المنتمون إلى تيار الإسلام السياسى، وكذلك السائرون فى ركابهم ،سرياليون بالفطرة .. أقصد " جميعهم " وليس " كلهم " باعتبار أن " جميعهم " حاجة ،و" كلهم " حاجة تانية خالص.. وإن كنت بصراحة مش عارف، لكنى متأكد. تسأل الواحد منهم عن أحوال الطقس فيجيبك بأنه ضد الشغب فى ملاعب الكرة، ثم إن عجلة الإنتاج مهوية ولابد من نفخها ونفخ سعادتك إذا لزم الأمر مع إنك "منفوخ خلقة ". وأنت إذا أخبرته بأن قانون الانتخابات تم تفصيله على مقاس الإخوان، رد عليك بأن مشكلة التعليم فى مصرتعود أساساً إلى عدم استغلال شواطئنا"العريضة " فى تعلم السباحة والرماية وركوب السيارات. واحذر أن تسأله عن ارتفاع معدلات الفقر حتى لايخطئ فى حق نساء الدقهلية كما سبق وأخطأ فى حق نساء بنى سويف، ويتهمهن بأنهن سلالة فرنساوى ..مشيها "سلالة " حتى لايصادروا المقال ،فقد شبعت " نطاً " من سلالة إلى أخرى .. قصدى من جريدة إلى أخرى، ولاتستبعد ألا يصبح لى ملجأ بعد ذلك سوى ملجأ الأيتام مع إن والدتى لازلت على قيد الحياة. ولقد – أعتذر عن "لقد" التى لم تعد مستخدمة سوى فى كفر الشيخ – قرأت قصة رومانسية أشد عاطفية وتأثيراً من لقاء الرئيس مع جون كيرى، فهى مفعمة بالأحاسيس والعواطف الجياشة، حتى أن أصدقائى ،من فرط إعجابى وتأثرى بها ،أسمونى عاطف.. أما القصة فهى عن غراب سرق صابونة – لم تحدد القصة نوعها – سألوه: لماذا وأنت لن تستحم بها ولن تأكلها ؟ قال: الأذية طبع. انتهت القصة ولم تنته الأذية التى هى طبع.. ولأن ربك يسلط أبداناً على أبدان فقد وقعت الفاس فى الراس وانقلب السحر على الحاوى.. أوعلى الشاطر.. أيهما أخبث، وتحول متحالفو الأمس إلى أعداء اليوم .. والبقية فى العدد القادم إذا صدر أصلاً ولم يُصادروا المطبعة والكتاب والقراء, فنحن فى أزهى عصور الخطف والرفع والنطر ولايفل الحديد سوى الحديد، فالزم أدبك أو الزم بيتك وزعق من البلكونة واجرى استخبى تحت السرير.. وإن كان الأدب هذه الأيام أشد ضرراً من سماع خطب وحوارات الأهل والعشيرة .. والبيوت التى بها زوجات عاطفيات أشد فتكاً وتنكيلاً ببنى البشر من معسكرات طرة والجبل الأحمر والسلام .. لذلك توكل على الله وافعل ماشئت ولاتنس ارتداء الملابس القطنية واتقاء الإسهال إذا كانت والدتك من بنى سويف ولازالت على قيد الرضاعة. وأنا غُلب حمارى فى الحصول على جملة مفيدة من أبناء هذا التيار الكرام حتى ظن البعض، نظراً لتهييسى المستمر، أننى الحمار ذات نفسه رغم امتناعى عن تناول الفول بسبب متاعب القولون وتوقفى عن الكتابة فى الصحف القومية لرفضى دخول اختبار الهرولة باتجاة المقطم. وقد نصحنى أصدقائى من دارسى علم النفس وعلم الحيوان إما بتغيير الملابس أو تغيير المحطة، لكن زوجتى المتعاطفة مع الإخوان " ظبطت " التلفيزيون على قناة " مصر 25" حتى طار النوم من عينى خوفاً من أن يهاجمنى خميس فى الكوابيس فأقوم مفزوعاً أجرى فى الشارع بكامل ملابسى القطنية ويظن الناس، وقتها ،أن سريالياً جديداً انضم إلى القطيع. Comment *