يعاني مسرح الدولة من انصراف النجوم المعينين أساسًا فيه، وتركيزهم على السينما والدراما، وهم بذلك يضعفون المسرح، ويحرمون بعض الفنانين الشبان من فكرة التعيين داخل مسرح الدولة؛ لشغلهم هذه الوظائف وعدم عملهم بها. "البديل" يفتح هذا الملف؛ ليعرف سبب هذه الأزمة، وكيفية الخروج منها.. يقول ماهر سليم رئيس البيت الفنى للمسرح "إن عدم موافقة بعض النجوم المعينين داخل البيت الفنى للمسرح واردة بشكل كبير؛ لأننا عادة لا نستطيع أن نطلب نجمًا من نجوم الشباك والتابعين للمسرح فى عروض قليلة المشاهدة وصغيرة نسبيًّا على المستوى المادى، وبل وأحيانًا ضعيفة النص"، مؤكدًا "ونحن نرفض هذه الفكرة؛ حيث لابد أن تكون هناك عروض كبيرة نستطيع من خلالها أن نطلب هؤلاء النجوم، وإذا لم يتواجد الإنتاج المادى القوى لبعض المسرحيات الكبيرة، لا نطلب تواجد نجوم كبار لمعرفتنا برفضهم لذلك". وفي نفس السياق أكد أن "هناك فنانين طلبناهم بالفعل وتمت الاستجابة لطلب المسرح، مثل ماجد الكدوانى من خلال عرض مسرحية "فى بيتنا شبح" والتى طلب أكثر من مرة عودة عرضها، ولكن نظرًا للحالة المادية وكثرة ارتباط البيت الفنى للمسرح، لم تعرض مرة أخرى، ومسرحية هشام عبد الله "الدير"، ولقاء سويدان في مسرحية "المحروس والمحروسة"، والتى تعرض هذه الأيام". وعلى صعيد آخر أشار إلى أن هناك بعض الفنانين الذين قدموا بالفعل استقالتهم؛ لعدم مقدرتهم المواصلة فى تقديم الجديد على صعيد المسرح مثل أحمد السقا. ويرى الفنان الكبير عزت العلايلى أن "مسرح الدولة يمر هذه الأيام بحالة من التدنى الشديد، بحيث يمكن أن نطلق عليه أنه ليس متواجدًا على الإطلاق، حيث كان المسرح القومى منذ زمن بعيد فى حالة جيدة وقويًّا بنصوصه الجيدة التى كان يكتبها عدد كبير من نوابغ كتاب المسرح المصرى، والآن يعانى مسرح الدولة من ضعف الميزانية المتاحة للأعمال المقدمة للعرض، إضافة إلى ضعف الكتاب وعدم تمكنهم من كتابة أعمال تليق بفن المسرح المصرى، وأصبح من الندرة أن نجد كاتبًا يستطيع كتابة سيناريو مسرحى قوى، بل ذهب جميع الكتاب وخاصة من خريجى الأكاديمية إلى العمل فى القطاع الخاص من خلال الأفلام والمسلسلات من أجل المكسب المادى"، مشيرًا إلى أن كل هذه الأسباب أدت إلى عدم عمل الفنانين الكبار فى مجال المسرح القومى، خاصة وأن المسئولين عن المسرح لا يطلبون هؤلاء النجوم فى أعمال مسرحية. وتفاءل الفنان الكبير بأنه يرى المستقبل مشرقًا بالجيل الجديد من خريجى الأكاديمية. على الجانب المقابل يقول الفنان طلعت زكريا المعين داخل مسرح الدولة إنه لم توجه له أى دعوة من زمن قريب أو بعيد للمشاركة فى عمل من أعمال المسرح القومى، مؤكدًا أن المسرح لم يعد له وجود أساسًا؛ وذلك بسبب الإنتاج المتردى من خلال حالة الركود المادى النابع من جهل بعض القيادات المسئولة عن المسرح (حسب قوله) وعدم قدرتهم على الإبداع وتوفير الوسائل المطلوبة من أجل إنجاح العمل المسرحى بوجود النجوم الكبار المعينين فى مسرح الدولة،مشددًا على أنه لابد من توفير العامل المادى القوى والذى من خلاله يتم توفير النجوم الكبار الذين لهم نسبة مشاهدة من الجمهور، مشيرًا إلى أن العمل القوى هو من يتواجد به نجم الشباك الذى يستطيع أن يعلى المسرح القومى، معقبًا "ولكن بعد توفير العوامل المادية ومسرح يستطيع عدد كبير من الجمهور الحضور من خلاله". أما الفنان أحمد ماهر فيؤكد أن سبب بعد الفنانين عن مسرح الدولة هو ضعف المرتب الذى يحصل عليه النجوم والذين يتحججون بفكرة أن النص غير قوى ولا يليق أن يشاركوا فيه. Comment *