يواصل مركز إعداد القادة لإدارة الأعمال بالعجوزة سلسة احتفالياته بعنوان "قادة الإبداع" والتي ينظمها للاحتفاء بالمبدعين والفنانين الراحلين والحاليين، ومنهم الشاعر الرحل صلاح جاهين والشاعر جمال بخيت. وشهد أمس الجمعة احتفالاً بالذكرى المائة والعشرين لميلاد محمود بيرم التونسي، وعبرت دعوة المركز المكتوبة على أن هذا النشاط الثقافي يعد تذكرة بأن "الأصل في هذا البلد الطيب هو النور لا الظلام والتحضر لا التخلف والبهجة لا الحزن". وشهد الحفل حضور سياسيين ومبدعين شعراء وفنانين، منهم الروائي محفوظ عبد الرحمن ود. ممدوح حمزة والمخرج السينمائي مجدي أحمد على والسياسي أحمد بهاء الدين شعبان والفنان محمود حميدة وغيرهم، وبدأت الاحتفاليه بكلمة الشاعر الكبير سيد حجاب وألقى خلالها قصيدة "قد كان"، التي كتبها خصيصًا في حب بيرم التونسي. واعتلى المنصة الروائي محفوظ عبد الرحمن وهو يتمهل في خطوته متحاملاً على صحته؛ ليتحدث عن صديقه بيرم التونسي، حيث استعرض ملامح من حياة الراحل العظيم، فذكر كيف كانت حياته في باريس صعبة بدون أي مورد مادي سوى خمسة جنيهات هي راتبه من الجرائد المصرية التي يكتب لها بيرم، وذكر أنه في إحدى المرات انتقل بيرم إلى سكن جديد واستلم خطابًا أتى به حارس عقاره القديم، فكان لزامًا عليه دفع مبلغ من المال لاستلام هذا الخطاب، ودفع بيرم المبلغ ظنًّا منه أن الخطاب به الخمسة جنيهات دخله الشهري من الكتابه، وفوجئ أن هذا الخطاب ليس إلا رسالة تحية من معجب به اسمه يحيى حقي، وبعدما عاد بيرم من السفر، وجمعته الظروف بحقي، أخذ الأخير يذكره بذلك الخطاب، فيروي محفوظ أنه ما كان من بيرم التونسي إلا وأسمع حقي وابلاً من الشتائم. ويروي أيضاً محفوظ كيف كانت حياة بيرم قاسية وفي ذات الوقت كانت مقاومته شديدة، فيذكر كيف كان بيرم يعمل بجمع الملح في تونس، وكيف كان ذلك عملاً شاقًّا، وفي ذات الوقت يذكر محفوظ كيف أثرى بيرم التونسي الحياة الثقافية في تونس عن طريق إنشائه لثلاث مجلات ثقافية متميزة، ويستطرد عبد الرحمن بأن من كان يتأمل تلك المجلات يدرك أن بيرم كان صحفيًّا من "الجلدة إلى الجلدة"، فهو من يكتب الافتتاحية ويرسم الكاريكاتير وينظم الشعر. وأعلن محفوظ أنه سيظهر قريبًا مسلسل من تأليفه عن بيرم بعنوان "أهل الهوى". ثم تحدث د. هشام عيسى، والذى جاور بيرم التونسي في سنواته الأخيرة، معتبراً تلك الجيرة من الكنوز التي يندر الحصول عليها، فذكر أنه كان يحفظ شعر بيرم عن ظهر قلب، وقال إن بيرم كان يكتب عن مصر وكل الناس الذين أحبهم، وتكلم عيسى عن أحب القصائد التي كتبها بيرم وكأنها مرآة لحياته، ومنها قصيدة "القرع الأسواني"، وقصيدة "غلبت أقطع تذاكر". وأعقب كلمة د. عيسى حديث المستشار محمود بيرم أحد أحفاد المبدع الراحل. كما تضمن الاحتفال إلقاء الفنان محمود حميدة عددًا من قصائد بيرم الشعرية، ثم قيام الفنان محمود مسعود بأداء أحد مقامات بيرم المنولوجية. واختتم الحفل بغناء الشاعر زين العابدين محمد عددًا من الاسكتشات البيرمية الخفيفة وتقديم فقرة غنائية لكلثوميات بيرم، أدتها الفنانة رحاب مطاوع. Comment *