سادت حالة من الاستياء بين العديد من مرضى الفشل الكلوي في مركز بني مزار بمحافظة المنيا، بسبب نقص بعض الأدوية الخاصة بهم، وعدم توفيرها بشكل منتظم من قبل المستشفى المركزي، الأمر يضطرهم لشرائها من الصيدليات الخاصة بأسعار باهظة لا يتحملونها. وحصلت "البديل" على مستند يفيد لجوء المستشفى الحكومي إلى بعض المؤسسات الخيرية لتوفير ما ينقصها من احتياجات تخص نحو 190 مريضًا، يحتاجون للأدوية بشكل منتظم 3 مرات أسبوعيا خلال جلسات الغسيل. وقال وائل محمد، ابن أحد المرضى، إن وحدة الغسيل ببني مزار دائما ما تعاني نقص الأدوية التي يحتاجها كل مريض أسبوعيا خلال جلسات الغسيل الكلوي، ما يضطرهم لشراء بعضها خاصة الحقن بمبالغ كبيرة، وقد يتكرر الأمر عدة مرات شهريا، الأمر الذي يكبدهم أكثر من 400 جنيه شهريا، بالإضافة إلى بعض المستلزمات الأخرى، مضيفا أن حالة بعض المرضى لا تتحمل الانتظار لساعات إضافية لحين توفير الأدوية الناقصة أو التبرع بها من قبل الجمعيات الخيرية التي تساهم بشكل كبير في عمل تلك الوحدات بالمستشفيات الحكومية. وأضاف محمد ل"البديل"، أنه رغم معالجة والده بالمستشفى الحكومي، إلا أن أقل ما يمكن توفيره وهو الأدوية لا يتم على الشكل المطلوب، ورغم تقدم عشرات الأهالي بشكاوى للمختصين بمديرية الصحة، إلا ان الرد كان يأتي بأن الأزمة موجودة في غالبية المستشفيات وعلى الجميع المساعدة. أزمة أدوية الفشل الكلوي، جاءت بعد أشهر قليلة من معاناة مئات المرضى من نقص المستلزمات الطبية بمستشفى الفكرية المركزي، الذي يخدم نحو نصف مليون مواطن بالمركز والمدينة، إلا أنه يعاني نقصا شديدا في أبسط الأدوات الطبية المتمثلة في سرنجات الحقن والقطن والمحاليل بأنواعها المختلفة وما شابهها، ما أدى لتدخل العديد من المؤسسات وبعض القادرين لدعم المستشفى بكميات كبيرة من تلك المستلزمات. وأوضح أحد أطباء المستشفى، فضل عدم ذكر اسمه، أن السبب الرئيسي في نقص بعض الأدوية، التأخر في إرسال واستلام طلبيات الأدوية من الشركات في كثير من الأحيان، خاصة أن غالبية العاملين في الإداريات لا يقدرون خطورة الإسراع في استلام الأدوية الواردة من الشركات المختصة، وفي حالة التأخر يومًا واحدًا عن الموعد المحدد، يلجأ أهالي المرضى إلى الشراء من الخارج لأن جلسات المريض لا تتحمل التأخير، مضيفا أن النظام الحكومي حاليًا في ظل الأزمة الاقتصادية، لا يعرف توفير الأدوية بكميات كبيرة داخل المستشفيات، بل يعمل كل مستشفى على قدر طاقته واستقدام الكميات فور انتهائها، الأمر الذي يتسبب في بعض الأضرار للكثير من المرضى، ويدفع إدارات المستشفيات للتعامل مع المؤسسات الخيرية بالمجتمع المدني لسد العجز لديها وإنجاز توفير الأدوية. على الجانب الآخر، نفت الدكتورة أمنية رجب، وكيل وزارة الصحة بالمنيا، وجود نقص في الأدوية، قائلة إن اللجوء لبعض المؤسسات لتوفير الأدوية يكون في أحيان كثيرة بعد عرضهم المساعدة للمرضى في صورة الأدوية وتوفيرها بدلا من تقديم الأموال، مضيفة أن النقص الذي يظهر في بعض الأدوية لمرضى الغسيل الكلوي يكون في الأصناف غير المدرجة بكراسة الوزارة، وبالتالي غير موجودة بصيدليات المستشفيات، وبدلا من إرهاق المريض أو ذويه للبحث عنها فتتم مخاطبة بعض المؤسسات الخيرية لتوفيرها بشكل قانوني ويتم توزيعها على الحالات.