بالرغم من مرور أربعين عام علي قانون "بلفين" الذي يعاقب علي الإهانة و التشهير العنصري، ذكرت دراسة للرابطة الدولية لمكافحة العنصرية في فرنسا أن هناك 50% من الفرنسيين ليسوا على دراية بهذا القانون، وذلك في ظل ارتفاع نسبة الاعتداءات علي المسلمين و اليهود في فرنسا وفقا لصحيفة "لوموند" الفرنسية. قالت الصحيفة أن متحدثين مسلمين ويهود استنكروا تزايد الهجمات علي مسلمي فرنسا وارتفاع نسبة العنف ضدهم إلى 14% في النصف الأول من عام 2012، وارتفاع نسبة العنف كذلك ضد يهود فرنسا ضاربين المثل باعتداء طال مدرسة يهودية في مدينة تولوز، وذلك في اجتماع الندوة الأوروبية لممثلي الجاليات المسلمة واليهودية في أوربا، والذي عقد في باريس منذ عدة أيام. كما ذكرت لوموند تصريحات عبد الله ذكري، رئيس مرصد ضد الإسلاموفوبيا قائلا:" في عام 2010 سجلنا حوالي 116 اعتداء و تهديد للمسلمين، 115 في عام 2011 و 79 اعتداء في النصف الأول من عام 2012 بما يمثل ارتفاع بنسبة 14.49% "، مشيراً لتدرج الوضع من حرية الخطاب العنصري من خلال مناقشات حول الحجاب، اللحم الحلال، أو الهوية الوطنية إلي كراهية كبيرة موجهة ضد الإسلام، مضيفا بخصوص العلاقة بين المسلمين واليهود في فرنساً :" لا ينبغي أن نخطئ في تحديد العدو، حدثت بعض الاشتباكات بين الشباب و لكنها لا تعبر عن معاداة للسامية " مؤكدا ضرورة إقامة حوار لا يؤدي لزيادة الإسلاموفوبيا في فرنسا. من جانبها استنكرت الجالية اليهودية الزيادة الملحوظة في الأعمال التي تستهدف يهود فرنسا بعد مقتل ثلاثة من الأطفال اليهود ووالدهم في مدرسة يهودية في تولوز الشهر الماضي، والتي قال عنها جويل مرجي رئيس المجلس اليهودي في فرنسا :" قد يعتقد المرء أن مثل هذا الأمر سيخلق حاجز نفسي و لكن حدث العكس فقد أطلق الحرية للعديد من النفوس الهشة"، في إشارة إلى أن الحادث من الممكن أن يكون نقطة انطلاق لحوادث أخرى مماثلة. وأضافت الصحيفة وفقا لإحصائيات مركز خدمة حماية الجالية اليهودية في فرنسا، أن عدد الاعتداءات قد بلغت 310 في النصف الأول من العام الحالي، مقابل 226 لنفس الفترة من عام 2011 ليسجل ارتفاع بنسبة 37%. ولمواجهة هذه الممارسات العنصرية ذكرت الصحيفة الفرنسية أن مسئولي الجاليتين عزموا تكوين جبهة مشتركة بينهم وتنحية الخلافات بين المسلمين واليهود، وذلك حسب ما ذكره ميشيل سرفاتي، رئيس جمعية الصداقة اليهودية-الإسلامية في فرنسا. Comment *