عاودت جماعة بوكو حرام الإرهابية نشاطها في نيجيريا من جديد، وشنت هجومًا علي مدرسة ثانوية للبنات في شمال شرق نيجيريا، اختطفت فيه أكثر من 100 فتاه، لكن الجيش النيجيري تمكن الأربعاء من إنقاذ 76 تليمذة، وعثر على جثتي تلميذتين. وقالت مصادر عسكرية إن جنودًا من الجيش النيجيري تمكنوا من إنقاذ الفتيات بعد العثور عليهم على الحدود بين ولايتي يوبي وبورنو في شمال شرق البلاد، وأوضحت المصادر أن الفتيات كُنَّ بمفردهن في الحافلة، التي كانت تنقلهن، وأن الخاطفين تركوا الحافلة بعد تعطلها، وهربوا بعد محاصرتها وملاحقتها من جنود الجيش. وأضافت المصادر أنهم يخشون أن يكون الإرهابيون اقتادوا عددًا آخر من الفتيات؛ لأن الفتيات لم يكُنَّ في حافلة واحدة، وأن المحظوظات هن اللاتي كُنَّ في الحافلة المعطلة. وكانت جماعة بوكو حرام شنت هجومًا على مدرسة داخلية للبنات الثلاثاء الماضي، في قرية دابتشي بولاية يوبي شمال شرق البلاد البلاد، وقاموا بإطلاق النيران والعبوات المتفجرة، واقتحموا المدرسة، وقاموا بسرقة محتوياتها، وأعلنت الشرطة في ولاية يوبي عن استعادة 215 من تلاميذ المدرسة من أصل 926. إقامة الشريعة بالخطف والقتل نشأت جماعة بوكو حرام الإرهابية، والتي يعني اسمها "التعليم الغربي حرام"، عام 2002، ونفذت مجموعة من العمليات الإرهابية منذ عام 2009؛ بهدف إقامة الشريعة الإسلامية حسب زعمها، أدت إلى سقوط أكثر من 20 ألف قتيل، وخطفت المئات من النساء والأطفال، إلى جانب فرار أكثر من مليوني شخص من منازالهم؛ جراء عنف الجماعة. عملية الخطف التي قامت بها بوكو حرام مؤخرًا تعيد للأذهان مأساة "تشيبوك" 2014، حين قامت الجماعة بخطف 276 فتاة من مدارسهن في بلدة شيبوك شمال شرق البلاد، والتي أثارت موجة استنكار عالمي. وجرت عدة محاولات من المجتمع الدولي والسلطات النيجيرية لإطلاق سراح الفتيات، وتمكنت السلطات النيجيرية من إطلاق سراح 82 تلميذة مقابل الإفراج عن سجناء تابعين لبوكو حرام في مايو العام الماضي، كما أطلق سراح 20 فتاة في أكتوبر 2016 برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ورغم أن قضية فتيات تشيبوك هي الأشهر، إلا أن جماعة بوكو حرام الإرهابية قامت بخطف الآلاف من الكبار والأطفال الذين جرى إهمال حالتهم ولم يتم الاعلان عنهم. القضاء على بوكو حرام المقايضة التي أجرتها السلطات النيجيرية مع جماعة بوكو حرام في مايو الماضي بالإفراج عن سجناء تابعين للجماعة مقابل إطلاق سراح 82 فتاة من المختطفين فى "تشوبيك" 2014 تدل علي أن الحكومة النيجيرية لم تستطع القضاء عليها، وبالتالي لجأت للتفاوض، وتدل أيضًا على عوامل قوة تتمع بها الجماعة، والتي تستمدها في الأساس من ضعف مؤسسات الدولة النيجيرية. ومن العوامل التي أدت إلى قوة بوكو حرام استغلالها للطبيعة الجغرافية النيجيرية، وبناء معاقل حصينة، يصعب الوصول إليها من قبل الجيش النيجيري، بالإضافة لزرعهم الألغام والمتفجرات حول تلك المعاقل. ايضًا تعداد الجماعة الكبير، الذي يصل لنحو 6 آلاف مقاتل، وهو عدد كبير بالنسبة للتنظيمات الأخرى،إضافة إلى تميزها بالتنوع، حيث تضم مقاتلين من النيجر وتشاد الي جانب النيجيريين، كما تضم نساء وأطفالاً، والذين يتم استخدامهم أحيانًا في عمليات انتحارية. وساهمت مبايعة الجماعة لتنظيم داعش الإرهابي في انضمام أعداد أكبر لها واتساع انتشارها في الغرب الإفريقي، وأصبحت قبلة الشباب المؤمنين بالفكر الداعشي في هذه المنطقة. كما أن تنوع مصادر السلاح من أهم عوامل قوة بوكو حرام، حيث تم الكشف عن مصانع لإنتاج الصواريخ تابع للجماعة في شمال شرق نيجيريا، إلى جانب شرائها أسلحة من دول الجوار عبر وسطاء، وقيامها بهجمات على معسكرات الجيش؛ ما مكنها من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة.