علق عدد من الصحف العالمية على طرح الرئيس محمد مرسي مشروع الدستور للاستفتاء، معتبرة أن الرئيس وجماعته غيروا من أسلوبهم في التعامل مع الشارع المصري واتبعوا أسلوب الخطف والمداهمة بدلا من البراجماتية الهادئة ليتمكنوا من تمرير دستورهم، مؤكدة أن مرسي بقراراته نجح في تجميع وحشد قوى المعارضة التي دائما ما كانت منقسمة. ومن جانبها، قالت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية في تقرير لها إن الرئيس مرسي يضع آماله على التصويت الشعبي على الدستور الجديد من أجل إسكات منتقدي الإعلان الدستوري الذي أعلنه الأسبوع الماضي ومنح بموجبه لنفسه صلاحيات واسعة. وأضافت الصحيفة أن دعوة مرسي للشعب للاستفتاء على الدستور يوم 15 ديسمبر أثارت مزيدا من الانقسامات العميقة في مصر التي لا تزال تكافح للعثور على هويتها بعد أن خرجت من حكم حسني مبارك الذي استمر على مدى 30 عاما. وذكرت الصحيفة أن دعوة مرسي للمضي قدما في التصويت الشعبي على الدستور جاءت متزامنة مع احتشاد عشرات الآلاف من مؤيديه عند جامعة القاهرة أمس والذين نقلوا بحافلات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفي من مختلف أنحاء البلاد والمناطق الريفية لإظهار دعمهم للرئيس والشريعة. وأشارت إلى أن قرارات مرسي والضجة الناتجة عنها قد تسببت في إعادة حالة الاستقطاب داخل السياسة والمجتمع المصري، حيث خرجت قوى المعارضة على الفور إلى الشوارع احتجاجا على ما أسموه استيلاء ديكتاتوري على السلطة وضد الجمعية التأسيسية التي هيمن عليها التيار الإسلامي. وفي المقابل احتشدت القوى الاسلامية أمس لإظهار التأييد لكل قرارات الرئيس في أول استعراض للقوة لها منذ أن بدأت الضجة على الإعلان الدستوري. ومن جهتها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز"إن الرئيس مرسي وحلفاءه في جماعة الإخوان تخلوا عن أسلوب البراجماتية الحذرة الذين تبنوه منذ الثورة من أجل الاستيلاء على السلطة والسيطرة الكاملة على الانتقال السياسي في مصر، واتبعوا أسلوبا جديدا أكثر جرأة، من خلال مداهمة خاطفة للشارع السياسي، نتج عنها وضع الرئيس نفسه فوق المساءلة القضائية حتى الانتهاء من وضع دستور جديد، والتف حول القوانين ليتمكن من تعيين نائب عام جديد لملاحقة من وصفهم بالفاسدين في السلطة القديمة. كما قام بتحصين الجمعية التأسيسية التي يهيمن عليها حزبا الحرية والعدالة والنور،ومضى قدما في خطط طرح الدستور الجديد للاستفتاء الشعبى. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن لهجة وإجراءات مرسي الأخيرة تعيد للأذهان الطرق الاستبدادية لسلفه، كما أنها أثارت جدلا جديدا بشأن مدى التزامه بالديمقراطية والتعددية في الوقت الذي يهيمن فيه هو وحلفاؤه الإسلاميون على الحياة السياسية. مشيرة إلى أن معارضي مرسي يقولون إنه يتحدث عن مؤامرات خارجية وتهديدات وشيكة مما يذكرهم بلهجة الحديث عن "الأيدي الخفية" التي كان يستخدمها مبارك دائما لتبرير استبداده. وفي تقرير ل "واشنطن بوست"، أشارت الصحيفة إلى أن التصويت المتسرع على مسودة الدستور والاستفتاء عليها الآن، سيحشد ويحفز ويجمع كل القوى المعارضة ضده، والتي عادة ما كانت منقسمة. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن معارضي مرسي خرجوا إلى الشوارع بعشرات الآلاف خلال الأيام الثمانية الماضية، و دعا بعضهم إلى الإطاحة به خوفا من أن يصبح نسخة إسلامية من مبارك، ولكن معظمهم دعوا للتخلي عن قراره والبدء في إعادة تشكيل جمعية تأسيسية دستورية جديدة تضم مختلف قطاعات المجتمع. ونقلت الصحيفة عن عمرو سليمان، القيادي بحزب المصريين الأحرار الليبرالي، قوله "نحن نشعر أن كل شيء تم طهيه، ومن الصعب أن نقول ماذا سيكون رد الفعل، لكنه لن يكون هادئا". Comment *