تواصل المعارك بين القوات النظامية السورية والمجموعات المقاتلة المعارضة من اجل السيطرة على مدينة حلب شمال سوريا السبت، بينما تجري وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون محادثات في تركيا المجاورة حول الوضع السوري. وفي حلب، تستمر الاشتباكات العنيفة في حي صلاح الدين، حيث ذكر مقاتلون وناشطون معارضون ان الجيش السوري الحر استعاد "مواقع استراتيجية" في الحي الذي اعلن الانسحاب منه قبل يومين. وقال قائد العمليات الميدانية في لواء التوحيد التابع للجيش الحر عبد القادر الصالح في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس صباح اليوم ان "الجيش الحر تمكن من استعادة مواقع استراتيجية في حي صلاح الدين"، من دون ان يحدد هذه المواقع. وأضاف "هناك معارك ضارية لم تتوقف لحظة منذ 24 ساعة مع جيش النظام"، مشيرا في الوقت نفسه الى "قصف على كل احياء حلب بالطيران". ويشارك لواء التوحيد في العمليات العسكرية في مدينة حلب على نطاق واسع. وكان النقيب حسام ابو محمد، قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش السوري الحر، قال امس لفرانس برس من صلاح الدين ان "ما يجري في الحي هو حرب شوارع حقيقية". وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان حي السكري في جنوبالمدينة القريب من صلاح الدين يتعرض "لقصف عنيف من القوات النظامية التي يعتقد انها تتحضر لتنفذ عملية عسكرية واسعة في الحي الذي يعتبر اهم معاقل الكتائب الثائرة في مدينة حلب". واشار الى سقوط قذائف على على حي سيف الدولة المتاخم لصلاح الدين من جهة الشرق. وبحسب الاممالمتحدة، فان مئتي الف شخص غادروا مدينة حلب جراء المواجهات التي اندلعت فيها في 20 يوليو، بينما نزح مليون ونصف مليون سوري داخل البلاد. وقتل 21 شخصا هم 19 مدنيا ومقاتلان معارضان في مدينة حلب الجمعة، بينما لم يعرف عدد جنود النظام الذين قتلوا في المدينة بالتحديد. أما في دمشق، فقد أفاد ناشطون عن "اشتباكات عنيفة" وقعت في حي التضامن، واطلاق نار في حي جوبر، بعد قصف ليلي على احياء القدم ونهر عيشة والحجر الاسود، ترافق مع "اشتباكات عنيفة على طريق اتوستراد دمشق درعا الدولي". وافاد المرصد من جهته عن "اصوات اطلاق نار وانفجارات في حي القابون" صباحا. واعلنت قوات النظام في الرابع من أغسطس استعادة السيطرة على مدينة دمشق بعد اشتباكات ضارية مع المقاتلين المعارضين. الا ان مواجهات محدودة لا تزال تسجل بين الوقت والآخر في بعض الاحياء، لا سيما الجنوبية منها المتاخمة لريف دمشق حيث تستمر العمليات العسكرية على نطاق واسع حاصدة مزيدا من القتلى والدمار. وقتل احد عشر شخصا في اعمال عنف السبت في مناطق مختلفة من البلاد. ولم يعرف مصير الصحافيين الثلاثة العاملين في قناة "الاخبارية السورية" التلفزيونية الرسمية الذين اعلن التلفزيون ان مجموعة مسلحة احتجزتهم امس في ريف دمشق. وحملت "الاخبارية" في شريط اخباري موجود على شاشتها منذ هذا الصباح "المجموعات المسلحة والدول الداعمة لها المسؤولية الكاملة عن سلامة فريقها". ويأتي ذلك غداة يوم دام قتل خلاله 187 شخصا، بحسب المرصد، هم 111 مدنيا و52 عنصرا من قوات النظام و24 مقاتلا معارضا. دبلوماسيا، اعلن مندوب فرنسا لدى الاممالمتحدة جيرار ارو الجمعة ان الموفد الخاص الى سوريا الذي سيخلف كوفي انان سيعين مطلع الاسبوع المقبل. في نفس السياق في تركيا، تجري هيلاري كلينتون السبت محادثات حول النزاع في سوريا والتحضير لمرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الاسد. وستلتقي كلينتون اعضاء في المعارضة السورية في اسطنبول ولاجئين سوريين. Comment *