تعقد مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم في رحاب الأزهر الشريف يوم 26 فبراير الجاري مؤتمرا عالميا حول(فكر الإمام بديع الزمان سعيد النورسي وأثره في وحدة الأمة الإسلامية) بمشاركة وفود ومفكرين وعلماء من نحو 40 دولة من دول العالم الإسلامي ويستمر يومين. ويعقد المؤتمر بحضور وزيرالأوقاف الدكتور طلعت عفيفي، ورئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد فهمي، ومفتي الجمهورية الدكتورعلي جمعة، والأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور جعفر عبد السلام، ومفتي الجمهورية الأسبق الدكتور نصر فريد واصل، والدكتور حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية ورئيس المكتب الفنى لشيخ الأزهر وعدد من المفكرين الإسلامين بمصر والعالم. وأوضح الدكتور أشرف عبد الرافع الدرفيلي منسق عام المؤتمر - فى تصريح له اليوم السبت - أن المؤتمر الذى يعقد في مصر الأزهر القلب النابض بالعروبة والإسلام يستهدف السعي لتحقيق الوحدة الإسلامية القائمة على الإيمان الحقيقي الذي يرتبط فيه الفكر بالواقع والنظرية بالتطبيق والإيمان بالعمل، من خلال فكر الإمام النورسي أحد كبار علماء الأمة الإسلامية ومجدديها للوقوف على أهم المعوقات التي تحول أمام تحقيق الوحدة. وقال "وناقش الإمام النورسي في رسائله معوقات تحقيق الوحدة الإسلامية، ووجد لها العلاج النافع من منهج القرآن الكريم، وتصحيح التصور المغلوط للقضاء والقدر والتوكل وأثره في تمزيق صف الأمة وتراجعها الحضاري وبحث سبل جمع الأمة الإسلامية وتوحيد صفوفها وجهودها وكلمتها بإعادة بناء الفرد المسلم وإشعاره بمسئوليته في المحافظة على وحدة الأمة الإسلامية". وأضاف "أن المؤتمر يناقش محاذرالتبعية السلبية للأجانب ثقافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا على الرغم من كثرة إمكانات وأعداد الدول الإسلامية وشعوبها، وتنوع ثرواتها والوقوف على أسباب وحدتها في تلك المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة، والتى تمر بمنعطف تاريخي وتواجه تحديات جساما على كافة الأصعدة وتحتاج إلى تضافر الجهود لمواجهة تلك التحديات والسعي لتحقيق الوحدة الحقيقية". وأكد أحمد مصطفى أمين المؤتمر الذي تعقده مؤسسة إسطنبول للثقافة والعلوم في رحاب الأزهر الشريف يوم 26 فبراير الجاري، أنه ستتم مناقشة نحو خمسين دراسة لباحثين ومفكرين من عدة دول إسلامية منها مصر والمغرب والجزائر واليمن والسودان وإثيوبيا وكوسوفا وإندونيسيا وماليزيا والعراق والسعودية ولبنان والأردن وسوريا وليبيا وتركيا وغيرها حول معوقات الوحدة الإسلامية وأسباب غيابها، وكيفية التغلب عليها وإيجاد الحلول لها، والعنصرية والقومية السلبية وأثرهما في ضعف الدول الإسلامية. وأوضح أنه ستتم مناقشة أيضا مخاطر التخلي عن الأصول الإيمانية والتمسك بالثقافات الأجنبية، وإعادة الإيمان الحقيقي إلى الواقع العملي من أجل إيجاد المؤمن الكامل، والمحافظة على مقاصد الشريعة علما وعملا والتهوين من الفوارق والحدود وتوسيع نطاق القاسم المشترك، والأخذ بتعدد الحق في المذاهب الفقهية والفكرية، وإزالة أسباب الاختلاف، وإعادة بناء الفرد المسلم وإشعاره بمسئوليته في المحافظة على وحدة الأمة الإسلامية. تجدرالإشارة إلى أن الإمام بديع الزمان سعيد النورسي (ولد في قرية (نورس) الواقعة شرقي الأناضول في تركيا عام (1294 ه - 1877م) ويعد واحدا من كبار الأمة الإسلامية وأحد مجدديها الذين بذلوا جهودا كبيرة في سبيل إحياء اليقظة الإسلامية، ونشر مبادئ الإسلام ومواجهة موجات التغريب التي تعرض لها العالم الإسلامي خلال النصف الأول من القرن العشرين. وكتب النورسي رسائل النورالتي تهتم بحقائق القرآن وتحقيق دساتيره في الحياة، وربط الناس بالقرآن الكريم، والاهتمام بالبناء والتعمير دون التخريب بالمحافظة على أمن البلاد ونظامها والوقوف من المسئولين والحكام موقف المرشد والدال على الخير والصلاح، وعدم استغلال الدين لأي نفع دنيوي مهما كان ونبذ الاستعجال وأعمال العنف بكافة أشكالها. ويأتى المؤتمر فى إطار التعاون الثقافى والدينى بين مصر وتركيا وتبادل الثقافات والعمل لوحدة الأمة الإسلامية، وبالتعاون مع جامعة الأزهر. ا ش ا اخبارمصر-البديل Comment *