اختار سكان جزر فوكلاند، البقاء تحت السيادة البريطانية بعد أكثر من قرن من المطالبات المستمرة للأرجنتين بعودة هذه الجزر إليها والتي تعتبرها جزءاً من أراضيها. وتعود جذور الأزمة التي تفجرت بين إنجلترا والأرجنتين إلى أصل اكتشاف الجزيرة، حيث تؤكد بريطانيا أن الكابتن الإنجليزي جون ديفيز اكتشف هذه الجزر مصادفة في عام 1592، كما أن البحار الأنجليزي جون سترونج هو أول من وطأ تلك الجزر. فقد اختار سكان جزر الملاوين أو كما تسمى باللغة الإنجليزية " فوكلاند " بنسبة 99,8% البقاء تحت السيادة البريطانية وفق استفتاء جرى منذ يومين نتيجة لمطالب الأرجنتين بإعادة جزر الفوكلاند إلى أراضيها، في حين اقترحت بريطانيا إجراء استفتاء يعطي سكان فوكلاند الحق في تقرير مصيرهم. و الأرجنتين تطالب بجزر الفوكلاند – الواقعة على بعد 500 كم من ساحلها بينما تقع فوكلاند على بعد 12,700 كم من لندن- منذ حوالي 200 عام، أدت إلى وقوع حرب بين الدولتين في عام 1982. وفي عام 1816 عقب استقلال الأرجنتين عن أسبانيا، أعلنت سيادتها على جزر الفوكلاند، غير أن ضعف الأرجنتين أغرى بريطانيا باستعادة سيادتها على الجزر، فقامت بإرسال بارجة عسكرية لاحتلال هذه الجزر، وتم رفع العلم البريطاني على هذه الجزرعام 1833. وفي عام 1971 طالبت الأرجنتين بإعادة فوكلاند إلى أراضيها خاصة بعد اكتشاف الكثير من حقول البترول في هذه الجزر ، وتم عقد مفاوضات بين الدولتين من أجل التوصل إلى اتفاق، رفضت بريطانيا تسليم الجزر إلى الأرجنتين وأدى ذلك إلى قيام الأخيرة بشن هجمة عسكرية على جزر الفوكلاند، ووقعت الحرب في 1982 التي كانت الغلبة في النهاية لصالح بريطانيا حيث قتل حوالي 650 جنديًا أرجنتينيًا و 255 بريطانيًا. وفي الوقت الحاضر طالبت الرئيسة الارجنتينية كريستينا كريشنر بضم الفوكلاند إلى أراضيها وإنهاء الاحتلال البريطاني، في حين قامت الحكومة البريطانية بإجراء استفتاء داخل الجزر، غيرأن النتائج جاءت مخيبة للآمال رئيسة الأرجنتين، والتي وصفت هذا الاستفتاء بأنه " مهزلة "، فقد صوت 92% من أصل 1672 ناخب في هذا الإستفتاء ب " نعم " على بقاء فوكلاند كجزر تابعة للأراضي البريطانية بينما رفض ثلاثة اشخاص فقط إبقاء الجزر تحت سلطة بريطانيا. وبعد هذا الاستفتاء، صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ، أن بريطانيا ستكون جاهزة للدفاع عن مواطني جزر الفوكلاند، مؤكدًا أن جزر الفوكلاند بريطانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.