كتب الزميل عمر سعيد منذ ثلاثة أيام مقالاً بعنوان "أنا اليساري المغفل الذي يدعم أبو الفتوح"، استنكر فيه الهجوم على المرشح الرئاسي عبد المنعم أبو الفتوح ممن هم لهم خلفيات ليبرالية ويسارية، مشيرا إلى دهشته من تمركزهم في معسكر المرشح حمدي صباحي. وقبل أن أرُد على زميلي عمر سعيد، أود ان أوضح أنه فيما حدد الكثير لمن سيذهب صوته في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي أشك في أن تأتي بمن يريده الشعب، خاصة في وجود المادة 28 من الإعلان الدستوري التي تحصن قرارات اللجنة العليا من الطعن عليها، لم أحدد بعد ككثير من "البرادعاوية" من سنختار في تلك الانتخابات، ولكن جميعا نتفق إن أصواتنا لن تذهب إلا لواحد من اثنين.. حمدين صباحي أو عبد المنعم أبو الفتوح. في البداية قال الزميل عمر سعيد إننا نرى أبو الفتوح "مرشحا إسلاميا"، مضيفا إننا لم نوضح هل يؤمن بدولة طالبان أم يطالب بفرض جزية على الأقباط، مستطردا أنه وجد بالصدفة حوارا لأبو الفتوح منذ سبع سنوات، عبر فيه الرجل عن أفكاره الإسلامية كما يراها، والتي بحسب ما قاله المرشح وما نقله الزميل لا غبار عليها.. ولكن من قال منا أن الخلفية الإسلامية تهمة ؟، ومن قال منا أن أبو الفتوح يؤمن بدولة طالبان ؟.. الإجابة : لم يقل أحد منا ذلك. وبالنسبة لأفكاره التي عبر عنها في الحوار الذي أشرت إليه، أؤكد لك إننا نعلم أنه يؤمن بتلك الأفكار مثله مثل بقية أفراد جماعته التي انفصل عنها من أجل الترشح للرئاسة فقط.. أي نعم الإخوان جميعا ليست قضيتهم اللحية والجلباب القصير.. جميعا والله يدرك هي قضية من، لكنه أكد قبل يومين أنه مصمم على تطبيق أحكام الشريعة في محاولة في أحسن الافتراضات لكسب أصوات من يحملون هذه القضية. نأتي زميلي عمر لإندهاشك من تمركز المهاجمين في وجهة نظرك ل أبو الفتوح في معسكر المرشح حمدين صباحي و"كأنه ممثلاً لمدنية الدولة" بحسب قولك، وتشديدك أننا لا نستطيع أن نغض البصر عن كونه ناصريا.. نعم هو ناصري ولكن ليس له خلفية عسكرية، ولا يؤمن كما تحاول إيهامنا بدولة من أسميته مؤسس النظام العسكري، ولكن يؤمن بأفكار طرحها شخص بغض النظر عن خلفيته.. أفكار إلى الآن يعشق ملايين المصريين عبد الناصر من أجل تبنيه لها، وأذكرك يا زميلي ان صباحي عارض السادات العسكر، ومبارك العسكر، ويعارض الآن مجلس العسكر الذي يريد الالتفاف على ثورتنا لإقامة دولة عسكر. أما عن قولك أن صباحي قدم دعاية حين كان رئيسا لتحرير جريدة الكرامة للديكتاتور معمر القذافي، وأنه قام بتجليل شخص صدام حسين بعد حربه على الكويت وإيران، أقول لك بالنسبة للاولى قدم لنا ما يثبت أنه دافع عن المخبول الليبي وقت أن كان يقتل شعبه أو أنه قال أن القذافي ليس ديكتاتورا، واثبت لي أنه لم يؤيد الثورة الليبية وأنا ألعنه لك صباحا ومساءا، وأعطي صوتي ل أبو الفتوح على الفور.. والفت نظرك إنني وجدت تسجيل قديم لصباحي مثلما وجدت أنت ل أبو الفتوح أكد فيه أن 22 ديكتاتور عربي - بدون استثناء - يحكموننا، جميعهم خانعين للغرب، انتقد خلاله حكام العرب كلهم. أما بالنسبة للثانية – موقفه من صدام - أؤكد لك إن موقف حمدين صباحي الرافض للحصار المفروض على العراق كموقف ملايين من الشعب المصري آنذاك، وأن ذهابه للعراق وكلمته للرئيس العراقي صدام حسين التي تحدث فيها عن علاقة الشعبين، جعلت الأخير يفرج عن المعتقلين المصريين في سجونه الذين قال المخلوع مبارك : "همه إيه اللى وداهم هناك"، ولم يتدخل لحل مشكلتهم.. وأنه خلال اللقاء لم يطلب كرم صدام و لم يهين الدولة المصرية كما فعل آخرون ورغم ذلك عاد ومعه المعتقلين المصريين فشكرا حمدين صباحي. وبالنسبة لأسباب دعمك ل أبو الفتوح، أقول لك أن الإسلام السياسي في مصر الذي ينتمي له أبو الفتوح على مدار العقود الماضية يتبنى منهج "خد سمكة"، وليس "تعليم مهارة الصيد"، وهو ما أرفضه تماما، واؤكد لك أن أكثر من يشعر بالفقراء، والقادر على تبني مشروع ينحاز لهم هو ابن اليسار وليس ابن الإخوان، ولا أقصد بذلك أن غيره لن ينحاز للفقراء، وإنما أقول أنه الأكثر انحيازا لهم. على جانب آخر هالني ما كتبه الزميل بلال فضل مساء أمس عبر حسابه على تويتر وهجومه على حمدين صباحي، واربأ به وهو من الكتاب الذين اعشق قراءة مقالاتهم، وأطالبه بالاعتذار ل حمدين صباحي لأنه قال بالنص ( لو حد جاب لي مقال ل حمدين بيهاجم فيه معمر القذافي أو صدام حسين بإعتذار رسمي في نفس المكان ل حمدين.. ولا هي الثورة حلوة على مبارك بس).. وأنا أقدم له صورة لتغريدة مرفقة مع المقال لصباحي عقب اندلاع الثورة اليبية بثلاث أيام قال فيها : (شعبنا العربي في ليبيا وأبنائنا المصريين والعرب بحاجة لكل سبل المدد والإغاثة شعبيا ورسميا في مواجهة مذبحة القذافي.. ثورة عربية حتى النصر) . عزيزي قاري المقال، وزميلي عمر سعيد.. أنا بردعاوي ولا أصدق أن أبو الفتوح مرشح سري للإخوان كما يردد البعض، كما إنني لم أحدد بعد من سأختار، ومقالي لا يعني دعمي ل حمدين واستبعاد دعمي ل أبو الفتوح، ولكن هو دفاع عن شخص كان جنبا إلى جنب مع النشطاء قبل 25 يناير، يهتف معهم ويساندهم، وفي كل تظاهرة منددة بنظام مبارك كان معهم، في الوقت الذي كان يهتم آخرون بقضايا آخرى...... ورغم ذلك قد أدعم صباحي.. وقد أدعم أبو الفتوح. آخيرا.. اود أن أبعث برسالة إلى كل البرادعاوية وهي عبارة عن جزء من بيان انسحاب الدكتور محمد البرادعي من سباق الرئاسة : إن الثورة تعبر عن ضمير الأمة الذي انتفض، وليست مرتبطة بشخص، وفي حين أن كل الأشخاص إلى زوال، فإن الثورة ستستمر مادام ضمير الأمة حياً.. لقد قلتها منذ عامين وأكررها الآن: إن الذى سيعيد بناء هذه الأمة هم شبابها، الذين لم يلوث ضميرهم فساد النظام وأساليبه القمعية.. هؤلاء الشباب هم الحلم وهم الأمل، ولذلك سأستمر في العمل معهم خلال الفترة القادمة، وسط جماهير شعبنا، لتمكينهم من المشاركة الفعالة في العمل السياسي، كي يتولوا زمام أمور مصر ومقدراتها في المستقبل القريب، ويحققوا أهداف الأمة كلها: الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.. إنى على ثقة من أن شباب مصر، ومعهم كل من يؤمن بهم وبأهدافهم، سوف ينجحون، بفكرهم الجديد المجدد، وسوف يقودون هذه الأمة نحو مستقبل أفضل، وسيكون ذلك خير تكريم لمئات الشهداء وآلاف المصابين الذين قدموا أنفسهم فداءً لمصر وشعبها. عاشت مصر بشعبها حرة أبية. http://www.youtube.com/watch?v=-hVMMhMR5fw&fb_source=message Comment *