(1) حملة "علشان تبنيها" لم تولد كغيرها صغيرة وتكبر، بل ولدت عملاقة، فهى منذ اللحظة الأولى لتأسيسها كسبت ثقة مؤسسات الدولة، وفتحت لها المصالح الحكومية أبوابها واستقبلها نواب الشعب ، ودخلت المعاهد والجامعات وغيرها من المؤسسات ، وبكل الود والترحاب تعامل معها النجوم والمشاهير، الذين يصعب لقائهم ويرفضون التصويروالظهور دون دفع المعلوم ، واستجابوا على الفور لدعوة التوقيع على الاستمارة التى يطالب الموقع عليها من الرئيس السيسى الترشح لفترة ثانية، كما تحرص الصحف والمواقع الإخبارية المصرية على متابعة أخبار الحملة وجولاتها ، وتسمح الجهات الأمنية بمندوبى الحملة بالتنقل بحرية ودعوة المواطنين للتوقيع على الاستمارة فى كافة ربوع المحروسة، وهم يتجولون فى سلام وأمان بين المحافظات حتى وصلت الحملة لحلايب وشلاتين، التى لا يزيد عدد سكانها عن 30 الف، ولا نعرف عن أهلها شىء إلا فى المواسم ،ألم أقل لكم أنها ولدت عملاقة !!!. (2) منذ أيام اقامت الحملة مؤتمرا شعبيا فى أحد فنادق القاهرة، وأعلن كريم سالم، المتحدث الرسمى للحملة ، بأنه تم جمع توقيعات 12 مليون و132 ألف و640 مواطن على استمارة الحملة، واستبعاد 239 ألف استمارة لعدم صحتها، ( هل رأيتم مدى الدقة فى حصر التوقيعات والمصداقية فى تصنيفها)، وأكد أنهم مستمرون في جمع التوقيعات حتى يعلن الرئيس السيسي عن ترشحه لفترة رئاسية ثانية، وأضاف المتحدث أن الهدف الأساسي من الحملة هو الضغط على السيسي من أجل الترشح، ليستكمل ما بدأه من إنجازات وحتى لا يترك مصر فى مهب الريح لولا سمح الله تخلى عن الرئاسة . (3) لم يحدد المتحدث الرسمى للحملة الرقم المطلوب الوصول إليه، والذى يمكن أن يقنع الرئيس بالترشح، و يمثل ضعطا شعبيا عليه ليقتنع، ولا أعرف لماذا يجب الضغط على الرئيس من الأساس، وهل لدى الحملة معلومات لانعرفها؟، هل يعنى مثلا أن الرئيس يعتبر الرئاسة حمل ثقيل ولن يقبله إلا تحت ضغط والحاح شعبى؟. أم أن هناك هدف للحملة لم تعلن عنه وبعيد عن رؤيتنا السطحية للأمور. من حق أى رئيس فى العالم الترشح لفترة ثانية وفق ما يسمح به الدستور، وفى العادة يحدث ذلك دون ضغوط ، بالعكس الرئيس هو الذى يحاول أن يكسب ود الشعب وبذل الجهد فى تحقيق وعوده قبل انتهاء فترة ولايته الأولى ليقنعهم بانتخابه لفترة الثانية، وعادة تكون هناك منافسة من جانب المعارضة التى ترشح بدورها أسماء أخرى، فلماذا الأمور فى مصر تحدث بشكل عكسى؟. (3) حملة "علشان تنبيها" كما يبدو تعمل بروحين، فهى تسعى من جهة للضغط على السيسى لقبول الترشح، ومن جهة أخرى تضغط على الشعب لترشيحه، وإلا فلماذا كل هذه الملصقات الدعائية التى تحمل صور السيسى والموجودة فى ميادين مصر وشوارعها الكبرى فى العاصمة والمحافظات، وأنا لن أطرح تساؤل حول تكاليف هذه اللافتات ومن يتحملها؟ ولماذا تعامل الحملة معاملة خاصة؟، وهل ما تفعله يعد خرقا لقواعد الحملات الدعائية التى تنظمها اللجنة الوطنية للانتخابات أم لا ؟، هذه الأسئلة تعرض لها زملاء من قبل فى مقالات، لكن ما اطرحه هنا ليس سؤالا بقدر ماهو إعراب عن دهشة حقيقية لتصريح المتحدث الرسمى للحملة الذى أعتبر أن 12 مليون توقيع، رقم لا يكفى للضغط على الرئيس وإقناعه بالترشح، فهذا العدد من المناصرين (لوكان حقيقيا ) كافي لفوز السيسى أو أى مرشح فى انتخابات نزيهة حرة، أما السؤال الذى يلح على وأتمنى أن يجيب عنه مندوبى الحملة: تفتكروا لو سمحت السلطات بحملة مضادة لها نصف الدعم الذى لديكم، كم ستجمع من توقيعات على استمارة تطالب الرئيس بعدم الترشح؟ [email protected]