نشرت صحيفة واشنطن بوست تحليلا عن زيارة بابا الفاتيكان للبنان التي تزامنت مع التوتر المتزايد بين المسلميين والمسيحيين بسبب الفيلم المسيء للرسول, وتقول الصحيفة ان البابا وصل الى لبنان ليقدم الدعم للمسحيين في المنطقة في وقت الفوضى العارمة. واشارت الصحيفة الى ان زيارة البابا الرابعة للشرق الاوسط تاتي في الوقت الذي يعبر فيه مسيحيو المنطقة عن قلقهم ومخاوفهم من تولي الإسلاميين السلطة في دول الربيع العربي . وازدادت هذه المخاوف في الاسبوع الاخير بعد الفيلم المسيء للرسول الذي هز مصر وليبيا واليمن . وتصادف انه مع زيارة البابا للبنان خرجت الاحتجاجات في طرابلس بليبيا عن السطرة وتم حرق مطعم كنتاكي في لبنان وحاول المتظاهريين اقتحام مبنى حكومي ولكن الشرطة اطلقت النيران حسب تقارير التلفزيون اللبناني . وذكرت الصحيفة ان الرئيس اللبناني ميكل سليمان خرج لاستقبال بابا الفتيكان في المطار وكان معه رئيس الوزراء وممثل عن البرلمان. كما رحب العديد من اللبنانين بغض النظر عن خلفياتهم بزيارة البابا للبنان. ونقلت الصحيفة تصريحات البابا لبعض الصحفيين عن الربيع العربي وهو على الطائرة حيث قال " ان الربيع العربي ايجابي, فهو رغبة في المزيد من الديمقراطية والحرية والمزيد من التعاون من اجل هوية عربية جديدة ". كما قال ان تصدير الاسلحة لسوريا خطيئة كبيرة . وتوقع المحللون ان يتجنب البابا الاشارة الى تولي الاسلاميين السلطة في دول الربيع العربي ولكن متوقع ان يرسل رسالة في خطابة عن الوحدة بين المسلميين والمسيحيين . وتقول الجريدة ان زيارة البابا للبنان ستلقى صدى عند المسيحين في سوريا المجاورة حيث حاولوا ان يبقوا انفسهم خارج الصراع الدائر في سوريا ولكن لم ينجحوا بل ترى الصحيفة انه تم استهدافهم في بعض الاحيان. واشارت الصحيفة الى ان المسيحين في سوريا لديهم بعض المخاوف من التقارير التي تشير الى ان هناك الكثير من الجهاديين في صفوف المعارضة السورية جاءوا من خارج البلاد . وتقول مريان إحدى المواطنات السوريات للصحيفة: "مسحيو سوريا يبخثون عن من يمنحهم بعض السلام , وفي العموم هم سعداء بزيارة بابا الفتيكان للبنان لانهم يحتاجون الى الدعم , وخائفون من وصول الاسلاميين للسلطة". وتقول الصحيفة ان المسحيين في مصر هزهم وصول الاسلاميين للسلطة في انتخابات الرئاسة والبرلمان . اما في لبنان فقد أُقحم المسيحيون بين ميليشيات الشيعة وحزب الله والسنة المتشددين الذين قويت شوكتهم بعدما قويت شوكة المعارضة السنية في سوريا . وتشدد الصحيفة على أنه بدلا من تلاحم الاحزاب المسيحية في لبنان مع بعضها البعض انقسمت, حيث تدعم مجموعة منهم حزب الله بينما تدعم الاخرى المعارضة السنية . ويقول بول سالم رئيس معهد كارنيجي في بيروت " المسيحين في لبنان هم من يحافظون على السلام بين السنة والشيعة " . ويرى مصطفى ديلاني مدرس سني: "ان زيارة البابا للبنان تؤكد ان وجود المسيحين في الشرق الاوسط مهم , هو يحاول ان يستخدم الحب كسلاح قبل ان تقوم حرب بين المسلمين والمسيحيين , بينما هئولاء الذين يحرقون الكنائس ويصنعون افلام مسيئة للاسلام يروجون لبحور من الدماء". واشارت الصحيفة الى الاستعدادت التى اقيمت لاستقبال البابا حيث علقت لافتات كبرة على الطرق كتب عليها اهلا بك في لبنان في العاصمة , ووضع حزب الله الملصقات في المطار ترحب بالبابا في لبنان , كما عززت الاستعدادت الامنية في بيروت , واقيم مسرح يتسع لحوالي 200,000 شخص استعدادالصلاة يوم الاحد. Comment *