يا ضحكة مينا لا تغيبي ,بهذه الكلمات شيعه العشرات من أهله و أصدقاء كفاحه لتظل ابتسامته هي أول ما يخطر ببالهم وبال الكثيرين ممن لا يعرفونه عندما يذكر اسمه"مينا دانيال" مينا الشاب العشريني كاد يتم عامه ال 21 غدا لولا انه تلقي طلق ناري علي يد ضباط من الجيش في التاسع من أكتوبر عام 2011 في ما عرف بأحداث ماسبيرو و التي تظاهر خلالها مطالبا بحقه في المواطنة مثله مثل بقية أبناء بلده الذين صنعوا الثورة معه لكن البعض قرر أن يسرق جزء من مواطنته لمجرد أنه يؤمن بالله بطريقة مختلفة .. ليخرج التقرير الطبي من المستشفي القبطي معلنا وفاته في السابعة مساء نفس اليوم جراء إصابة حديثه من مقذوف في اعلي مقدمه الصدر خرج من أسفل الظهر أدي إلي تهتك بالأحشاء ونزيف أدي لهبوط حاد في الدورة الدموية والقلب الغائب الحاضر كما أطلقوا عليه لم يتذكره أصدقائه بطابع الشهداء الذي ضمه مع الشيخ عماد عفت لأنه بحسب ما قالوا تكفي ابتسامته التي ملئت الدنيا نور في أحلك الأزمات لتذكرهم به هو طالب الفرقة الثالثة بأكاديمية المقطم والذي أظهر اهتماما بالعمل العام بحسب ما قالت أخته الكبرى ماري دانيال في مطلع عام 2010 ليحسب توجهه السياسي علي اليسار بحضوره بعض اجتماعات "تيار التجديد الاشتراكي" و انضمامه لحركة "شباب من أجل العدالة و الحرية "فيما بعد كان ينادي دائما بالعدالة الاجتماعية ,رفع شعار "الفقراء أولا" ليكن أخر ما يكتبه علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "الفقراء بين أرجل الليبراليين والإسلاميين يا قلبي لا تحزن" هو وكما تحدث عنه رفيق دربه "بيشوي التمري" دائما ما تردد علي لسانه "دعني أتنفس الحرية " كان أول من هتف بسقوط جمال مبارك في الكاتدرائية بالعباسية في إبريل 2010 ليكرر الأمر بعد ذلك بهتافات مدوية داخل الكنيسة منددا بأحداث القديسين مطلع عام 2011 الوجه المبتسم الذي ارتسم علي جسد ضئيل شارك في العديد من الوقفات و المليونيات ليظهر بشكل دائم خلال ال 18 يوم في إعتصام التحرير مطالبا بإسقاط النظام ويغني محمد ومينا" ليه الثورة جميلة و حلوه وانت معايا" مينا القاطن بمنزل يقع في عزبة النخل ينتمي لأسرة ذات أصول صعيدية لم تسع غرفته الصغيرة أحلامه الكبيرة فكان حالما بغد و مستقبل أفضل وهو ما أكده في برنامج الحقيقة مع الإعلامي وائل الإبراشي عقب أيام قليلة من اندلاع ثورة 25 يناير عندما قال "إحنا نزلنا يوم 25 يناير عشان نشوف حل للبطالة المكتسحة في البلد، عايزين نشوف حل للتعليم اللي مش تعليم ده بقى فساد واستغلال للطلبة ولأهالي الطلبة، وأنا شايف إن فيه فساد سياسي في البلد، ما فيش عدالة وما فيش مساواة بين المواطنين، انزل المناطق الشعبية وشوف الناس عايشة فيها إزاى" لم تشفع له وفاته من أن يصبح المتهم الأول في قضية أحداث ماسبيرو و التي مات فيها ويدرج أيضا بعد ذلك في كشوف الناخبين في انتخابات الرئاسة التي جاءت بالدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر والذي لم يقدم جديد فيما يخص ملف الشهداء تحديدا بحسب ما أكدت "ماري" لم تملك شقيقته الكبرى أكثر من أن تعده في تاريخ مولده بان تأخذ حقه .. كما لم يملك بيشوي إلا أن يقول له "لو في سبب اقعد عشانه في مصر هيكون إني اخد حقك و أحقق حلمك يا مينا".. ولم يملك الكثير من أصدقائه إلا أن يقدموا له التهاني بعيد ميلاد لن يكون هو حاضر فيه لتمتزج صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ما بين ذكري وفاته و مواقفه مع أصدقائه و بين أمنيات بأن يرقد في سلام . Comment *