برغم دعوات المقاطعة والتشويه التي نالت من الموسيقار اللبناني الكبير زياد رحباني بسبب مواقفه السياسية الناقدة للثورة السورية وما تردد عن دعمه لنظام بشار الاسد ، وكانت دعوات مقاطعة حفله في مهرجان القاهرة للجاز وصلت حد الدعوة الي التظاهر امام الحفل لمنع اقامته. زياد رحباني رفض الرد علي هذه الحملات، وجاء حفل امس السبت بحديقة الأزهر الذي اختتم فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان القاهرة الدولي للجاز أبلغ رد علي ما تعرض له الموسيقار الثائر المتمرد من حملات تجاهلت تاريخه الطويل المعروف ومواصلته النقد والهجاء العنيف لكل اشكال الفساد ومواقفه السياسة الصارمة ضد الأنظمة القمعية التي طالما نال منها سوط كتاباته وأغانيه الساخرة. ورغم الاستعدادات الأمنية في حديقة الازهر لم تأخذ الدعوات لمقاطعة الحفل شكلا جديا ولم يظهر في الحفل سوي موقف واحد حين هتف شابان سوريان ومصري بشكل منفرد "يسقط بشار الاسد" قرب نهاية الحفل ، وعلق زياد بعدها بهدوء "شوفتوا اللي صار امبارح ، احنا مجموعين هنا لعمل سهرة موسيقية". احتشد لحفل زياد الآلاف امتلئ بهم المسرح الكبير المفتوح قبل ساعات طويلة من موعد اقامة الحفل وشهده عدد هائل من المثقفين والاعلاميين والشعراء والفنانين والمثقفين والنشطاء والسياسيين ،وعدد من القنوات الفضائية العربية والمصرية منها قناة "اون تي في" التي اختصها رحباني بظهوره الاعلامي الوحيد لبرنامج " آخر كلام " مع يسري فوده المنتظر اذاعته غداً الاثنين . لم يخيب زياد رحباني انتظار عشاق موسيقاه فقدم برنامجا يعكس شخصيته الفنية المثيرة ، بدأ الحفل في العاشرة و الربع و تواصل حتي الواحدة صباحا ، في فاصلين ،قدم خلالهما تنويعة من اعماله بين الغناء و المقطوعات الموسيقية و فواصل من مقالاته و خواطره التي لا يتواني فيها عن السخرية من كل ما يستفز افكاره من سلبيات سواء سياسية او اجتماعية . شارك زياد الذي قام بالعزف علي البيانو و الاورج فريق كبيرمن الموسيقيين ضم 16 عازفا من لبنان ، سوريا ، فرنسا ، بلغاريا و هولندا و من مصر منهم الفنانين المتميزين هاني بدير علي البيركشن و حازم شاهين علي العود و غناء ، اضافة الي فريق من المطربات شارك به من مصر نهي فكري ، و الفنان هاني عادل من فرقة وسط البلد ، و تألقت الفنانة اللبنانية منال سمعان في اداء الاغنيات الفيروزية ، كما قدم زياد في حفله الفنانة البرازيلية نعيمه يزبك و هي من اصل عربي ،خليط لبناني ،برازيلي و مصري تنتسب للفنانة نعيمه عاكف ، واصلت طوال العرض رقصاتها التي جمعت بين السالسا و الشرقي و الغناء باللغة البرازيلية و الانجليزية ، و افتتح معها زياد اول افيهاته الساخرة و الذي صار الافيه الرئيسي للحفل ،فقال تعليقا علي فستانها السواريه الازرق اللامع فيما ارتدي باقي فريق المطربات الاسود " الست في الازرق دونت مكس " ، و تواصل استلهام زياد للافيه الشهير للرئيس مرسي علي مدار الحفل . في تقديم المهرجان للحفل اشارمقدم الحفل الي استضافه زياد رحباني لفريق من الموسيقيين المصريين حضروا حفلا له في بيروت قبل اربع سنوات و طلبوا تحيته بعد الحفل ، فاستقبلهم زياد لمدة ثلاثة ايام في الاستديو الخاص به يعزفون معا و يتحدثون ، كما شاركوه بعدها في حفلاته ، فقط لأنهم "موسيقيه و مصريين" وفقا لتعبير زياد بالعامية اللبنانية التي يكتب بها خواطره و مقاله الشهير مانيفستو في جريدة الاخبار اللبنانية . افتتح زياد الحفل بكلمات من خواطره يقول فيها " لتعمل ثورة ع النظام ، لازم اول شئ يكون فيه نظام " و تواصلت خواطره كفواصل ساخرة طوال الحفل و منها قال لمصر "اخي المذيع بعد ما تقرا اخبار مصر، ما في داعي تقرا وراها الاخبار الدولية و العالمية لانه هي اخبار مصر دولية و عالمية " . استخدم زياد صيغة الدويتو بكثافة سواء في اداء الاغاني او القاء الخواطره ، منها دويتو جمع بين هاني عادل و نهي فكري في الاغنية الرومانسية " بلا ولا شئ "، و الاغنية الراقصة الخفيفة "جنجله" التي اطلقت العنان لنعيمه للرقص ، وواصل زياد اداؤه الساخر مصاحبا لفريق الغناء و الالقاء ايضا ، و جمعت عدة اغنيات بين العربية و الانجليزية . ومن اشهر الاغنيات في الحفل " انا مش كافر " غناها زياد بصحبة حازم شاهين ، " شو ها الايام اللي وصلناله "، "كيفك انت " ،" صباح و مسا "، "باكتب اسمك "، كما قدم زياد مجموعة من مقطوعاته الموسيقية منها الرائعة " تل الزعتر " و من تراث كلاسيكيات الجاز قدم مقطوعة " تشيز كيك "، و ختم زياد الحفل بامنيات لمصر ان تستعيد عافيتها و امنها و تتجاوز ازمتها الحالية ثم بحوار موسيقي مع عازفيه خاصة الكونترباص ، بدا فيه زياد اقرب الي الولد العاشق الذي لا يريد ان يبعد يديه عن اصابع البيانو.