للموت عدة طرق ولكن فى النهاية الجميع يموت، هكذا الفساد أيضاً له أوجه كثيرة وتؤدى جميعها الى ضرر المجتمع بأكمله، الفساد أفة مجتمعية عرفتها الإنسانية منذ فجر التاريخ، وهو مرض تحمله كل الدول، ولكن في مصر تخطى كل الحدود، وأصبح شرطاً أساسياً فى كل تعاملات الدولة بشكل يومى. يعد النظام السابق بقيادة مبارك الأسوأ على الإطلاق وتخطى مرحلة الوصف، حيث ان ما فعله المخلوع ورجاله يشمل عملية انتقام ممنهجة من الشعب المصرى، وعم الفساد فى عهده كل أركان الوطن، وساد في كل مؤسسات الدولة، التى بات الفساد كالسوس ينخر فى جدرانها، حتى أصبحت تتهاوى، وكان الهدف الإضرار بالصالح العام، وتحقيق المصلحة الشخصية، وأصبحت مصر منبعاً للنهب والكوسه، فالتعذرونا إن كانت تعبيراتنا على هذا النحو القاسى, ولكنها الحقيقة المؤلمة. حيث كان النظام يستخدم الفساد ك أداة للبطش، ممارساً أشد أنواع القهر، فهو السوط الذى جلد به ظهر الشعب المصري، من أجل نهب ثرواته, وأحتل الفساد كل أجهزة الدولة, حيث فاحت رائحته بشكل جعل الناس تخرج عن بكرة أبيها فى ثورة ضاقت من ظلم هذا النظام، ومن الذين كانوا يشعرون بأنهم فوق الشعب وفوق القانون. وإن تحدثنا عن الفساد فى مصر، فحدث ولا حرج، بداية من سوء استخدام السلطة، وعدم الإلتزام بالأحكام والقواعد المنظمة للتعامل مع موارد الدولة، و اختلاس المال العام، بجانب الواسطة وعدم العدالة في التعامل مع الجمهور، الى الإنحرافات المالية فى الإسراف وإهدار المال العام، مرورا بالخروقات الجنائية، نهايتا بالرشوة و التزوير. وما العمل !!! وكيف نتصدى لكل هذا الكم من الفساد ؟ كى تتحقق أهداف الثورة "عيش، حرية، عدالة اجتماعية " كما يأمل الجميع، ولكى نحقق تنمية حقيقة على أرض هذا الوطن، فيتحتم علينا جمعياً، حكومتاً وشعباً، أن نقاوم جميعاً الفساد بتفعيل الآتى : * تقوية أنظمة الرقابة والمسائلة داخل هيئات ومؤسسات الدولة مع تطوير الأداء الوظيفي لها، وكذلك وضع معاير عادلة لاختيار العاملين بها. * المساواة أمام القانون، ومحاسبة الفاسدين الكبار قبل الصغار، وتطبيق قانون "من أين لك هذا" ومحاسبة كبار المسئولين عن ما لديهم من أموال . * نشر سياسات وبرامج أجهزة الدولة ونتائج أعمالها أمام الجمهور، بمنتهى الشفافية والوضوح. * تطبيق العدالة الاجتماعية ويندرج تحتها الجانب الاقتصادى والاجتماعى، وتحسين الوضع المعيشى لأبناء الوطن. * تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة الفساد، وفضح الفاسدين أمام الرأى العام. * توعية المواطنين بأهمية دورهم فى رقابة أجهزة الدولة وبأضرار الفساد وعواقبه وتعريفهم بكيفية مكافحة الفساد والتصدى له. * التركيز على العامل البشري، فالمواطن هو الغاية، والموظف ليس إلا خادماً لمجتمعه، ويجب أن يكون هذا الأمر الأخير، مبدأ لا شعار. ظن الكثير من المصريين، أن مصر سوف تتغير بعد الثورة، وهذا الظن يعد منطقيا، حيث أن من المعروف وعلى حد علمنا والله وأعلم، أن الدول تتغير بعد الثورات، ولكن يرى البعض، بأنه لم يتغير شئ عما كان فى الماضى، والحقيقة انا واحد منهم. النظام مازال يحكم بنفس الآلية القديمة، وبنفس النهج، والأدهى أنه الى الآن مازال نفس الأشخاص يشغلون مواقع اتخاذ القرار، فكان لابد من المطالبة بتطهير جميع مؤسسات الدولة من كل ما يشوبها من فساد , على جميع الأصعدة , وسأظل متمسك بالأمل،، لأن الله لا يخذل من يثق به، أملاً فى أن تسقط دولة الفساد وتقوم دولة العدل والمساواة ولا نحتاج فى ذلك سوي ضمير الحاكم ووعى الشعب. Comment *