يعيش عدد كبير من أهالى عزب وقرى الإسماعيلية حتى الآن بدون وجود صرف صحى مغطى، على الرغم من تأكيد العديد من المسئولين لسنوات عديدة بإنهاء هذه المشكلة وتوصيل شبكة الصرف الصحى لمختلف العزب والقرى فى المحافظة. ويتغير المحافظون ويتغير النظام ويظل أهالى عدد كبير من القرى والعزب بدون صرف صحى، سوى الخزانات التى توجد أمام كل منزل والتى يتجمع بها الصرف الصحى، حيث تقوم سيارات تابعة لمجالس القرى بتفريغ الخزانات من وقت لآخر. وتحاول "البديل" رصد مشكلة الصرف الصحى فى عدد من عزب الإسماعيلية، منها عزبة غنيم وعزبة حنيدق والتى اشتكى الأهالى من عدم وجود الصرف الصحى، والعذاب الذى يواجهونه عندما تتأخر السيارات الخاصة بتفريغ الخزانات أو تقوم بالسمسرة على حساب هؤلاء الفقراء والتربح من ورائهم ومن وراء مشكلتهم. وتقول سهير محمد، ناظرة مدرسة غنيم، إن عدم وجود صرف صحي حتى الآن هو أكبر مشكلة يعانى منها أهل العزبة والعزب المجاورة، خاصة عندما تطفح الخزانات الموجودة أمام البيوت عندما تمتلئ بالصرف الصحى لتغرق معها الشوارع وتسبب مشاكل صحية وبيئية والتى تزداد عند سقوط الأمطار لتكون الشوارع والحارات غارقة بمياه الصرف. وأضافت، أن المشكلة تزداد مع مماطلة السيارات الخاصة بالتخلص من مياه الصرف، حيث يرفض السائقون أن يقوموا بعملهم إلا بعد دفع مبالغ مالية وصلت الآن لنحو 40 جنيها، بحجة مشكلة السولار والجاز، والأهالى هنا فقراء لا يقدرون فى كل مرة على دفع هذا المبلغ، إلا أنهم يضطرون لذلك، بسبب غرق الشوارع بمياه الصرف، فضلا عن القمامة التى توجد بكل مكان والتى طالبنا من مجلس القرية كثيرا بتوفير صناديق قمامة لنا دون جدوى. ويقول الحاج على الشحات، إن هناك من سكان المدن لا يعرفون مدى ما يعانيه أهل القرى والعزب التى لا يوجد بها صرف صحى من أجل التخلص من مياه الصرف، فالوسيلة الوحيدة للتخلص منها هي سيارات نقل الصرف الصحى والتى يجب حجزها بواسطة "بونات" من خلال المجلس القروى أو المجلس المحلى إلى أن يأتى الدور، وتقوم السيارات بتفريغ الخزانات، بعد أن تكون الشوارع غارقة بالصرف الصحى لعدة أيام. والعديد من العزب يعانى ذلك حتى الآن، منها عزب كساب والإبراهيمية وأبو شامية وغنيم وغيرها وجميعها تابعة لمركز أبو صوير، وكذلك عزبة حنيدق وما يجاورها من قرى وعزب أخرى. وتشتكى فاطمة محمد، ربة منزل من عدم وجود صرف صحى مغطى، مما يسبب مشكلة كبيرة لهم، فالمنازل قريبة جدا من بعضها داخل العزبة، وكل منزل أمامه خزان فعند امتلاء هذه الخزانات تخرج مياه الصرف من نحو ما يزيد عن 4 او 5 خزانات لتملأ الشوارع، كما أنها تدخل البيوت لأن المنازل مستواها منخفض فتدخل اليها مياه الصرف لنعيش وسط الروائح الكريهة والتلوث حتى تأتى سيارة الصرف الصحى وتتكرم علينا لكسح مياه الصرف. ويشير السيد محمد، تاجر، إلى أن مشكلة الصرف الصحى أصبحت مزمنة ولا يمكن للأهالى تحملها، فحتى الآن لم يتم توصيل شبكة الصرف الصحى لعزبة حنيدق والعزب المجاورة أيضا، مما يجعل الأهالى يعيشون وسط مياه الصرف عندما تمتلئ الخزانات لمدة طويلة قد تصل لنحو 10 أيام حتى تأتى سيارات الصرف وتخلصهم من هذا العذاب. وتكمن الخطورة الأكبر فى عدم وجود صرف صحى بهذه العزب والقرى، حيث إن مياه الصرف قد تصل إلى الأراضى الزراعية، لتصل منها إلى ما نأكله من محاصيل تزرع بهذه الأراضى، حيث إن مياه الصرف عندما تتسرب من هذه الخزانات وتملأ الشوارع يمكن أن يتسرب جزء من هذه المياه إلى الأراضى الزراعية أو المياه التى تسقى منها الأراضى وذلك السبب الرئيسى لانتشار عدد كبير من الأوبئة والأمراض بين المصريين. ويؤكد ذلك محمد شومان، أخصائى اجتماعى بمدرسة غنيم، حيث يشير إلى أنه قد تتسرب مياه الصرف إلى أحد المساقى الرئيسية التى تروى بها الأراضى الزراعية، وكذلك تشرب منها الماشية، وذلك يؤثر على المحاصيل، كما تتنقل الأمراض، وتنتشر، بسبب اختلاط مياه الصرف بمأكلنا ويطول الجميع ضرر وليس فقط أهالى العزبة. الأمراض تهدد حياة سكان عزب حنيدق وغنيم والإبراهيمية وأبوشامية مياه الخزانات تغزو المنازل والأراضي الزراعية سيارات الكسح الخاصة بمجلس المدينة تتربح من الأهالي