لقد كنا خطأً , لم يحتاج الكون نهائيا لخالق , فشذوذ بسيط في العملية الفيزيائية الكونية نتج عنها عالمنا خِلال مليارات السنين , إحدي تعليقات وتفسيرات العالم الفذ " الملحد " ستيفين هوكينغ , الذي تحول من شخص يؤمن ومحب وناكر لإدعاءات زملاءه من قبله بعدم وجود خالق لواحد من أكبر مؤيدي نظرية العلم هو الرب . سفينة نوح , أُتابع المد الإلحادي في مصر منذ عام 2004 , حينما شاركت في بعض المنتديات كال توحيد والجامع وتابعت مناقشات كتابية وصوتية بالعشرات بين ملحدين وقادمين للإلحاد ومُفكرين ومعارضين عرب " لم يفُز العرب في كل الجولات بالرغم من فوزهم في غالبها " .. كان التيار الإلحادي يعتمد على أفكار وقصص علمية بحتية في الأساس لبث الشك في نفوس المؤمنين بالله, كسفينة نوح وكيف لحيوانات بعشرات الآف وبأحجام بمئات الأطنان أن تصعد على سفينة مهما كانت متناسين كونها معجزة من معجزات الله وذكر الله في قرآنه انه كان الكفيل بحماية نبيه وتحقيق معجزته الذي سخر منها قومه مراراً " فكيف لك أن تفسرها علميا ونحن نعترف أنه كان شيئا خارقاً للطبيعة بيد الله ؟ " ناشونيال جوغرافيك أبو ظبي , تبث ناشونيال جوغيرافك عشرات الأفلام العلمية الفضائية الرائعة كانفجار الكون ونهاية الأرض " التي قد تتعارض مع المفهوم الديني ليوم القيامة " والتطور علي مدار البشرية وغيرها من أفلام متعددة تمحي كليا او جزئيا فكرة وجود خالق لهذا الكون , تتصدر هذة الأفلام التحميلات على الأنترنت أو المشاهدات على اليوتيوب , فالفيلم لا يقول لك ان فكرة وجود اله خاطئة نهائيا , ولكنه ينسف فكرة ان يكون هناك أب للبشرية او يوم دينونة في اخر الزمان أو وجود معجزات مر عليها الآف السنين قد لا تفسر علمياً . تركيا , كيف تحولت تركيا لدولة علمانية مُتطرفة مُتقدمة لا يستطيع أغلب شعبها الصلاة أو قراءة القرآن ؟ .. الدولة العلمانية التي يتخذها الإخوان كمثل أعلى خادعين الناس واهمين إياهم بكونها دولة إسلامية بالرغم من أن قوانينها ودستورها وعادتها وأخلاقها لا تمت للشريعة أو للحكم الإسلامي بصلة , بعد الحرب العالمية وبعد ان كانت الدولة العثمانية دولة عجوز متأخرة مائة سنة عن أوربا بسبب رفض دولة الخلافة دخول أي أختراعات علمية او كتب علمية أو نظم سياسية ديمقراطية الي البلاد بسبب وضع كل شئ سياسيا وعلميا وفنيا تحت نطاق حرام وحلال وتحريم العلم الجديد والطب والهندسة والفن , تسبب في تأخرها عشرات السنين , الي أن أتي " الملحد " أتاتورك الحافظ للقرآن الناقم على دولة الخلافة والرافض لها والتي كانت سببا في تدهور حال بلاده مقارنة بأوربا المتقدمة الي ان أعتبر ان السبب في تدهورها ليس أشخاص بأنصاف وأرباع عقول ولكنه الإسلام السياسي الحاكم الذي يُحرم العلم ويتدخل في اختراع أو دواء طبي أو فكرة وتحريم وجود سينما أو وجود بنوك تساهم في نهضة البلاد , وبعد تحول البلد كلها لبلاد متخلفة متأخرة عن العالم وأتى أتاتورك الناقم علي دولة الخلافة ليغير كل شئ وتنفتح أبواب العالم كله كصدمة للأتراك وكأنهم من أهل الكهف الذين ناموا مائة سنة فإذا بعالم جديد تماماً ليتحولوا الي أتاتورك جميعاً , ناقمين علي دولة الخلافة التي كانت سبباً في تخلفهم وتأخرهم ومعانتهم " الطفل الذي فقدته أمه بسبب مرض بسيط له عشرون علاج محرماً دخوله, أو المتعة والبسمة التي كانت من الممكن أن تعوضهم عن معانتهم بمشاهدة فيلماً للرائع شارلي شابلن عبر أختراع هز العالم يدعى السينما , فتوجهت انظارهم جميعاً غاضبين حاقدين ناقمين تجاه دولة الخلافة التي تحكم بالإسلام المُفسر حسب أوهائهم , لم تواجه الدعوة الإلحادية أي صعوبة في مجتمع متخلف متأخر عشرات السنين , ناقم وكاره لكل ماهو يتعلق بماضيهم من دولة حكمت برأيهم تحت ظل إسلام أعتقدوا أنه كان السبب في معانتهم طوال هذة السنوات . الفجوة العلمية والحكم السياسي وتحويل دين أتي لتهذيب البشر الي حكم سياسي فنيا طبيا أقتصاديا يُفسر علي حسب بشر خطائين لم يدرسوا قط كيفية فتح بطن مريض ومعالجته من ورم كان سرطانيا او حميد , لم يدرسوا قط كيفية عمل فيلم يهدف الى حل مشكلة اجتماعية او تسليط الضوء عليها , لم يدرسوا قط علم أقتصاديا جديد كالمشتقات الإقتصادية ومدى تأثيرها في أقتصاد وطن أو تدميره كما فعلت في الولاياتالمتحدة , لم يدرسوا إلا في مدرسة دينية ظنوا انهم بها سيكون أطباء ومهندسين وعلماء وفنانين وشيوخ ومرضي ومشاهدين وعمال ومواطنين . العلم و التعصب , إذا قل الأول وزاد الثان وتواجدَ الإثنين في آنً واحد سيشكلوا مكان خصب لإنتشار أي دعوة مضادة للمنهج السياسي والإجتماعي المتبع , فإن كان شيوعي , سيبدأ الناس بمجرد حدوث إنفتاح تكنولوجي وإعلامي بالكفر بالشيوعية وإن كان إسلامي سيبدأ الناس بالكفر بدينهم بناء على اداء سياسي وإجتماعي إدعي انه يحكم بالإسلام ولنصرة الإسلام فكان سببا في خروج الآف عنه . مستقبلنا , بوجود تيار يرفض الحوار يرفض ما يسمى بحرية الرأي أصبح كالكهنوت الذي يدعى انه يستمد أحكامه من الله " علي حسب فهمه " فالمرتد " الملحد " يُقتل , لن ينظر الي أسباب وظروف إلحاده ولن يحواره أو يجلس معه ففهمه الضيق للدين ولمجتمعنا الحالي يجعله يتعصب في إتخاذ قراراته ويُنكر الحقائق بوجود الآف من الملحدون الجدد يوميا على أرض المحروسة , أنتشار الإلحاد أمر خطير , ليس فقط في مسأله انتشاره ولكن عواقبه بوجود تيار لا يؤمن إلا بالشريعة على حسب فهمهم الضيق , فقد نرى قتلا وأحكاما بالشنق والقتل والسجن على بعض من وقعوا في فخ المد الإلحادي . Comment *