ينظر المواطن العادي لمحصل الكهرباء على أنه الشخص الممثل لمسئول الوزارة أو الدولة، وفى معظم الأحوال السيئة التى تقابل المواطن، سواء من الناحية الاقتصادية أو أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتواصلة أو زيادة الأسعار كما حدث خلال الفترة الحالية، فإن الجزاء الأكبر يكون على المحصل، سواء بالامتناع عن عدم الدفع أو الاعتداء عليه، وتصل فى بعض الأحيان للإهانة والضرب، وهو لا يزيد عن كونه موظفًا عاديًّا بالدولة لا ذنب. يقول حسن سالم محصل كهرباء بمنطقة باب الشعرية ل "البديل": "نحمل يوميًّا في أيدينا عهدة تتعدى الآلاف من فواتير تحصيل الكهرباء، ونضطر فى أغلب الأحيان لاستقلال وسائل مواصلات خاصة؛ حفاظًا على هذه العهدة، ورغم ذلك فإن بدلات الانتقال لا تتعدى الجنيهين فى اليوم؛ لذا نطالب الوزارة بزيادة البدلات؛ لأننا كمحصلين للكهرباء نزيد فى تحملنا للمسؤلية عن الموظف العادى". ويضيف "من ضمن الصعوبات التى تواجهنا وضع "فاتورة النظافة" على فاتورة الكهرباء، وهو ما يتسبب كثيرًا في امتناع المواطن عن سداد الفاتورة تحت مسمى "أنا بادفع فلوس الكهرباء مش ملزم أدفع فلوس للزبالة كمان"، و فى بعض الأحيان يدفع مواطن آخر فاتورة الكهرباء منفردة، ويمتنع عن دفع فاتورة النظافة". وأوضح أن "الظروف الاقتصادية التى تعيشها البلد تؤثر فى تحصيل الكهرباء، فمثلاً العائلة التى يتواجد لديها طلاب بالمدارس أو الموظف العادى أو أصحاب المعاشات أو الباعة الجائلون أو "البائع الأرزقى" وكذلك أصحاب "التاكسى"، كل هذه الأحوال تؤثر فى دفع الفاتورة"، موضحًا أن "الطبقات الأرستقراطية ورجال الأعمال وأصحاب المحال والتجار التعامل معهم سهل، ويقومون بدفع الفاتورة فى موعدها المحدد، وبمعنى أوضح فإن المناطق الشعبية التحصيل بها يكون صعبًا جدًّا، أما المناطق الراقية فالتحصيل بها ميسور". وعن قرار رفع الأسعار الأخير يقول سالم "إن ذلك زاد على المحصلين الأزمة، وتعرضنا للإهانة والضرب من المواطنين بجرعات زائدة دون حماية من الدولة"، مشيرًا إلى أن محصل الكهرباء لا يحصل على حقوقه من الشركة التى يعمل بها، فكيف يطالب الشركة بحمايته من اعتداء المواطنين؟! ويحكي "أتذكر يوماً تعرضت فيه للضرب فى أحد المقاهى فى سوق باب الشعرية؛ لأننى طالبتهم بمبالغ مستحقة منذ أكثر من أربعة شهور، فما كان منهم سوى مطاردتى بالسلاح الأبيض حتى هربت منهم قبل أن يطعننى أحدهم فى ظهرى بعد أن مزق القميص الذى كنت أرتديه، وما كنت أبحث عنه هو الاطمئنان على شنطة التحصيل". ورصدت "البديل" بعض الاعتداءات على محصلي الكهرباء، حيث ذكر أحد محصلى الكهرباء بمحافظة الدقهلية أنه يلقى معاملة سيئة جدًّا من قِبَل الأهالى أثناء مرروه بالمنازل لتحصيل فاتورة الكهرباء، وقال "فى أغلب المواقف أقابل بالسب والإهانه وامتناع الأهالى عن تسديد الفاتورة؛ بسبب سوء الأحوال الاقتصادية وانقطاع الكهرباء المستمر خلال هذه الفترة"، موضحًا أنه ليس له علاقة بالإجراءات الهندسية للوزارة وما هو إلا موظف بالشركة لتحصيل فاتورة الكهرباء. وأضاف "ذات يوم وأثناء تحصيلى فاتورة من أحد المنازل، وبانتهاء صاحب المنزل من دفع الفاتورة، إذا بزوجته تخرج وتقول: أقسم بالله ما احنا دافعين حاجة، مش لما يبقوا يجيبوا لنا الكهربا الأول يبقوا ييجوا ياخدوا فلوسها"، وتابع "واستردت الزوجة الأموال، وطردتني خارج المنزل". وذهب محصل الكهرباء وليد حسن كعادته كل شهر لتحصيل فاتورة الكهرباء، ولكن بدلاً من أن يعود بقيمة الفواتير، تلقى علقة ساخنة من مواطن نهره اعتراضًا على الانقطاع المتكرر للكهرباء. ما حدث لوليد تكرر مع محصل آخر، حيث تعرض للاعتداء، وسُرِقت حقيبته من قِبَل ثلاثة أشخاص لم يتعرف على هويتهم حتى الآن، وكان بداخل حقيبته 43 ألف جنيه، وبشكواه للشركة أمرته بدفع المبلغ أو التحويل للمحاكمة. أخبار مصر – اقتصاد - البديل Comment *