شهدت الساحة السياسية خلال الأيام الماضية انقساما حادا، امتد إلي القوى الإسلامية التي اختلف رأيها حول بعض القضايا أبرزها تغيير حكومة الدكتور هشام قنديل وتشكيل حكومة ائتلاف وطني تقود البلاد لحين انتهاء انتخابات مجلس النواب القادمة. وتصدرت جماعة الإخوان المسلمين المشهد الرافض لفكرة تغيير الحكومة أو تشكيل حكومة ائتلاف وطني في تلك الفترة، حيث قال ياسر محرز المتحدث الرسمي باسم الجماعة في تصريحات إعلامية: "إن المطلب الذي اتفقت عليه جبهة الإنقاذ الوطني وحزب النور، بتشكيل حكومة إنقاذ مستقلة، هو مطلب صعب التنفيذ، وذلك لأنه من المقرر أن تُجرى الانتخابات البرلمانية خلال أربعة أشهر، ومن خلاله ستتشكل الحكومة الجديدة". وأكد أحمد عارف المتحدث الإعلامي للإخوان في تصريحات صحفية أن الجماعة ترفض مقترحات القوي السياسية المعارضة والتي من بينها تشكيل حكومة إنقاذ وطني. في حين جاء حزب "النور" السلفي علي رأس المطالبين بتغيير الحكومة من بين القوي الإسلامية، حيث تضمنت المبادرة التي طرحها مؤخرا تشكيل حكومة ائتلاف وطني لحين انتهاء الانتخابات البرلمانية المقبلة، لعبور الأزمة الحالية التي تسيطر علي المشهد السياسي المصري. وواصل حزب "الوسط" اعتراضه علي استمرار الحكومة، وهو ما أعلنه منذ تكليف هشام قنديل بتشكيلها، نظرا لأنه شخص غير مسيّس، ولا يصلح لإدارة هذه المرحلة، فضلا عن فشله وحكومته فشلا ذريعا منذ توليه المهمة، بخلاف غيابه عن الأحداث الخطيرة التي مرت بها مصر طوال الفترة الماضية. وقال الدكتور طارق قريطم عضو الهيئة العليا بالحزب وعضو مجلس الشورى، إن "الوسط" اقترح أن يتم تكليف شخصية عامة قوية، إما مستقلة أو حتى من قوى المعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية، تستطيع أن تدير الفترة الانتقالية لحين إجراء انتخابات مجلس النواب، بشكل يجنب مصر مزيدا من التوتر والاحتقان. كما طالب حزب "العمل الجديد" بتشكيل حكومة جديدة، مؤكدا أن ذلك مطلب للعديد من القوى السياسية، وكذلك للحزب، منذ الانتهاء من الاستفتاء والتصويت على الدستور الجديد. وأشار "العمل" في بيان له الي أن حكومة قنديل حكومة ضعيفة وتتعامل ببطء شديد ومصر فى حاجة ملحة إلى حكومة قوية فى هذا التوقيت الحرج. وتضامن حزب "مصر القوية" مع مطالب تغيير الحكومة، حيث نادي الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح رئيس الحزب ضمن المبادرة التي طرحها مؤخرا للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد، بتشكيل حكومة إنقاذ وطني مؤقتة تضمن نزاهة الانتخابات القادمة وتعبر بالبلاد الأزمة الحالية. فيما طالبت "الجماعة الإسلامية" وذراعها السياسية الممثل في حزب "البناء والتنمية" باستمرار الحكومة في عملها، رافضا المبادرات التي تنادي بتشكيل حكومة وحدة وطنية قُبيل الانتخابات البرلمانية. وقال خالد الشريف -المستشارالإعلامي لحزب البناء والتنمية-: "تغييرالحكومة الآن غير مناسب طالما أن رئيس الجمهورية يرى أنها تؤدي مهمتها وتسعى لحل مشكلات المواطنين"، موضحا أن تشكيل حكومة جديدة يعني أننا سنبدأ من الصفر لكونها لن تستمر سوى شهرين لحين الانتخابات البرلمانية مما يعد إهدارا للجهد والوقت. وأكد الشريف أن تشكيل حكومة ائتلافية سيساهم في تأزم الموقف نظرا لتعدد الاتجاهات وتنوع الوزراء فكريا مما يعوق عملها. فيما رفضت "الجبهة السلفية" الاستجابة لشروط قوي المعارضة والتي من بينها تشكيل حكومة ائتلاف وطني، حيث وجهت تحذيرا للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية من الاستجابة لشروط "جبهة الإنقاذ " او مبادرة حزب النور التي تنادي بتغيير حكومة قنديل، موضحة أن مطلب "الجبهة" ومبادرة "النور" يمثلان نفس الجريمة، ولكن بواجهة جديدة. الإخوان والبناء والتنمية والجبهة السلفية يرفضون.. وتأييد من النور والوسط ومصر القوية