اليوم تمر الذكرى السوداء لوعد بلفور (1917) لليهود بوطن قومي في فلسطين.. من لا يملك (وزبر الخارجية البريطاني) أعطى لمن لا يستحق.. لكن مخطط الاغتصاب كان قد بدأ قبل ذلك بترتيب تهجير 40 ألف يهودي في الفترة من عام 1904 حتى عام 1914 بتمويل كامل من البارون إدموند دي روتشيلد الذي اشترى لهم 47 مستوطنة زراعية من سلطات الانتداب (الأراضي العامة) ومن ملاك غير فلسطينيين تملكوا الأرض في ظل الفرمان العثماني الصادر عام 1876 والذي سمح للأوروبيين بتملك الأرض في كل مستعمرات الدولة العثمانية. ورغم كل عمليات الشراء التي تلت ذلك بما فيها مشتريات من فلسطينيين غير مقيمين أو حتى مقيمين تحت ضغط الأزمات المالية والمذابح والإرهاب الصهيوني، إلا أن ملكيات اليهود من الأراضي الزراعية الفلسطينية لم تتجاوز 1.6 مليون دونم (نحو 380 ألف فدان)، عند إعلان إنشاء الكيان الصهيوني ك"دولة" عام 1948، وهى مساحة كانت توازي نحو 11.4% فقط من إجمالي مساحة الأراضي الزراعية في فلسطين والبالغة 14.1 مليون دونم، ونحو 6.1% من مساحة الدولة كلها البالغة 26.2 مليون دونم. وهذه النسبة لملكية الأجانب للأراضي الزراعية في فلسطين كانت تقل عن نسبة ملكية الأجانب من الأراضي الزراعية في مصر والتي كانت نحو 13% عام 1917. وذلك كان "قدرا" استعماريا لممتلكات الدول غير المستقلة. ثم استولى الكيان الصهيوني على كل الممتلكات العامة والغالبية الساحقة من الممتلكات الخاصة في حرب الاغتصاب 1947/1948 وهذا يعني أن الصهاينة لم يشتروا فلسطين بل اغتصبوها بالإرهاب بحماية الدول الاستعمارية جرحاً مفتوحاً لوطننا العربي. Comment *