نفت الروائية والقاصة سلوى بكر معرفتها بما نشرته بعض الصحف والمواقع عن قيام السينارسيت بشير الديك بتحويل رواية "البشموري" والتي تتناول الثورة البشمورية ضد الحكم العباسي إلى عمل درامي، قائلة: لأول مرة أسمع هذا الكلام، وهو أمر يسعدني، وشيء طيب، فالأستاذ بشير سيناريست مرموق وله مكانته. وأضافت بكر، في تصريحات خاصة "للبديل"، أن الثورة البشمورية ثورة مصرية بامتياز، نادت بمطالب اجتماعية واقتصادية، ومن قام بها الفلاحون المصريون، وأغلبهم كانوا من الأقباط، نظرًا لأن مصر ظلت حتى الدولة الفاطمية دولة قبطية يحكمها عرب مسلمون، و"البشموري" تقدم بانوراما ثقافية حضارية، وكيف كانت بوتقة لثقافات مختلفة. مؤكدة أن الرواية لا تتعلق بالحدث الثوري فقط، والذي استمر 200 سنة، وإنما تتعلق بهوية مصر والتي تكونت في هذه الفترة. والنص يمكن تصنيفه كرواية معرفة تعيد النظر في المعرفة المستقرة لدينا، وتعيد مساءلة التاريخ والتأريخ. وأشارت بكر إلى السبب الرئيس لثورة البشمور هو عدم معرفة العرب بطبيعة النظم الزراعية المعمول بها في مصر. مما أدى غلى زيادة الضريبة الزراعية "الخراج" فثار المصريون وتحولت الحركة إلى ثورة شعبية عارمة، انضم إليها العرب المسلمون، وأخافت الخليفة المأمون الذي جاء إلى مصر لاخمادها. وهي ثورة سكت عنها المؤرخون العرب المسلمون، والمؤرخون المسيحيون باستنثاء ساويرس ابن المقفع. وبالنسبة إلى إعاقة تنفيذ الفكرة دراميًا بخاصة وأنها تتناول الثورة ضد الخلفاء والحكم المستغل لقوت الناس، قالت بكر: مثل هذا النوع من الأعمال الدرامية يحتاج إلى حرية، واتساع أفق والتعامل مع التاريخ دون مرجعيات دينية أو أيديولوجية، وهو ما لا يتوفر في مصر حاليًا. من جانبه أكد الكاتب والسيناريست بشير الديك أن بصدد كتابة مشروع درامي مأخوذ عن رواية "البشمورى" والتى تتناول الفلاح المصرى القديم. مشيرًا إلى أن الرواية فتحت شهيته للكتابة، ولا تزال الفكرة قيد التجهيز، والبلورة، مؤكدًا أنه لم يتواصل مع المؤلفة أو أي شركة انتاج، مؤجلاً ذلك لحين الانتهاء من صياغة الفكرة. وأشار الديك إلى أن العمل سيتطلب انتاجًا ضخمًا ومخرجًا ذكيًا، نظرًا لحساسية الموضوع. وفيما يخص المعوقات التي يمكن أن يلاقيها العمل، أوضح صاحب سيناريو فيلم "ضد الحكومة" أن الفن الجيد لا يستطيع أحد أن يقف في طريقه أحد، فلابد أن يكون لدينا القدرة على عمل متميز، وقال: كنت أشاهد مسلسل عمر، ففريق المسلسل لا يقدم عملاً فنيًا بل يتعبد، بقيادة الدكتور وليد سيف، وحاتم علي. وبالمصادفة لقد شاهدت في قناة "مصر 25" قناة الإخوان، يشيدون بعاطف الطيب، وبفيلم سواق الأتوبيس، فالمحك هو أن نقدم فنًا راقيًا. يذكر أن الفنان والمخرج الأمريكي ميل جيبسون، قد أعلنه في فبراير الماضي عن البدء التجهيز لبدء تصوير فيلم تحت عنوان "مأساة شعب" والذي يحكي فيه تاريخ ثورة الأقباط المعروفين بالبشموريين وكانت أنباء قد أعلنت عن بدء جيبسون في جمع فريق العمل وإعداد استديوهات التصوير، لتصوير الفيلم. وكان جيبسون قد أعلن في لقاءات صحفية منذ ما يقرب من سنة ونصف أنه: "معجب بشدة بهذه القصة المأسوية"، مضيفاً أنه قرر أن ينتج ويخرج ويمثل هذا الفيلم، وأنه متعاطف جدًا مع الأقباط ومعاناتهم. Comment *