أعدت جريدة "نيويورك تايمز" تقريرا عن اللاجئين السوريين حيث نقلت عن وكالات الإغاثة الدولية أن أعداد اللاجئين السورين ارتفعت في الاونة الأخيرة محطمة بذلك كل حسابات الأممالمتحدة ويزيد من التخوفات من أن يخلق العنف المتزايد في سوريا أزمة انسانية متنامية تؤثر على الشرق الأوسط بأكمله. ووفقاً لتقارير وكالة إغاثة اللاجئين السوريين فان المجهودات التي بذلت من اجل إغاثة اللاجئين غير مناسبة بالمرة ولم تحسن تقدير حجم احتياجات اللاجئين. وتقول الجريدة أن أعداد اللاجئين المتزايدة وضعت الكثير من الضغوط على الدول المجاورة لسوريا . وتقول صبا المبسلط مديرة مؤسسة إنقاذ الطفل في الأردن "العديد من اللاجئين اقل من 18 عام وكثيرين منهم أطفال لا يصحبهم أهل أو أقارب " ووصفت مخيمات اللاجئين بأنها عبارة عن مناطق صحراوية بالقرب من الحدود السورية جرداء تقريبا وأسمتها "مخيمات الأطفال" وأضافت أن عدد اللاجئين السوريين يتضاعف كل يوم من هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع الماضي. ويرى الخبراء أن بازدياد أعداد اللاجئين أكثر من المتوقع فان الاعدادات أصبحت أكثر أهمية. ويقول نديم نور نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا بمنظمة هيومن رايتس واتش " هل تستطيع الدول المجاورة لسوريا بالتعاون مع مجتمع الإغاثة الإنسانية التعامل مع أعداد اللاجئين المتزايدة وتكثيف جهودهم بالسرعة الكافية لاستقبال اللاجئين , وهذا لا يعد تحدي بخصوص التمويل فقط ولكنها مسالة استيعاب , أن تركيا ولبنان والأردن قلقين بخصوص هذا الأمر وهي نفسها الدول التي استقبلت اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين من قبل لذلك فان لديهم وعي مسبق" وتصف الجريدة الوضع في تركيا بأنه بالرغم من المعايير المنضبطة التي تلتزم بها تركيا في التعامل مع أزمة اللاجئين إلا أن المخيمات بها اكتظت باللاجئين وتعمل الآن على بناء 7 مخيمات غير المخيمات التسعة الموجودين بها ولا يبدوا واضحا ما سيحدث بعد أن وصلت المخيمات للحد الأقصى حيث ان بعض العائلات أجبرت على الانتظار على الجانب السوري . أما عن الوضع في لبنان تقول الجريدة أن الحكومة المركزية الضعيفة تبذل جهود عشوائية في إغاثة اللاجئين مقارنة بتركيا وتعاظمت المشكلة بسبب القتال الطائفي القادم من سوريا . ومما زاد من تعقيدات التسجيل قفل مكتب وكالة الأممالمتحدة للاجئين في طرابلس . وتقول الجريدة أن أزمة اللاجئين ستزداد سوءا خلال الشهر المقبل لو لم يتم تحسين الوضع في المخيمات مع دخول برد الشتاء القارص بالإضافة لمشكلة كبير أن العديد من اللاجئين يقيمون في مدارس قريبة من الحدود ومع اقتراب موعد بدء الدراسة سيشكل هذا أزمة جديدة. وتقول المبسلط أن العديد من اللاجئين قد تم إطلاق النار عليهم في درعا وان القوات التي هاجمتهم كانت تفي بمنشورات تشجع على الهروب ما يوحي بان الأسد يحاول استخدام اللاجئين لمعاقبة جيران سوريا وخاصة تركيا. ويقول نبيل الحبيبي رئيس منظمة حياة لحقوق الإنسان تعمل مع اللاجئين في منطقة البقاع "لو لم يتم تنظيم المخيمات لن تتلقى معظم العائلات الرعاية الكافية . ومع تزايد أعداد اللاجئين سيكون من المستحيل على الحكومة اللبنانية التعامل مع هذه الأعداد وحدها". ويقول عمال الإغاثة أن مجهودات الحكومة اللبنانية مشتتة ولا توزع بشكل متساوي على كل المخيمات. وتقول الجريدة أن مؤخرا كل من الأردن ولبنان يحاولان الحد من عدد اللاجئين لأنهم يرفعون أسعار الإيجار وينافسون على فرص العمل . ويقول فرحان الكردي احد اللاجئين في احد المخيمات بلبنان " اخشي أن يعتقلونا جميعنا ويرسلونا إلى بلادنا مرة أخرى نحن لا نشعر بالأمان". Comment *