نشرت صحيفة جلوبال بوست تقريرا بعنوان " الاخوان يعودون الى الدور الدفاعى " تشير فيه الى انه بعد ثمانية عقود من بناء شبكات سياسية شعبية ، ومعاناة من الاضطهاد وحتى الإعدام وأخيرا بعد أن صعدوا لقيادة البرلمان وأصبح حلم جماعة الاخوان المسلمين في مصر لحكم البلاد على وشك التحقق , في الأسبوع الماضي ، اخذت جماعة الاخوان المسلمين ضربة تلو الاخرى . حيث قام حكام مصر العسكريين بحل البرلمان الذى يهيمن عليه الاخوان المسلمين ، وتجريد منصب الرئاسة -- والتي تقول الجماعة أن مرشحها هو الفائز به -- من أي صلاحيات ذات معنى . كما انها تواجه قضية تهدد بحل الجماعة . كما تم تأجيل قضية أخرى تطعن في شرعية الحزب السياسي للجماعة ، حزب الحرية والعدالة , وهى الامور التى وضعت التنظيم الاسلامي مرة اخرى في موقف دفاعي ، وهو الدور الذي هو مألوف بالنسبة له . ونقلت الصحيفة عن أحمد النحاس ، وهو عضو قيادي في جماعة الإخوان بالإسكندرية , قوله " نحن لم ندرك أن نقل السلطة من الجيش إلى حكومة مدنية ستكون محفوفة بمثل هذه الصعوبات " ، وأضاف " نحن لم نكن نتوقع هذا على الإطلاق " . نزل آلاف من أنصار مرشح الإخوان للرئاسة ، محمد مرسي , جنبا إلى جنب مع نواب الإخوان ، في ميدان التحرير في القاهرة للاحتجاج على ما يسميه كثيرون بأنه انقلاب عسكري . وقال الشيخ محمد باري (65 عاما ) ، وهو مدرس تربية دينية ومؤيد الإخوان ، متحدثا عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة , أن " كل ما حدث هو كذب و خداع أرتكبه المجلس العسكرى " . وتذكر الصحيفة ان الجيش كان قد قوبل بالترحيب بعد ان تعهد الجنرالات بعدم اطلاق النار على المتظاهرين وتوليه السلطة عقب الاطاحة بمبارك ولكن تراجع هذا الترحيب بعد الشكوك المتزايدة الآن أن المجلس العسكرى يريد التمسك بالسلطة كديكتاتورية عسكرية مكتملة . فبعد الاعلان الدستورى المكمل ليلة الأحد الذى اصدره المجلس العسكرى ، أصبح مجموعة الجنرالات ال 19 لديهم الآن السلطة التشريعية و التنفيذية والدستورية بشكل كامل . قال محمد سمير (34 عاما) ، وهو أيضا مدرس ومؤيد للاخوان , أن " الشيء الوحيد الذي أكتسبناه من هذه الثورة كان مجلس النواب ، والآن قد تم اخذه مرة اخرى " , واضاف " الان ، المجلس العسكرى أخذ من الرئيس جميع حقوقه . لكن الرئيس هو صوت الشعب , وبذلك فان المجلس العسكرى قد كتم صوت الشعب " . وتشير جلوبال بوست الى أن الاخوان يبدو الآن أنهم مستعدين لمواجهة مباشرة مع الجيش . وهى المعركة التى أتخذت الحركة الاسلامية خطوات حذرة لتجنبها منذ خروج الرئيس مبارك ، وخصوصا عندما تصاعدت احتجاجات الشوارع الغاضبة الى اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن . ولكن الان الحركة الاسلامية قد تضطر لتغيير التكتيكات ، وذلك باستخدام شبكة واسعة من المؤيدين في جميع أنحاء البلاد . قال حمدي محمد إسماعيل ، زعيم حزب الحرية والعدالة في محافظة الاسماعيلية التى هى مهد جماعة الإخوان , " نحن ، جنبا إلى جنب مع جميع القوى السياسية ، نواجه صراعا من أجل البقاء على قيد الحياة ، ولأتخاذ مكاننا الصحيح في الساحة السياسية " . وأضاف " نحن نعتزم جمع كل القوى السياسية والضغط على المجلس العسكرى " ، وأضاف " نحن نعتزم ايضا رفع دعاوى قضائية ، من بين مبادرات اخرى . حيث ان التحركات الأخيرة للمجلس العسكرى قضت علينا من الناحية السياسية . " لكن يقول محللون انه ربما الاكثر خطورة من مسألة ربما وجود جهودا متضافرة من قبل الدولة التي يديرها الجيش لتهميش جماعة الإخوان هو حماس الجماعة للمشاركة في ما يسميه كثيرون عملية سياسية مليئة بالخروقات . حيث انه كما كان الحال مع البرلمان المنحل الذى كان يهيمن عليه الاسلاميين والذى لا يحظى بشعبية ، فمن المتوقع أن رئاسة جماعة الإخوان سوف تواجه ايضا عقبات خطيرة فى الحكم بشكل فعال – والتي قد تتسبب في أن جماعة الاخوان المسلمين تفقد مزيد من شعبيتها ونفوذها السياسي . قال هاني صبرا ، محلل شؤون الشرق الأوسط في مجموعة أوراسيا ومقرها نيويورك , أنه فى حين أن القيادة العسكرية سيكون لها حق الأعتراض من وراء الكواليس ، فان مرسي سيكون في المقدمة يقاتل مع الأحزاب السياسية الأخرى حول حصتهم في الحكومة ويناضل فى مواجهة الازمات والمشاكل الاقتصادية الواسعة وأسعار المواد الغذائية وقضايا من هذا القبيل . Comment *