في تقرير نشرته صحيفة "ديلي بيست" حول العلاقة بين حماس ومرسي بحكم انتماءهما إلى أيديولوجية إسلامية واحدة، كشف استاذ العلوم السياسية في جامعة نيويورك البروفسيور بيتر بينارت، أن حماس باتت ترى أن حكومة مرسي لا تختلف كثيرا عن سابقتها، وكان إغراق المعابر هي "القشة" التي قصمت ظهر البعير بالنسبة إلى حماس. وأكد بينارت على أن مصر التي ورثها مرسي من مبارك تأتي مصلحتها في المقام الأول بالنسبة له، لكنه اشار إلى أنه ربما يرغب مرسي في العيش في عالم مختلف أو دولة مختلفة عن تلك التي ورثها عن مبارك، ولكنه لم يغير شيء من سياساته الخارجية حيال حماس، والتزم بمعاهدة السلام مع إسرائيل. ويقول تقرير "ديلي بيست" أن الإخوان المسلمين هم الأكثر تعاطفا مع حماس على كل المستويات من نظام مبارك، ولكن السياسة الخارجية لمصر حيالها بعد تولي مرسي للسلطة لم تتغير على أرض الواقع، ولكن على مستوى الخطاب الرسمي تحول إلى حد ما. وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من قادة حماس كانوا مقتنعين أن صعود الإخوان في مصر وأماكن أخرى يعني تحول جذري في ثرواتها وحوزتهم على النصر في نهاية المطاف على القوميين والعلمانيين من أجل السيطرة على الحركة الوطنية الفلسطينية، وقد توقعوا أن حكومة مرسي ستعتمد سياسة خارجية أكثر ودية، مثل تخفيف الحصار والضغط على إسرائيل وتوفير الدعم المستمر لحماس. وأشارت الصحيفة إلى أن حماس رأت رفض مصر مؤخرا فتح مكتب رسمي لها في القاهرة أكثر من مهين، فيما يحث الإخوان حماس على التخلي عن "الكفاح المسلح" ضد إسرائيل والاقتداء بهم "وتنفيذ الجهاد بطرق أخرى" على الرغم من نفي قيادات حماس لذلك . وأشارت الصحيفة إلى أن هناك غضب بين قادة حماس من الإخوان على الرغم من الجهود الواضحة لاحتواءه، وأعرب القيادي البارز محمود الزهار عن غضبه في إحدى تصريحاته وقال أن "النظام السابق كان قاسيا، لكنه لم يسمح بتجويع غزة"، لكن يبقى أن قادة حماس يعلقون آمالهم على التحول النهائي في السياسة المصرية، ولذا هم متمسكون بدعمهم لمرسي. وتنتقل الصحيفة إلى الحديث عن الجانب التجاري في العلاقة بين حماس والإخوان، فالأولى كانت تأمل أن تكون مصر برئاسة مرسي شريكة رئيسية لها ومنفذها على العالم الخارجي، ولكن ذلك لم يحدث فالتجارة بين حماس وإسرائيل زادت، وعن طريقها تذهب صادراتها إلى أوروبا، وذلك يجعل من حماس أكثر اعتمادا على إسرائيل وخاضعة لها لضمان استمرار الإمدادات الحيوية.