كتب: هاجر حمزة ومصطفى عبد الفتاح لأول مرة في تاريخ معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 49 يتم تخصيص ركن لحلايب وشلاتين، حيث شهدت خيمة "حلايب وشلاتين" إقبالاً جماهيريًّا من الزائرين، وتفاعلاً مع فنون المحافظة ورقصاتها التراثية، والاستماع لعزفهم المتفرد على الآلات الوترية والدفوف، خاصة وأن إحدى الفرق من حلايب وشلاتين عزفت أغنية من الفلكور الخاصة بالمنطقة، ورقصت على أنغامها رقصة مرتبطة بالتراث الشلاتيني، تحمل اسم "الرقصة البلدي"، فضلاً عن عرض جمعية نسائية بحلايب وشلاتين منتجاتها اليديوية، كالإكسسوارت والحقائب المصنوعة من الجلود والخوص. يقول فريد علي، محاسب، إن مشاركة حلايب وشلاتين بالمعرض خطوة إيجابية على الطريق الصحيح؛ لإعادة اهتمام الدولة بمحافظة حدودية هامة، تشكل البوابة الجنوبية لأمان مصر، مشيرًا إلى أن إهمال الدولة لسيناء لسنوات طويلة حوَّلها إلى منطقة جاذبة للعنف والإرهاب، ولا تزال الدولة تتكبد من الأرواح والأموال الكثير لتطهيرها. وأكد أن شلاتين لا تقل أهمية عن سيناء، ولا تحتاج فقط إلى مشاركة فولكلورية داخل معرض الكتاب، ولكن يجب وضع خطة عاجلة لتنميتها، وتوفير كافة الخدمات الأساسية لها من مدارس ومستشفيات متطورة وبنية تحتية، بالإضافة إلى استغلال الأماكن السياحية بها، مثل محمية "جبل علبة" والترويج لها من خلال هيئة تنشيط السياحة. وعبرت آمال محمد، ربة منزل، عن سعادتها بالمنتجات اليدوية وأسعارها المناسبة للأسرة المصرية، مشيرة إلى أن الإكسسوارات تتمتع بجودة عالية، وخامات من الطبيعة، متمنية انتشار هذه المنتجات بمحلات البيع بالقاهرة، وتصديرها للخارج؛ نظرًا لتميزها، وأنها تعبر عن تراث الجنوب وجماله. وقالت زينب جمعة، بائعة من حلايب وشلاتين ل" البديل"، إنها سعيدة بمشاركة المحافظة لأول مرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وإنها فرصة كبيرة لتعرف آلاف الزائرين على تراث شلاتين، مشيرة إلى أنها تأثرت بإحدى السيدات التي سألتها وهي تشتري منتجات يدوية: "هي حلايب دي في مصر ؟!!" وأضافت أن أهالي حلايب وشلاتين أبناء هذا الوطن، ولكنهم مهمشون ومحرومون من أبسط حقوقهم، وأن اهتمام الدولة بمشاركة المحافظة هذا العام بالمعرض يمثل خطوة نحو إعادة هذه الحقوق. وذكرت زينب أن جميع المنتجات اليدوية من خامات الطبيعة بحلايب وشلاتين من السعف والخوص البلدي وجلود الحيوانات، وهي من صنع نساء المحافظة العاملات في مجال الحرف اليدوية. وأكدت أنها سعيدة بالإقبال الجماهيري على المنتجات من كافة الأعمار، سواء رجال أو نساء أو شباب، وتتمنى تخصيص مكان دائم بالقاهرة؛ لعرض منتجاتهم، سواء للمصريين أو في البازارات السياحية بالهرم وخان الخليلي، والتصدير فيما بعد، خاصة أن الأجانب يقدرون الصناعة اليدوية، ويقبلون على شرائها. وأوضحت أن المرأة بحلايب وشلاتين تكافح وتعمل وتربي الأطفال، وتحتاج إلى تشجيع ودعم لتسويق منتجاتها، فهي مصدر دخل هام لأسرتها ولتحسين أوضاعها المعيشية، متسائلة: لماذا لا توفر الدولة معرضًا دائمًا لجميع منتجات المحافظات، يجوب كل المناطق بمصر؛ لنشر ثقافات متنوعة والتراث المختلف ولتحقيق ربح اقتصادي لصناع الحرف اليدوية؟ أما مريم يوسف عثمان، من قاطني حلايب وشلاتين ومشاركة في المعرض، فأثنت على الفكرة بشكل كبير، معبرة عن شكرها لمن نفذ هذا الاقتراح، وسمح لمجتمع حلايب بأن يقترب من النسيج المصري، وأن يتعرف عليه الجمهور بتراثه وكل المميزات التي ينفرد بها عن الجميع. وأضافت عثمان أن مجتمع حلايب له مميزات وصفات خاصة، والكثير من المصريين لا يعرفون عنه أي شيء، فعندما يأتي المجتمع الشلاتيني إلى المصريين الذين لم يقتربوا من هذا المجتمع بخصائصه، فذلك يتيح الفرصة أمام رواد المهرجان لأن يعرفوهم، وتابعت أن جناح حلايب وبشكل يومي يعرض فاعليات متعلقة بالتراث والغناء والموسيقى والشعر والندوات المرتبطة بمجتمع حلايب وشلاتين، متمنية أن يستمر الأمر كذلك، وألا يكون مجرد مرة، لن تتكرر، ولن ينظر إلينا أحد من جديد.