قال الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إن مصر ملكا للجميع وللكل أسهم متساوية فيها، رافضا أن يحتكر أحد الحديث باسمها، ولا يميز أحد على غيره إلا بقدر عطائه وتضحيته. وأضاف بديع في رسالته الأسبوعية مخاطبا أعضاء جماعة الإخوان: "إن كثرة الاستحقاقات الواقعة الآن وتداعياتها من فعاليات وأنشطة جماهيرية واحتكاكات سياسية التى قد تصل لحدِّ الاختلاف مع غيرنا أحيانًا، لا يجب أن تؤثر فى سلامة صدورنا تجاه إخواننا من مختلف التيارات السياسية الذين يحرصون على استقرار الوطن واحترام الشرعية وآليات الديمقراطية، فكل مخلص صادق منهم يعتقد أنه يخدم بلده وفق رؤاه الخاصة، ويجب أن نحترم ذلك وأن نلتقى سويًّا على المشترك بيننا وهو كبير وكبير جدًّا، وألا تؤثر الخلافات السياسية فى وحدة شعبنا لبناء بلدنا من جديد". وطالب المرشد أعضاء الجماعة بمد الأيادي للجميع من كافة التيارات السياسية، والتسامح، والتغافر، والتجادل بالتى هى أحسن، والتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه، مؤكدا أنه لا مكان فى مصر الثورة للتخوين أو الإقصاء وأن مصر أكبر من الجميع ولن يبنيها أحد بمفرده، وتحتاج من الجميع للتكاتف والوحدة وسلامة الصدر والجهد المخلص الوفير. وحذر بديع أعضاء الإخوان في رسالته قائلا: "إياكم والانزلاق لمعارك جانبية يحاول البعض جرَّكم إليها ليبعدكم عن أهدافكم العليا ورؤاكم المستقبلية التى تخدم دينكم وبلدكم ومواطنيكم، ولتنبذوا الفرقة والشقاق فهما أساس الفتن، وكونوا دائمًا جزءًا من الحل ولا تكونوا جزءًا من المشكلة، وكونوا دائمًا كالغيث أينما حَلَّ نَفَع، وجمِّعُوا القلوب حولكم قبل الأبدان، ولا تُضخِّموا الصغير ولا تُصغِّروا الكبير من الأمور، وتوازنوا فى كل أعمالكم تنالوا رضا الله وحبّ الناس، واحذروا الجدل وحب الظهور. وأضاف مرشد الإخوان "إن ثقة الشعب أمانة ومسئولية يجب على من ينالها أن يأخذها بحقها ويقوم بواجبها خير القيام وفى أى موقع كان، فكل فردٍ سيُسْأل عن أمانته أمام ربِّ العزة حفظ أم ضيَّع، وإذا كنا نتقرب إلى الله عز وجل بكل أعمالنا وتصرفاتنا وبتحملنا الأمانة والمسئولية، فلنحرص على إرضائه والقيام بالواجبات المطلوبة لنبرِّئ ذمتنا أمام الله عز وجل. وأوضح بديع إن مصر تمرّ الآن بمرحلة تاريخية فاصلة، وتحتاج من الإخوان أن يروا الله عز وجل من أنفسهم خيرًا فى نهضتها وتقدمها واستعادتها لمجدها، مطالبا أعضاء الجماعة بأن يكونوا من الصنف الذى يقلُّ عند الطمع ويكثر عند الفزع، ويتسابقوا فى تقديم النفع والخير لأهلها وشعبها طاعة لله تعالى وحبًّا لهم، مؤكدا ان وقت الكلام، قد مضي، داعيا الإخوان إلى العمل الصالح المخلص، وإلى كل ما ينفع الناس. ولفت المرشد الي ان البعض سيحاول عرقلة جهود أعضاء الجماعة وإفشالها وتسفيه ما يقومون به، إما عن جهل منه بحقيقة ما يعملون أو عن حقد ورغبة فى إفشال الانتقال والتحول الديمقراطى لحاجة فى نفسه، مطالبا الإخوان بعدم مقابلة الإساءة بالإساءة، وألا يقفوا كثيرًا على ما يردِّدونه من اتهامات باطلة أو حجج واهية، وأن يجعلوا أعمالهم وأخلاقهم هى التى تتحدث وتعبِّر عنهم. وتابع مرشد الإخوان "نُشْهِد الله عز وجل أننا فى إدارتنا للأحداث الحالية وما سبقها وما سيتلوها نقدم الصالح العام على الخاص، ونسعى للتوافق بين الجميع لما فيه خير مصر وشعبها بل أمتنا كلها، ولا نسعى لمصلحة خاصة بنا، ولكن نسعى للحفاظ على مكتسبات الأمة من ثورتنا المباركة بما نراه من وسائل وإجراءات مناسبة لذلك، ولكن هناك بعض المتربصين الذين لا يريدون خيرا لمصر ولشعبها ولأمتنا، ويريدون إدخالنا فى مرحلة فراغ سياسى ومتاهة فكرية؛ لإطالة أمد المرحلة الانتقالية ولإفشال عملية التحول الديمقراطى وإهدار الإرادة الشعبية ، وإشاعة الأكاذيب وبذر بذور الفتنة التى هى أشدّ من القتل، والسعى للوقيعة بين كل مكونات الأمة: شعب مصر وجيشها وشرطتها وقضاتها ومحاميها وطلابها وأساتذتها ونقاباتها وفنَّانيها ورياضييها، وعمَّالها وفلاحيها، رجالها ونسائها، مسلميها ومسيحييها، شبابها وشيوخها، فقرائها وأغنيائها يمينها ووسطها ويسارها؛ للوصول لغايتهم العظمى فى إفشال المشروع الإسلامى وحامليه ومؤيديه، وهو ما نسعى جاهدين لمواجهته وكشفه أمام الجميع. وأوضح بديع أن الشعب المصرى الكريم أثبت مرارًا وتكرارًا أنه فى قمَّة الوعى السياسى، وأنه أوعى بكثير من بعض من يُسمُّون أنفسهم بالنخبة، وأنه يُحسِن الاختيار بين البدائل وبين الأشخاص فى الأوقات الحاسمة المعبِّرة عن هوية الأمة ومشروعها الحضارى. أخبار مصر - سياسة - البديل Comment *