" الذبح والتحرش " من أكثر الظواهر التي باتت من أساسيات الاحتفال بعيد الأضحى المبارك بمحافظة السويس حيث تمتلئ شوارع السويس "ببقايا الذبح من دماء ومخلفات حيوانات ومتحرشين بالفتيات" مع هلول عيد الأضحى المبارك يبدأ الجزارون في عملهم المستمر حتى أخر أيام العيد من ذبح وبيع وتجهيز اللحوم وأصبحت الدماء ومخلفات الحيوانات من المشاهد التي تزعج المارة حيث تجد الحشرات تحيطها وتنبعث منها روائح كريهة ومع هذا اعتاد المواطنين هذه المشاهد إلا أن هناك مشهدا آخر أسوأ من مشاهد مخلفات الحيوانات وأصبح من أساسيات الاحتفال بالأعياد وهو " التحرش" الذي يلقى بظلاله على أجواء العيد المفرحة ليحولها إلى مخاوف في نفوس الأهالي والفتيات بعدما أصبح ظاهرة ملموسة في المواسم والأعياد بالسويس والتي تشهد الكثير من التجمعات خاصة من الفتيات والتي باتت تحول أفراح العيد إلي جحيم يعيشه المواطنين كل عام لاسيما منطقة الكورنيش الجديد والقديم والنمسا وشارع برادايس وبور توفيق والأسواق التجارية . حيث تعد هذه المناطق من أبرز الأماكن التي تشهد تحرشا على مدار الساعة بنوعيه اللفظي والجسدي . وبعد تزايد شكاوي المواطنين من زيادة وانتشار ظاهرة التحرش بالفتيات والتي وصلت إلي حد تخوف بعض الأسر من نزول بناتهن إلي الشارع ولجوئهم إلى السماح للفتيات بالنزول إلى الشارع بصحبة الرجال من الأقارب والأخوة إلا أن الظاهرة لم تتوقف برغم قيام شرطة السويس بإلقاء القبض على العشرات من المتحرشين خلال أيام العيد ويستغل المتحرشين الازدحام الشديد خلال أيام العيد ويتحرشون بالفتيات والنساء . أما الكورنيش الجديد فالأغلبية يكون من الشباب والبائعين المنتشرين الذين يعترضون طريق الفتيات مستغلين أن المساحة المسموح بها لمرور المشاة صغيرة ولا تستطيع الفتاة الهروب نظراً لكثرة السيارات والباعة الجائلين وهو ما دفع بعض الشباب إلى ترديد مقولة باتت شهيرة في هذه المنطقة " ده عيد اللحمة ..واهو كله لحمة " وانتقالا من الكورنيش إلى بور توفيق حيث تجد أعداد كبيرة من الشباب يسيرون في مجموعات انتظارا للفريسة ويتحرشن بالسيدات والفتيات المارين والجالسين على المجرى الملاحي لقناة السويس وكذلك منطقة حوض الدرس والحدائق التي تصل بور توفيق بالكورنيش وهى مساحات شاسعة ينتشر بها الشباب والأطفال من المتحرشين الذين يجدون في الفتيات المترددات على تلك الحدائق فرائس لهم. وتتسع خريطة التحرش بالسويس لتضم ميدان الأربعين والشوارع المحيطة به وعلى رأسهم شارع شميس وشارع أحمد عرابي وشارع الجيش بمولاته التجارية وتكتمل الخريطة بمناطق صغيرة ولكن نسبة التحرش بها يزداد يومياً هي الكورنيش القديم بالطرق الداخلية حتى ميدان النمسا . وأخيراً مواقف السيارات مثل موقف الجناين الذي يقع بداخل سوق خضروات والموقف الواقع أمام مسجد أبو العزايم وموقف السويس ومنطقة انتظار السيارات المتوجهة إلى الأربعين أمام الغريب وتعد هذه المناطق بؤرة للمتحرشين بأعمار مختلفة ويتحرشون بالسيدات والفتيات المتواجدين عند الصعود واللحاق بالسيارات مستغلين الازدحام الشديد هناك. وفى السياق ذاته ، تقول سلوى عزب 45 سنة وأم لثلاثة بنات:إن أهم النصائح التي توجهها لبناتها يومياً هي التنبيه "لو حد عكسك مترديش عليه وامشى" وهذا لو مجرد معاكسة أما إذا تطاول ووصل الأمر لتحرش قالت أنصحهم بالصراخ والاستنجاد بالمارة وبذلك يمكنك التخلص منه وسيأتون للإمساك به وسيلاقى عقابه منهم وأضافت منال عبد الفتاح 35 عاما أم لفتاة في مرحلة الثانوية العامة أنها تحرص أن تكون جميع دروس ابنتها داخل منزلهم برغم بعده عن قلب المدينة وتوصلها يومياً للمدرسة ولا تتركها تذهب لأي مكان إلا وبرفقتها وإذا لزم الأمر ستقوم بتقديم أوراقها إلى نفس الجامعة التي ستدخلها ابنتها مرددة " أنا مش مستعدة بنتي يحصلها حاجة من تقصيري " ومن جانبها ، قالت سامية محمد 27 سنة إن ملابس الفتيات ليست شرط للتحرش مؤكده أن هناك فتيات محجبات ومنتقبات يتعرضون للتحرش وأكدت أنها تتعرض للتحرش في أيام الأعياد والاحتفالات بالسويس بشكل مكثف ما يدعوها إلى عدم الخروج في الأعياد إلا بصحبة زملائها ومع هذا لا يسلمون من التحرش ما يجعلهم يفكرون في عدم الخروج من الأساس وبدوره ، يقول اللواء عادل رفعت مدير أمن السويس إن قوات الأمن ألقت القبض على عشرات الشباب خلال أيام العيد وخاصة أول يوم وتم تحرير محاضر لهم مضيفا أن مباحث شرطة الآداب منتشرة في شوارع السويس وقدم رفعت النصائح للفتيات في العيد وقال إن من الأفضل التواجد داخل الحدائق العامة والنوادي والبعد عن التجول في الشوارع المظلمة .. مؤكدا أن على كل فتاة تتعرض للتحرش تقوم بالاستنجاد بالأمن وتحرير محضر ليلقى المتحرش جزاءه الفتيات يستنجدن بالمارة .. والشباب يرفعون شعار " كله لحمة "