* النساء يتدحرجن 7 مرات من أعلى الكثبان الرملية وهن يحتضن قماشه على شكل طفل ثم يخطون 7 مرات فوق بئر السبع بنات * بركة: أكثر من 300 سيدة يتبركن يوم الجمعة .. وكثيرات منهن عدن للوفاء بالنذور بعد الإنجاب * المنطقة تضم مقابر جنود جيش “الفتح الإسلامي”.. وضريح لسبع راهبات اضطهدهن الرومان المنيا- أحمد حسين: تقف المرأة وهى تحتضن لفافات قماش على هيئة طفل ثم تقوم بالنوم أعلى كثبان الرمل لتهبط وهى تحتضن قماشتها وتقوم لتخطوا من فوق بئر وتكرر المشهد سبع مرات وتتوجه بالدعاء إلى الله أملا في الإنجاب لتنتهي (الدحرجة ) والتي تنتشر بمنطقة السبع بنات بقرية البهنسا بمحافظة المنيا للسيدات الراغبات في الإنجاب. فعلى بعد حوالي 270 كيلو متر من العاصمة تقع قرية البهنسا (مدينة الشهداء) بمركز بني مزار والتي تضم عدد كبير من القباب والأضرحة التي تنسب للصحابة والتابعين والعلماء الذين زاروا المدينة ومقابر لشهداء جيش “الفتح الإسلامي ” لمصر والذي يعود إلى عام «22 هجرية» حيث أرسل «عمرو بن العاص» جيشا لفتح الصعيد بقيادة «قيس بن الحارث» وعندما وصل إلي البهنسا، كانت ذات أسوار حصينة، كما أن حاميتها الرومانية قاومت جيش المسلمين بشدة، مما أدي إلي سقوط عدد كبير من الشهداء المسلمين، وهو ما كان سببا في قدسية المدينة. هذا الطابع الديني وما يحيط بالمكان من هالات قدسيه كان سببا لتردد آلاف الأشخاص للتبرك بالأولياء وبالمكان نفسه ووسط تلك الأماكن تقع منطقة ( السبع بنات ) والتي تأتى إليها النساء اللاتي يرغبن في الإنجاب من جميع أنحاء الصعيد بعضهن فشل في الحصول على علاج لتحقيق حلمها بطفل وأخريات يؤمن بالخرافة أكبر من أية علوم. دخلنا المنطقة لنجد سيدة عجوز يطلق عليها ( بركة) احد المسئولات عن مساعدة السيدات للدحرجة وعند الحديث معها قالت أنها تبلغ من العمر (70 سنة) وتعيش بالمكان منذ صغرها واعتادت مشاهدة دحرجة السيدات وقالت إنها سعيدة بعملها الذي تعتبره تطوعا لله لأنها لا تحدد سعر مقابل مساندة النساء أو مساعدتهم وإنها تقبل أية مبالغ تخرج منهم. وقالت كل يوم الجمعة تأتي حوالي 300 إلى 500 سيدة معظمهن من نساء البدو اللاتي ينتشرن على الشريط الغربي للمحافظة ونساء القرى الراغبات في الدحرجة سبع مرات وأقوم بمساعدتهن . وتصف بركة العملية وتقول إنها تقوم بتهيئة المرأة للنوم على جانبها الأيمن من أحد أعلى الكثبان الرملية بالقرب من قباب السبع بنات ثم تدفعها للتدحرج من أعلى إلى أسفل وتقف المرأة ليتم تكرار ذلك سبع مرات ثم تتوجه المرأة بعد ذلك إلى بئر لتخطوا فوقه سبع مرات ثم تبدأ في الدعاء الله... وأضافت بعض المترددات تحضرن فطائر لتوزيعها على الفقراء وأخريات تذبحن أملا في الإنجاب . و تشير الحاجة بركة إن العديد من السيدات اللاتي قدمن للمنطقة أكرمهن الله بالإنجاب وعدن مرة أخرى لذبح ندر عليهن وقالت أنها تؤمن ببركة المكان ولا تعتقد انه خرافة والدليل استمرار إقبال النسوة على الدحرجة. النقيب أسم لشاب اسمر يبلغ من العمر22 سنة تحدث إلينا قائلا اخدم في هذا المكان منذ مولدي مع أبى الذي يشرف على منطقة السبع بنات وقال أقوم بإرشاد الزوار إلى مكان السبع بنات وأشاهدهم أثناء الدحرجة. وأضاف تأتي للمكان نساء من كل الاتجاهات والأديان ورجال مسلمين وأقباط ومتعلمين أو غير متعلمين مضيفا انه شاهد العديد من النساء الحوامل اللاتي جئن لذبح النذور وتقديمها للفقراء بعدما وهبهن الله الإنجاب. العديد من السيدات اللاتي يحضرن للمكان يرفضن التصوير ويعتبرونه سيقل من بركة ما يفعلنه بل في بعض الأحيان يقمن بالاعتداء على أي شخص يحاول تصويرهم لأنه سيقلل من النفحات ويضيع مجهود يبذل للحصول على تلك البركات. كتب التاريخ عند البحث بها لا تذكر قصة محددة للسبع بنات ولكن الأرجح والمتداول بين العامة والمؤرخين أنه أثناء حصار الرومان للبهنسا خلال الفتح الإسلامي قامت 7 بنات مصريات (راهبات ) كان يسكن دير في هذا المكان بإمداد جيش المسلمين بالمؤن وقام الرومان بقتلهن .. وأصبحت قباب السبع بنات والبئر الموجود بمنطقة البهنسا منذ ذلك الوقت مزار للراغبات في الإنجاب.