أعاد مشهد اقتحام شباب جماعة الإخوان المسلمين لخيام المعتصمين أمام قصر الاتحادية، أمس الأربعاء ، صورة جديدة تضاف إلي مسلسل عنف الجماعة الظاهر بوضوح مؤخراً، فتعددت تكليفات شباب الإخوان للظهور فى الآونة الأخيرة بدوافع تخدم مصالح الجماعة، أبرزها وليس آخرها تظاهرهم أمام مجلس الشعب في أواخر يناير الماضي، ونظموا جداراً بشرياً حول المبني منعاً لوصول المسيرات الثورية المنادية ببطلان المجلس وهو ما يعرف ب" ثلاثاء الإصرار"، ولم يختلف المشهد عن تظاهرهم أمام مجلس الدولة فى التاسع من يوليو الماضي أثناء نظر الطعون المقدمة ضد حل مجلس الشعب دفاعاً عن الشريعة المنشودة، فضلا عن اعتداءاتهم على متظاهرى جمعة الحساب، مما جعلنا نشعر بأن مع كل مرة ينزل فيها شباب الإخوان تتجدد اشتباكات واعتداءات. قال الشيخ نبيل نعيم القيادي الجهادي، إن شباب الإخوان يعتقدون أنهم القوة المكلفة بتأمين الرئيس ومؤسسات الدولة االمهمة بالنسبة لهم، مثل مجلس الشعب بدلاً من الشرطة أو الجيش، وأن لجأو الإخوان للعنف لم يكن وليد الأمس فقط، مستشهداً بقتلهم ل"النقراشي" باشا بعدما أمر بحل جماعة الإخوان المسلمين بعد قتلهم للقاضي أحمد الخازندار لحكمه على ثلاثة من أعضائها بالسجن. وتابع أن حسن البنا حينما أنشأ جماعة الإخوان، أقام لجنة الكشافة داخل الجماعة وتطورت حركة الكشافة ودخلت حرب فلسطين عام 1948، غير أن المرشد مأمون الهضيبي ألغى حركة الكشافة داخل الإخوان بعدما تحولت إلى "جناح مسلح "، وأعادها المرشد الثالث للجماعة عمر التلمساني ولكنه حولها إلى فرقة رياضية بعيداً عن العنف. ويضيف القيادي الجهادي ل"البديل" أن عنف يصل في بعض الحالات لمرحلة القتل العمد، مستشهداً بالنقراشي باشا، ولكن الجماعات الإسلامية الجهادية لن تنتهج ذلك رغم انتهاكاتها مؤخراً، قائلاً "الإخوان لا تفضل الجهاد ضد النظام أو الجيش أو الشرطة، وهم دائما فى بيت الطاعة لدى النظام، والدليل على ذلك قبولهم باستمرار نظام مبارك لأكثر من 30 عاماً، فهم يجاهدون ويعارضون السياسيون فقط لا أكثر". ورأى "نعيم " أن الإخوان تحولوا من المرحلة السلمية الملتزمون بها منذ قرار الرئيس السادات بإخراجهم من السجون إلى العنف، بعد نزولهم أمس وطرد المعتصمين أمام قصر الاتحادية، يعد أسلوباً خطيراً فى مواجهة الجماعة لمعارضيها، لأن المعارضة لن تنتهي عند هزيمة معتصمي الاتحادية، بحسب قوله. وعلق المهندس هيثم أبو خليل القيادي السابق بالإخوان وصاحب كتاب " إخوان إصلاحيون"، قائلاً: "الإخوان آخرهم يحدفوا طوب"، أن الإخوان لا يعرفوا أن يحملوا مولوتوف أو خرطوش، ولكن هناك حالة من الغباء لدي قيادات الجماعة، تجلت بوضوح بعد دفع شباب الجماعة لتصدر المشاهد السياسي حالياً. أضاف أبو خليل : أن شباب الإخوان يتحركون بفكرة القبلية فى نزولهم للشارع، فهم أكثر تنظيماً من غيرهم فى النزول وتنفيذ التعليمات، ولكنهم لم ينتبهوا إلى أن الجماعة أصبحت تسير بمنطق الذاتية وترى أن كل ما خلا الإخوان باطلا ومزيفا، وهي نظرة دخيلة على الأخوان من الأساس . وحول مدى تأسيس فكرة " العنف" لدى الشاب الإخواني أكد "أبو خليل" أن الجماعة حاليا لديها تشوه فكري بالداخل، ولكنه لا يعني أنه يتبنون العنف كأساسا لهم فى معاركهم السياسية، لأن المنهج الإخواني يخلو من النزعة العنيفة . وشدد القيادي السابق بالإخوان، على تبرئة معسكرات الاخوان الصيفية من ممارسة الألعاب الرياضية القتالية، فهم يكتفون بالتمارين الرياضية الصباحية، واستبعد أن تورط الجماعة نفسها في تولي حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" تدريب شباب الجماعة على القتال والعنف . وعرض حمادة الكاشف، منسق اتحاد شباب الثورة وأحد المعتصمين أمام قصر الاتحادية، أمس الأربعاء، تفاصيل دخول الإخوان إلى محيط القصر وفض الخيام بالقوة، قائلاً: "فوجئنا بعد صلاة العصر مباشرة بأعداد كبيرة من شباب الإخوان يدخلون الخيام ويطردون الجميع منها ويفضونها ويبعثرون محتوياتها على الأرض والرصيف المقابل للقصر، وأفراداً منهم يمسكون ميكروفونات ويرددون " واسلاماه" وآخرون يحثون زملائهم على ضرب العلمانيين، على حد رؤيتهم. وأكد "الكاشف" على تنظيم اعتداءات الإخوان مساء أمس، لأن كل فرد فيهم كان يعلم دوره ويقوم به، فهم قسموا أنفسهم مجموعات، واحدة لضرب وطرد المعتصمين، وأخرى لفض الخيام في نفس الوقت، وغيرها تطارد المتظاهرين بالطوب، مضيفاً أن الإخوان استخدموا الأسلحة النارية والمولوتوف فى تفرقة المتظاهرين من أمام قصر الاتحادية. وشدد على امتلاك جماعة الإخوان لميليشيات مسلحة بين عناصرها، أنشئ منذ عهد حسن البنا بعد قيامهم باغتيال النقراشي باشا وهم حوالي 15 أو 20 ألفا يعملون تحت شبكة باسم " واسع" . من جانبه وصف كمال حبيب الخبير بالشأن الاسلامي العنف الذي ينتهجه شباب إخوان بالعنف الثورى، قائلا "هم يدافعون عن الشرعية من وجهة نظرهم، والعنف لا يمكن أن نلصقه بالاخوان فقط، غير أن تكرار مشهد احتكام شباب الاخوان للقوة قد يكون مقلق ولكنه قد يرجع الى انفتاح المجتمع فى ظل غياب دور الأمن". وأضاف ل"البديل" أن عنف الإخوان لم يعدو كونه عنفاً فردياً يقوم به أفراد غير مدربين ، والدليل على ذلك هو حرق مقرات الجماعة بالمحافظات دون قدرتها على حمايتها. ونفى كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم الاخوان فى الغرب، إمتلاك الإخوان لميلشيات شبابية، قائلاً "لم أعرف للإخوان تنظيماً مسلحاً على مدار سنوات وجودي بالجماعة، ولا اتوقع أن تضم الجماعة أية ميلشيات مسلحة أو تتجه إلى العنف" . البديل اخبار Comment *