قالت مجلة "تايم" الأمريكية أن المقاتلين في ليبيا، يصدرون ثورتهم إلى سوريا، وأن الميليشيات التي هزمت القذافي جلبت الحماس الذي اكتسبته من انتصارها، والخبرة في الحرب التي استمرت لشهور إلى المقاتلين في سوريا، وذلك بدعم مالي لأحد فصائلها من قطر. مسعود بوصيري أحد زعماء الثورة الليبية عند اندلاعها في بنغازي العام الماضي، وسرعان ما حمل السلاح من أجل القضية، وأصبح جزءا من نجوم الثورة، وأضافت المجلة أنه رجل أعمال وموسيقي، وتدريجيا كتب إحدى أناشيد الثورة الليبية غير الرسمية، وحارب بنفسه قوات النظام الليبي في جميع أنحاء البلاد، وتعلم وضع ونزع فتيل القنابل. وقالت المجلة أن بوصيري يحزم حقائبه لكفاح آخر، وأضافت أن المئات الليبيين توافدوا إلى هناك للمساعدة، وأخذوا معهم تجربتهم في القتال، أو ترتيب شحنات السلاح الذي ينقص السوريين. حيث يقول أبوسيف مواطن ليبي في محافظة حلب السورية "جئنا لمساعدة السوريين" وأكمل ل"تايم" في محادثة تليفونية "لا يمكننا البقاء في المنزل ومشاهدة عمليات القتل"، وينتمي يوسف إلى "لواء الأمة"، الذي أسسه مهدي حاراتي نائب قائد المجلس العسكري في طرابلس، المنظمة التي انتشرت في أنحاء ليبيا وقت الثورة، وأشارت المجلة أنها ممولة بدرجة كبيرة من قطر، وأضافت أنها تتلقى تدريبات في قطر وتستلم أسلحة من الدرجة الأولى، ويعتبر هذا اللواء – وفقا للمجلة- داعم غني بالمال، والنفقات الذي يقدمها للمقاتلين السوريين تتضمن شراء زي مدرسي لعائلاتهم. وقالت "تايم" أنه بعد أسابيع من النهاية الناجحة للثورة الليبية، بدأ المقاتلون الليبيون بالتدفق إلى سوريا، ولكن في الشهور الأخيرة استحال هذا التقاطر إلى سيل من المهاجرين، يقول خلدون، ضابط برتبة ملازم أول فر من الجيش السوري، "يوجد بعض الليبيين ولكن ليس بأرقام كبيرة" وحدد عدد المقاتلين الليبيين ضد الأسد أنهم يصلون إلى 300 ولكن ليس ألفا. وأرسل الجيش السوري الحر خلدون إلى ليبيا للتنسيق مع الحكومة المؤقتة هناك، والمعروفة باسم المجلس الوطني الانتقالي، ولم يرغب خلدون بمناقشة تفاصيل حول مهمته وإذا ما كان الليبيون بعثوا أسلحة للمقاتلين، واعترف بأن السوريين طلبوا ذخيرة من الليبيين. وقال فراس تميم، الذي سافر إلى المناطق المسيطر عليها من قبل المتمردين، أن الليبيين لديهم أسلحة ثقيلة أكثر منا، وأضاف أنهم "جلبوا هذه الأسلحة إلى سوريا، ويجري استخدامها على الخطوط الأمامية" ورأى تميم أسلحة روسية الصنع مثل صواريخ أرض جو، والمعروفة باسم سام7 . أما المقاتلون الليبيون فلم يعيروا اهتماما للأسئلة حول نقل الأسلحة، ولكن في ديسمبر زعموا أنهم لم يفعلوا ذلك، يقول مقاتل ليبي في سوريا "إننا في عملية جمع للسلاح في ليبيا" وأكمل في حديث لصحيفة لوفيجارو الفرنسية "حالما يتم ذلك، يتعين علينا أن نجد وسيلة لجلبها إلى هنا". ولكن الليبيون اليوم يفضلون توجيه جهودهم في تدريب السوريين، فلقد قضوا ثمانية أشهر من الخبرة في ساحة المعركة وأصبح لهم مهارات قيمة تفتقر إليها سوريا، وكما يقول المقاتل الليبي أحمد "نحن نعرف كيف نحارب" وأضاف في محادثة هاتفية للمجلة "وصلنا إلى هنا لتعليم السوريين كيف نفعل ذلك". وتكمل المجلة في حديثها عن أهمية الدور الليبي، فهم لديهم ثقة مكتسبة من النصر الذي حققوه ضد القذافي، وذلك ما يفتقده المقاتلون السوريون، وقالت المجلة أنه في الجلسات التدريبية المباشرة يحاول الليبيون إضفاء الثقة بالنفس إلى السوريين. وعلى الرغم من إصرار الليبيين على أن حضورهم يقتصر على تدريب السوريين وإعطائهم شحنات معنوية، كشفت بعض المصادر أنهم يحرسون نقطة تفتيش في عمق الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون. واختتمت المجلة تقريرها الذي عنونته ب"المقاتلون الليبيون يصدرون ثورتهم إلى سوريا" بحديث بوصيري في بنغازي، الذي أكد فيه ذهابه إلى سوريا، وأنه سيحارب في الخطوط الأمامية، وأن مئات من الليبيين سيرحبون به في سوريا. Comment *