23عامًا على رحيل الصحفي والأديب الكبير إحسان عبد القدوس والذي ظلت كتاباته لمن تعرف عليها يصبغها بصغية الحب والمشاعر حتى انتقده عديدون لصراحته في هذا المجال. كانت الصدفة هي التي عرفتني على الكاتب إحسان عبد القدوس وفي وقت مبكر جدًا حيث كنت في الثانية عشرة من العمر ودخلت ومصادفتًا بحثت في مكتبة تخص أحد أقاربي وعندها رأيت رواية "أنا حرة" لتغذي بعض الأفكار المتمردة في داخلي الصغير، وتخبره بأن هناك آخرين معنيين بنفس الأفكار التي يعتبرها البعض غريبة وغير متعارف عليها، ولكن الغريب أنني خبأت نسخة الرواية من أعين أختي الصغيرة ، لا أعلم لماذا ربما لأن صراحتها كانت تخجلني أم لا أعرف . إحسان عبد القدوس المولود في الأول يناير عام 1929 أ جاء محاطًا بمحيطين أولهما عائلته الكبيرة وسط بيت جده لوالده الشيخ رضوان والذى تعود جذوره إلى قرية الصالحية محافظة الشرقية وكان تعليمه أزهريًا متدينًا وكان يفرض على جميع العائلة الالتزام والتمسك بأوامر الدين وأداء فروضه والمحافظة على التقاليد، بحيث كان يُحرّم على جميع النساء في عائلته الخروج دون حجاب . وفي الوقت نفسه كانت عائلة إحسان الصغيرة تضم والدته الفنانة والصحفية السيدة روز اليوسف سيدة متحررة تفتح بيتها لعقد ندوات ثقافية وسياسية يشترك فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال وولده الممثل والمؤلف المسرحي محمد عبد القدوس، والذي أغضب عائلته نتيجة لزواجه واختياره للفنانة فاطمة اليوسف أو روزاليوسف. ويتحدث إحسان عن تأثير هذين الجانبين المتناقضين عليه فيقول: "كان الانتقال بين هذين المكانين المتناقضين يصيبني في البداية بما يشبه الدوار الذهني حتى اعتدت عليه بالتدريج واستطعت أن أعد نفسي لتقبله كأمر واقع في حياتي لا مفر منه" درس عبد القدوس الحقوق وعمل محاميًا تحت التمرين لفترة بمكتب أحد كبار المحامين بجانب إلتحاقه بالعمل بمجلة روز اليوسف، وبعدها بدأ إحسان بكتابة النصوص "أفلام وقصص قصيرة ورايات" . و ترك مهنة المحاماة ووهب نفسه للصحافة، وفي بضع سنوات أصبح صحفيًا متميزًا وروائيًا وكاتب سياسي أيضًا إلى إن اتنقل لجريدة الأخبار ثم العمل بجريدة الأهرام وعين رئيسًا لتحريرها. وكان كاتبًا مثمرًا، غزير الإنتاج كتب أكثر من 49 رواية تم تحويلها جميعًا لنصوص سينمائية و5 روايات أخرون تم تحويلها إلى نصوص مسرحية، و9 روايات إلى مسلسلات إذاعية، و10 روايات إلي مسلسلات تليفزيونية. بالإضافة إلى كتب 56 كتابًا. ترجم بعض منها إلى لغات أجنبية متعددة منها الإنجليزية والفرنسية والأوكرانية والصينية والألمانية. من أعماله نذكر ،" لم يكن أبداً لها" ، "صانع الحب"، "بائع الحب"،" النظارة السوداء"، "أنا حرة"، " قصة طويلة"، "أين عمري"، "الوسادة الخالية" ، "الطريق المسدود"، "شيء في صدري" . ويذكر لإحسان عبد القدوس أنه كان يختتم أحاديثه للإذاعة فى خمسينيات القرن الماضى بكلمة "تصبحون على حب"، حتى قال عنه د. جابر عصفور أنه كاتب امتلك شجاعة اقتحام العوالم الموغلة التي ترسم العلاقات الاجتماعية في الطبقات الوسطى بخاصة فيما يتعلق بالمرأة والجنس. أخبار مصر – البديل Comment *