وزارة الطيران المدني .. الوزارة التي يصعب أخونتها، على مدى السنوات العشر الماضية تعمد الفريق أحمد شفيق الاعتماد على الطيارين المتقاعدين بالدفاع الجوي حيث قام في الفترة من 2002 حتى عام 2005 ، بتعيين عدد من الطيارين المتقاعدين من القوات الجوية في شركات الطيران المدني وشركات مصر للطيران ممن يثق فيهم أو في كفاءتهم لقناعته أن أفراد المؤسسات العسكرية أكثر انضباطًا في إدارة المؤسسات المدنية والتي يشوبها الفوضى وعدم الانضباط، ولذلك أدرج شفيق قرارًا يسمح بأولوية التعيين للطيارين الذين قاموا بعمل ساعات طيران بمعدل 4000 ساعة، وهو الأمر الذي ينطبق على الطيارين المتقاعدين من القوات الجوية ولا ينطبق على الطيارين خريجي معهد الطيران المدني. كما منع شفيق نشر أية إعلانات خاصة بتوظيف الطيارين إلا بقرار مباشر منه ، وظلت هذه السياسة متبعة حتى خروجه من الوزارة عام 2011، واستطاع شفيق تعيين الكوادر أو القيادات بوزارة الطيران أو هيئاتها سواء كانت الشركة القابضة لمصرالطيران بشركاتها التسع أو سلطة الطيران المدني والشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية وعلى الرغم من أن شفيق نقل مطار القاهرة نقلة نوعية بعد تسلمه لحقيبة الطيران وهي في أدنى مستوياتها إلا أنه استطاع خلال 10 سنوات من تحقيق طفرة في مطارات مصر ال28 لاسيما مطار القاهرة الدولي للركاب بصالتيه 1،2 وإنشاء صالة 3 الجديدة على الرغم من التجاوزات أو ما قام به من إهدار للمال العام وبيعه لأراضي الطيارين لأسرة الرئيس السابق محمد حسني مبارك، كل هذا ساعد في عسكرة وزارة الطيران المدني وبنظرة سريعة على قيادات وزارة الطيران بمؤسساتها أو شركاتها سنجد أن أغلبهم طيارين دفاع جوي متقاعدين.وخلال العامين السابقين منذ اندلاع الثورة حتى اليوم تولي 5 وزراء حقيبة وزارة الطيران المدني ، 4 منهم يدينون بالولاء الكامل لأحمد شفيق لأنه صاحب فضل في وجودهم وتوليهم مناصب قيادية داخل الوزارة أو أحد هيئاتها أثناء توليه وزارة الطيران.وائل المعداوي وزير الطيران الحالي تولى العديد من المناصب القيادية داخل وزارة الطيران على مدار السنوات الماضية فعندما كان الفريق أحمد شفيق وزيرا للطيران أصدر شفيق قرارًا فى الخامس من أكتوبر لعام 2009 بتعيين "المعداوى" رئيسًا لمجلس إدارة شركة سمارت للطيران، خلفًا للمهندس حسين مسعود الذى تولى منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة القابضة لمصر للطيران فى وقتها.وعمل المعداوى على رفع كفاءة شركة "سمارت" وهى شركة طيران مصرية خاصة تخصصت فى خدمات السفر الفارهة، وهى أول مشغل جوى لطيران رجال الأعمال فى مصر لخدمة رجال الأعمال والسياسيين، والمسافرين الخاصين جوا.وعند تولى اللواء لطفى مصطفى كمال وزارة الطيران المدنى أصدر قرارًا بتارخ 3 مارس من عام 2011 بتولى "المعداوى" نائب رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية.المعداوي كان خلفًا لسمير إمبابي والذي تولى حقيبة الطيران لحكومة هشام قنديل في 4 أغسطس عام 2012 وتركها بعد مضي 5 أشهر من التعيين، وكان إمبابي يشغل منصب المدير الإقليمي لشركة مصر للطيران بالمملكة العربية السعودية حتى مارس لنفس العام، ثم عاد إلى القاهرة ليتولى منصب مستشار وزير الطيران للخطوط الجوية, وكان قد شغل من قبل مديراً لعدة محطات دولية لمصر للطيران منها اليابان وتركيا.أما حسين مسعود وزير الطيران الأسبق تولى منصبه كوزير للطيران في 8 ديسمبر 2011 في حكومة الجنزوري حتى يوليو 2012 والذي عينه شفيق في أخطر حكومة انتقالية أثناء الثورة وكان في عام 2008 يشغل منصب رئيس شركة سمارت للطيران إحدى شركات مصر للطيران القابضة وشهدت الشركة طفرة كبيرة تحت قيادته، وكان قبل ذلك عضو في مجلس إدارتها ،ثم نائبًا لرئيس مجلس ادارة مصر للطيران القابضة وفى 1 سبتمبر 2009 صدر قرار تعينه رئيسًا للشركة القابضة لمصر للطيران ليلعب دورًا كبير فى نهوض الشركة فى زمن قياسى وتحقيقهًا لمعدلات أداء غير مسبوقة فى تاريخها وصلت إلى تغطية أغلب دول العالم بخطوط مصر للطيران ووصول معدلات رحلات طائرات مصر للطيران يوميًا إلى140رحلة وهو مالم يحدث فى تاريخ الشركة، وفى نفس الوقت كان مسعود عضوًا فى لجنة الاستراتيجيات و السياسات بالآياتا(الاتحاد الدولي للنقل الجوى) وعضو مجلس التسمية وعضو مجلس المحافظين بنفس المنظمة، ورئيس اتحاد شركات الطيران الإفريقية في دورته الحالية وللمرة الثانية على التوالي. ،وعلى مستوى النشاط النقابى فهو يشغل منصب رئيس مجلس إدارة جمعية "صفوة مهندسي الطيران" وعضواً بنقابة المهندسين بالقاهرة، وبالإضافة إلى ذلك فهو عضو بجمعية رجال الأعمال الفرنسية المصرية و بجمعية رجال الأعمال الكندية المصرية.اللواء لطفي مصطفى كمال لواء أركان حرب بقوات الدفاع الجوي، تولى حقيبة وزارة الطيران في حكومة عصام شرف منذ 15 يوليو 2011 حتى 1 أغسطس 2011 وهو خريج الكلية الجوية، تدرج فى العديد من المناصب، منها قائد المنطقة الجوية الغربية والمنطقة الجوية الشرقية، ثم تولى منصب رئيس شعبة التدريب بالقوات الجوية، وبعد ذلك أصبح رئيسًا لشعبة العمليات، ثم رئيس أركان القوات الجوية، ويعتبر اللواء لطفى مصطفى كامل الرجل الثانى فى هذا السلاح.الأمر الذي رآه البعض بوزارة الطيران أن المجلس العسكرى يبقي على وزارة الطيران المدنى كإرث للقوات الجوية، رغم أنها وزارة طيران مدنى وليس حربياً، ولا يمكن معاملتها معاملة وزارة الإنتاج الحربى.سبق اللواء لطفي المهندس إبراهيم مناع والذي عمل وزيرًا للطيران منذ 7 مارس 2011 و حتي 21 يوليو 2011، وهو غني عن التعريف باعتباره واحدًا من أهم رجال شفيق على الإطلاق والمسئول الأول عن حملته أثناء ترشح شفيق للانتخابات الرئاسية العام الماضي.ولذلك فإن أخونة الوزارة حاليًا غير مطروح حتى بعد مرور جيل أو جيلين بأكملهم لمحو آثار سياسة شفيق ورجاله الأمر الذي يحتاج إلى وقت طويل. Comment *