريين أدى إلى استشهاد 70 مصريًا في ظل حكم مرسي، وأدى وإلى عودة ظواهر الاحتجاز غير القانوني لمئات النشطاء السلميين وإلى التعذيب الذي أودى بحياة الشهيد محمد الجندي وكلّها ممارسات لا يمكن أن يربط بينها وبين الديمقراطية شيء. وأكد حمدين صباحي أن الفقراء المصريون هم أكثرية وعامل رئيسي في الثورة وإليهم ينتسب الأغلبية من الشهداء لم يحصلوا على غاياتهم في الثورة. ومن المؤكد أن أراءهم في الصندوق كانت لتحقيق العدالة الاجتماعية التي لم ينالوها.هذه الانتخابات التي أعطت الشرعية لرئيس منتخب لا يمكن أن تدوم، لأنها أدّت إلى سقوط شرعيته الانتخابية بمجرّد سقوط الشهداء. ورداً على سؤال الصحيفة التونسية حول الأخطاء التي أقترفتها قوى الثورة، أجاب صباحي أن أهم الأخطاء التي وقعت فيها قوى الثورة يكمن في أنها ظنت بسقوط مبارك أنها وصلت إلى السلطة، فكان الخطأ الأول في أن الثورة التي أنجزها الشعب وحده هو تسلمها إلى الجيش. ويرى صباحي أن من أكبر الأخطاء أيضاً أن القوى الثورية سمحت مسبقًا، أثناء الحكم العسكري وبغباء تكتيكي إلى وقوع مفاوضات بين الجيش والأخوان. مؤكداً أن القوى الثورية مارست فيما بينها التنافس بديلاً عن الوحدة. وفي نفس الإطار، نوه صباحي إلى أن القوى الثورية في الربيع العربي لم تنسق فيما بينها، بينما استطاع الطرف الأخواني استطاع التنسيق مع القوى الإسلامية في البلدان الأخرى.