دي أول مرة اكتب فيها من حوالي 3 شهور أو اكتر . و ده بسبب إني كنت ب أحاول افهم إيه اللي بيجرا في مصر وبرضه ما فهمتش إلا إن إحنا عايشين في اشتغالة كبيرة و الكل ماشي وراها اللي هي انتخابات الرئاسة و سايبين القضية الأهم اللي هي وجود العسكر على رأس الدولة. لما بدأت أدون زمان كنت عارف المخاطر اللي هاقع و وقعت فيها بعد كدة من كل شكل و لون و ماكنشي هاممني أنا أو اللي كانوا معايا لأن الموضوع ماكنشي بيخلص بدم و شهدا. و كل ما كنا بننضرب أو نعتقل أو نتسحل كان حب مصر جوانا بيكبر أكتر و نتمنى اليوم اللي نقدر نغير فيه كل ده. عمرنا ما زهقنا ولا اقرفنا و كنا بنجري في كل حتة ورا كل القضايا. كان مرواحنا للمحكمة أو النيابة في فترة من الفترات هي خروجتنا اللي بنقضي فيها وقت ظريف مع بعض. بس بعد الثورة الوضع أتغير. صحيح حبنا لمصر و للناس كتر بس كان فيه نقطة جديدة علينا. بدأنا نخسر أرواح ناس و ناس بتموت طول الوقت و مع ان فيه أسباب واضحة قدامنا للظروف اللي استشهدوا فيها ولكن من وجهة نظري مافيش أي سبب يبرر إزهاق روح إنسان. الموضوع ده بالنسبة لي منتهي. ما حدش بأيده أنه ينهي حياة بني أدم لأي سبب ممكن أي شخص يتخيله. بعد أحداث ماسبيرو أتخضيت من اللي حصل فيها و خصوصا أن مشاهد المدرعات اللي كانت بتمشي فوق الناس كانت مفاجأة جدا و بتوجع. ثم حدثت مصيبة بورسعيد و كانت صدمة كبيرة أني أشوف ناس بينتقم منها عشان دافعت عن أرواح ناس تانين قدام قتلة في يوم من الأيام. ثم أخيرا ما حدث في العباسية اللي كانت بالنسبة لي القشة اللي قطمت ضهري. أنا هنا مش هاناقش أسباب الاعتصام اللي أنا حتى الآن مش عارفها و لكني مؤمن بشيء واحد فقط و هو حرية أي شخص في الاعتصام السلمي لأي سبب من الأسباب حتى لو كان مجنون. مادام واقف مابيضرش حد ماحدش ليه الحق يفض اعتصامه بالقوة. و اللي حصل في العباسية غريب و عجيب. كان زمان لما يجي يفضوا اعتصام كانوا يبعتوا أمن مركزي و من وراه ييجوا زاقيين البلطجية اللي كان أغلبهم عساكر في الخدمة لابسين مدني و الباقيين مسجلين خطر صنعتهم الأجهزة الأمنية بيردوا الجميل للباشا في القسم على حبة مأجورين من المستفيدين بالوضع. أما المرة دي اختفت الشرطة تماما عن الموقعة. بعتوا بلطجيتهم اللي منهم عساكر وأعضاء حزب وطني و قامت القوات المسلحة بنقلهم بالأتوبيسات والعمل على إطعامهم بشنط أكل من دار المدرعات و كل ده صوره مالية النت. ويبدو أنهم أتعلموا من فضيحة أفلام عسكر كاذبون أنهم ما يحطوش أي عسكري بلبس الخدمة وسط الضرب عشان مفيش فيديوهات تتمسك عليهم. والاهم من ده إن التحذيرات من هجمة النهاردة كانت مالية تويتر و فيسبوك طول اليوم. بس أنت المشكلة انك بطالب الداخلية و المجلس العسكري اللي هم أصلا باعتين البلطجية بالحماية. برضه ده كله مش مهم. المهم اني ما بقتشي قادر استحمل أن ناس تموت عشان اي حاجة او اي سبب.و مش هاكدب وأقول إني مقدر شعور أهالي الشهداء أو أصحابهم على خسارتهم لأني ماعرفشي هما بيحسوا بأيه لأني مامتليش حد أعرفه عن قرب لحد دلوقتي. أكتر حاجة حصلت لحد أعرفه شخصيا هو فقد مالك مصطفى و احمد عبد الفتاح لأحد أعينهم و أخويا انضرب مطاطي 4 مرات و سلمى سعيد بالخرطوش. لحد دلوقتي ماحستشي معنى خسارة حد قريب مني و مش عايز أعرفه. بس الليلة وانا قاعد بقرا تويتات علاء عبد الفتاح اللي هو حد أعرفه كويس و عاشرته جه على بالي هو ايه ها يحصل لو علاء استشهد وهو مرمي دايما في اول صف في اي حاجة. ه اعمل ايه؟ طب لما اشوف منال مراته هاقلها ايه؟ خالد ابنه هايعمل ايه؟ و لما اشوف منى اخته بتعيط هاتصرف ازاي؟ واقعدت الاسئلة تدور في بالي اكتر واكتر لما وصلت اني قلت أنا كرهت مصر و مش عايز يبقى ليا بيها علاقة تاني. اللي عايز أقوله أن مابقاش حد فينا عايز يخسر أكتر من كده لأننا مش قد الخسارة. الدم أه الناس بتقول عليه أنه رخيص في مصر بس هو مش رخيص ابدا. على الاقل عند أهل و أصحاب اللي مات علشان ابن .... يقعد على الكرسي. ماعنديش حل للي بيحصل بس مش قادر أشوف أو أسمع منظر و شكل الدم و الأسماء اللي بقت أرقام بتتحط في لسته عشان الدولة تعوض أهاليهم و يتعملهم عيد و نترحم عليهم و كمان شوية يتعملهم تماثيل. الناس دي كانت عايزة تعيش حياتها من غير كل ده بس في ناس مارضيتلهاش بكدة. الناس دي من وجهة نظري لو المفروض حد يموت يبقى هم, مش حد تاني. انا خايف فعلا اني اكره مصر بجد لأن الدم عندي أغلى من أي حاجة في الدنيا... كفاية دم. أسف يا علاء على الصورة اللي حكيتها. كل اللي كتبته رأي شخصي مش هو الصح او هو الغلط. Comment *