* هناك إعلاميون أحرار وليس “إعلام حر”.. والصحف القومية تعامل “العسكري” بطريقة مبارك كتبت – سارة جمال: اعتبر تقرير رصد التغطية الإعلامية الصادر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن “موقع البديل وبرنامج بلدنا بالمصري هما الأكثر انتقادا للسلطة ممثلة في المجلس العسكري، فيما كانت صحيفة الأخبار هي الأكثر تأييدا للعسكري، سواء في طريقة نقل الأخبار أو مساحتها والرؤى المؤيدة، وفي اختيار مقالات الرأي التي تتخذ في معظمها موقفا مساندا وداعما للمجلس”. وقال التقرير أن تعامل الإعلام مع السلطة السياسية استمر كما كان قبل ثورة 25يناير، “بعد تولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة البلاد حتى تسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة، جاءت معالجة الإعلام المملوك للدولة، للأخبار والقضايا التي تتحدث عن المجلس متشابهة مع الطريقة التي كان يتم التعامل بها مع الرئيس المخلوع حسني مبارك، بينما اتخذت وسائل الإعلام الخاصة مواقفا من السلطة الحالية مشابهة لتلك التي اتخذتها من السلطة السابقة، حيث حرصت على إثارة التساؤلات والانتقادات جنبا إلى جنب مع تأييد المواقف والقرارات التي يراها أغلب المصريين صائبة”. وأكد رصد الشبكة للتغطية الإعلامية أن “الساحة الإعلامية في مصر بها إعلاميون أحرار، وليس إعلاما حرا. فهناك أفراد يعملون في إطار تقيدي للإعلام، يستخدم ضدهم نفس قوانين وسياسات المخلوع في التعامل مع المؤسسات الإعلامية”. وأضاف التقرير أن ” الإعلاميون والصحفيون كانوا يتوقعون تغييرات جذرية في المناخ الذي يعملون فيه إلا ان المفاجأة كانت استمرار نفس النمط القديم.وبقراءة ما حدث يتضح أن الثورة جاءت لتؤكد على ثنائية طالما حكمت الصحافة والإعلام المصري قبل الثورة تتمثل في أننا أمام حرية منقوصة يقود محاولة زيادة مساحتها إعلاميون وصحفيون أحرار في مناخ وصحافة وإعلام غير حر”. ورصد التقرير أن أبرز الموضوعات التي اهتم الإعلام بمناقشتها في إطار تغطيته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة مناقشة السياسات وآليات الحكم، “والتي دار حولها لغطا كبيرا مع القرارات المتخبطة والمتناقضة للمجلس والتوجه نحو مزيد من القمع في خطوات تذكر بنظام المخلوع بل وتذهب إلى أسوأ وأكثر تقييدا للحريات مما كان يفعل مبارك” بحسب التقرير. وقال التقرير أن الإعلام – خاصة المملوك للدولة- استمر في “التعامل بحساسية كبيرة مع ملف القضاء، وكان يميل في أغلب الأوقات لعدم عرض الآراء التي تتناول بالنقد مؤسسة القضاء، وهو ما توافق مع التوجه الرسمي للمجلس العسكري الذي حذر مرارا وتكرارا من الحديث عن انتقاد القضاء المصري أو المطالبة بتطهيره”. وأشار التقرير إلى أن “وسائل الإعلام لم تقدم الكثير من المعلومات الدقيقة حول القضايا الأكثر أهمية المتعلقة على سبيل المثال بتطهير القضاء من الفساد في هذا القطاع الهام والمؤثر في بناء الجمهورية الثانية ودولة العدل والقانون التي طالبت بها الثورة المصرية. واقتصرت التغطيات على مقتطفات متناثرة من تصريحات هنا وهناك دون عمل صحفي يعمل بعمق على ملف القضاء المصري”. وعلق التقرير على التغطية الإعلامية حول القضاء ” كان النصيب الأكبر من التغطية يقدم للجمهور والقراء في صورة أخبار وتقارير إخبارية، بينما لم يتم بوضوح فتح قضايا جدلية أو البدء في حملات إعلامية للدفاع عن أو رفض أي من تلك القضايا الجدلية والتي يمكن وصفها ب“الجوهرية“ لاستقلال القضاء، كما هو الحال في قضية عزل النائب العام والذي برز خلال مطالبات للمتظاهرين في ميدان التحرير وباقي ميادين مصر، أو كما هو الحال مع المحاكمات العسكرية التي تم تقديم الآلاف من المدنيين أمامها أغلبهم بتهم البلطجة والاعتداء على رجال الشرطة. وهو الملف الذي لم يتبناه من بين العينة سوى موقع “البديل“ وبرنامج “بلدنا بالمصري“”. ورصد التقرير التغطية الإعلامية لمرشحي الرئاسة في الصحف” جاء الأمين السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في مقدمة التغطية الصحفية يليه الدكتور محمد سليم العوا ثم الدكتور محمد البرادعي وبعده الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح. وفي المواقع اختلف الترتيب نسبيا حيث عمرو موسى الاهتمام في تغطية المواقع الإخبارية محل الرصد، يليه الدكتور محمد البرادعي ثم محمد سليم العوا، وفي الترتيب الرابع من الاهتمام بالمواقع جاء عبد المنعم أبو الفتوح ثم حمدين صباحي”. فيما اختلف الترتيب وفقا للتقرير في البرامج الحوارية” تصدر عبد المنعم أبو الفتوح القائمة، يليه حمدين صباحي وأيمن نور ثم محمد البرادعي وخامسا جاء حازم صلاح أبو إسماعيل”. كانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان قد أصدرت نتائج رصد التغطية الإعلامية التي استمرت سبعة أشهر، و عقب سلسلة تقارير شهرية تحتوي علي دراسات مسحية لعينة تم اختيارها من وسائل الإعلام المختلفة لرصد التناول الإعلامي لثلاثة من أهم الأطراف الفاعلة في الشارع المصري بعد الثورة وهي“الساحة السياسية والانتخابات ،والنظام القضائي ،والمجلس العسكري“. وضمت العينة التي تم اختيارها للرصد 5 صحف: “الأهرام والأخبار والزمان والمصري اليوم والشروق والوفد“، و3 برامج تليفزيونية “بلدنا بالمصري والعاشرة مساء ومباشر من مصر“ و4 مواقع اليكترونية “اليوم السابع وبوابة الأهرام ومصراوي والبديل“.