أعلنت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) الأربعاء أن توقعات الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي في العام 2012 "جيدة عموما" لكنها حذرت من أن بعض المناطق مثل الشرق الاوسط والساحل جنوب الصحراء الكبرى ستعاني من تبعات "النزاعات المسلحة وحركات نزوح السكان". وذكر المدير العام للفاو خوسيه جراتسيانو دا سيلفا في شكل خاص حالة اليمن وسوريا لافتا إلى أن وضعهما "يذكر بالرابط الوثيق بين الأمن الغذائي والسلام". وقال "هنا النزاعات الداخلية هي التي تتسبب بانعدام الأمن الغذائي، لكن العكس صحيح أيضا". وبوجه عام تتوقع النشرة الفصلية الأخيرة لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "زيادة قياسية بنسبة 3,2% لإنتاج الحبوب العالمي في 2012" بحسب بيان للوكالة الأممية التي تتخذ مقرا لها في روما. وأضافت الفاو "أن التوقعات الجيدة للعرض أدت إلى مرونة في أسعار القمح والحبوب الثانوية في مايو" الماضي. وبالرغم من التوجهات الإيجابية "فإن بلدان الساحل ما زالت تصطدم بمشكلات خطيرة تتعلق بالأمن الغذائي بسبب أسعار السلع المرتفعة على المستوى المحلي والنزاعات الأهلية". وأحصى التقرير 35 بلدا تحتاج لمساعدة غذائية خصوصا أفغانستان والعراق وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وهايتي ومالي. وما زالت أفريقيا الغربية ضحية "انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بصورة متزايدة في بلدان عدة" بحسب الفاو. ولفتت الفاو إلى أن تصاعد النزاعات في مالي التي تسببت بحركات نزوح للسكان إلى البلدان المجاورة، وانتشار الجراد المتوجه إلى الجنوب آتيا من أفريقيا الشمالية تشكل مخاطر إضافية على الإنتاج الزراعي في 2012 في منطقة الساحل وخصوصا النيجر ومالي وتشاد. وفي الشرق الأوسط فإن تدهور وضع الأمن الغذائي الناجم عن الاضطرابات الداخلية يثير مخاوف كبيرة في سوريا واليمن. ويقدر عدد الأشخاص المحتاجين لمساعدة غذائية في سوريا بحوالى المليون وذلك بسبب وقع الاضطرابات على الأسر وشبكات توزيع المواد الغذائية في مختلف الأسواق. وفي اليمن يعاني حوالى خمسة ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون لمساعدة غذائية عاجلة نظرا لمستويات الفقر والنزاعات المستمرة والأسعار المرتفعة للمواد الغذائية والمحروقات. وفي آسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية يتوقع تقرير الفاو زيادة قياسية أو ارتفاعا للمحاصيل.أما المخزونات العالمية للحبوب للمواسم التي تنتهي في 2013 فيتوقع أن تبلغ 548 مليون طن، أي بارتفاع 7%، وهي أعلى نسبة منذ 2002. Comment *